إنقطعت عن الكتابة والقراءة لفترة تقترب من الشهرين، ولمن لا يعلم؛ من يبتعد عن الكتابة يفقد إحساسه بها، ولا يستطيع كتابة ولو جملة واحدة.
خلال هذه الفترة أدمنت مشاهدة ومتابعة المسلسلات التلفزيونية وخاصة اللبنانية منها والعربية، وتركت ما كُنت عليه سابقًا من برامج ثقافية، وأفلام كلاسيكية بالأبيض والأسود.
لن أكذب عليكم وأقول: أنه لم يكن يشدني في تلك المسلسلات شيء، ولكن الصحيح؛ أن ما يجمع في هذه المسلسلات وجود الكثير من الإغراءات التي تحتنك فكرك، وتجعلك منقادًا لها مهما حاولت أن تُقنع نفسك بأنك إنسان قوي وتشيح بوجهك عن بعض المشاهد الحميمية بها احترامًا لرجولتك، وتلافيًا لنظرات زوجتك التي تتلصص على نظراتك وانفعالاتك من غير أن تعلم.
في هذه المسلسلات كانت الفكرة الأعم وجود النساء الجميلات، والملابس الفاضحة، والمشاهد الحميمية، والإيحاءات الجنسية، ولقد لفت نظري أن جميعها مستنسخة من مسلسلات تركية، تتناول مواضيع لا تليق بنا وبعاداتنا وأخلاقنا وهمومنا، وكأن ضرع الإبداع لدى كُتاب السيناريو العرب قد جف؛ فلا تجد واحدًا يكتب بواقع الأسرة العربية، وما يواجهها من فقر وحاجة وتفكك وهشاشة.
من مسلسل الخائن إلى بين السطور، هناك امتهان واضح لقدسية المرأة العربية وعفتها؛ ويصورونها على أنها عاهرة تُجيد الغواية، وفن العشق، ومتعددة العلاقات، وبنفس الوقت تم تقديمها بأنها امرأة قوية متمردة، وكأنهم يدسون السُم بالعسل فَتُفتن المرأة بهذه الشخصيات التي لا أساس ووجود لها بالواقع الأليم والمُعاش، ولن تستطيع تقليدها؛ لأنها من خيال كاتب، وأكثر من يكذب ويصور الواقع على غير حقيقته هم كُتاب الخيال.
مثل هذه المسلسلات أنتجوها، ودفعوا الملايين عليها لتكون آخر مسمار يُدق بنعش الأسرة العربية، وتُساهم بخرابها، ولا بد من الحذر منها والفكرة والأيدولوجيا التي تُقدمها.