في مقال نشر له في صحيفة هآريتس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، إن الهدف النهائي والأهم لما وصفه بـ «عصابة نتنياهو» هو تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين...
وأضاف أيضا أن «غزة مجرد خطوة ،» أولى» في مخطط حكومة نتنياهو لتطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل ...
وقال إن الهدف الأسمى والأهم للثلاثي اليميني المتطرف، وهنا يقصد (النتن ياهو) ووزير الأمن القومي بن غفير ووزير المالية سموتريتش ليس باحتلال قطاع غزة المدمر الآن فحسب، بل التوسع بعد غزة في الضفة الغربية والقدس وخلق صراع عنيف للغاية وكارثي يؤدي إلى حرب شاملة...
عندما يتحدث رئيس وزراء سابق لدويلة الكيان بهكذا أمور ويشرح مخططاتهم ويكشف جزءا من تحركاتهم فالأمر يحتاج إلى فهم أكثر وأكثر لما يحاك هناك...
فكلنا يعلم ويتابع أنه وبعد أحداث السابع من أكتوبر فُرضت رقابة شديدة على كل ما ينشر ويقال في الصحافة العبرية ،وتم حتى
إخضاع الإعلانات عن أي قتلى أو عمليات للمقاومة إلى مقص الرقابة العسكرية والأمنية وبشكل صارم ...
ولا يسمح لأحد بتجاوز ذلك ومهما كان وزنه،
ومن هنا وباعتقادي أتى حديث أولمرت المغلف المبطن وكما يقال في علم السياسة والإعلام بالاتفاق والمباركة من ساسة العدو وأجهزته وسمح بالنشر على قاعدة جس النبض، وما حديث أولمرت وغيره إلا بالونات اختبار الهدف منها أولا وأخيرا إيصال رسالة واضحة إلى الداخل الإسرائيلي وخصوصا المتطرف مفادها أن معركتنا الأساسية هناك في المسجد الأقصى والقدس فكونوا عونا لنا ، ورسالة أخرى إلى العالم الغارق بالصمت والخذلان مفادها أن خزعبلات قيام الدولة الفلسطينية والاعتراف بها والذي تتحدثون عنه -ليل نهار- لن يحدث ومهما كلف الأمور وهذا بإجماع الساسة هناك ...
في الختام أقول هنالك مثل متداول بيننا يقول إذا بدك تعرف أسرارهم خذها من صغارهم الآن انقلب المثل وأصبح إذا بدك تعرف إجرامهم ومخططاتهم تابع كلام قادتهم وحكامهم...
فمنذ أن أعلن ( النتن ياهو ) الهجوم البربري الغاشم على غزة وبهذه الطريقة النازية استعدت أجهزة الإجرام الصهيوني الأخرى لما بعد الحرب هناك وجهزت الرأي العام الإسرائيلي والأمريكي والغربي وهمست حتى لبعض الدول العربية والإسلامية بقبول ذلك أو الصمت عليه ، وأطلقت وسمحت لأدواتها الإعلامية بالحديث والكتابة والترويج لمخططهم الأكبر والأشمل ...
اليوم وبعد هذا الحجم الكبير من القتل والتهجير والدمار الذي حل على أهلنا في غزة وفلسطين وهذا الصمت العالمي والعربي والإسلامي المطبق والخذلان غير المسبوق في الأعراف الدولية والإنسانية والشاهد على مجازر الاحتلال ، لن يتوقف الأمر عند حدود قطاع غزة مع هكذا قيادة مجرمة تعمل -ليل نهار- على احتلال الضفة والقدس وبشكل واضح وتهجير أهلها،
ومن هنا على الفاهمين لما يحاك وبعيدا عن المتخاذلين والمتآمرين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية التأمل والتعامل والتحرك وبشكل واضح مع هكذا مخططات ، وكذلك على إخواننا العرب والمسلمين المهرولين الجدد إلى التطبيع مع هذا الكيان الغاصب قراءة المشهد بوضوح وإمعان واستخلاص العبر.
اليوم علينا جميعا أن نفهم أن معادلة ما بعد السابع من أكتوبر انطلقت ولن تتوقف بمجرد انتهاء القتل في غزة فعلى الأقل من لم يقف مع الحق وأهله فعلى الأقل أن لا يكون عونا للباطل ومن لف لفه...
رسالتي إلى أهلي في الأردن وهذا ما تحدث به وحذر منه جلالة الملك عبد الله الثاني مرارا وتكرارا أن لا نسمح بالمساس بالأردن ووحدة أبنائه وأن نفوت الفرصة على الأيادي المرتجفة المسمومة والتي لا تخدم إلا أطماع وتطلعات الاحتلال، فثقتنا بشعبنا الأردني كبيرة ومتجذرة، وصدقوني لن يكون الأردن سندا لأهلنا في غزة وفلسطين إلا إذا كان قويا صلبا ومتحدا من الداخل.