ليست الفنادق وشاشات الفضائيات والميكرفونات ساحات المقاومة لدعم القضية الفلسطينية، ودعم الصابرين المحاصرين في قطاع غزة اليوم، فالكلمات التي قدمت وتقدم مأجورة موجهة من أعداء الشعب الفلسطيني والمواقف والتضحيات التي قدمها الأردن وقيادته الهاشمية وجيشه العربي المصطفوي وشعبه الواحد في مدنه وقراه وباديته ومخيماته.
الخطاب الممجوج، والتهم المعلبة، ودور البغباء بغباء لا ينطلي على المنصفين العارفين والشاهدين على جهود الأردن، الذي يتابع من خلال مسارات السياسة والدبلوماسية والاحترام والثقة التي يحظى بها في العالم والمطالبة بوقف فوري للحرب الإسرائيلية المنحطة على الشعب الفلسطيني وتجويعه وتعطيشه وتهجيره، وهذه المواقف هي ذاتها التي دافعت عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية خلال صراع يقارب على الثمانين عاما ممزوجة بالدم الأردني الطاهر على أسوار القدس، وشواهد قبور الشهداء الأردنيين في قرى ومدن الضفة الغربية اقمار وشموس على مدى هذا التاريخ، ومنكرها أعمى ضال عن الحقيقة، التي يكرسها الأردن صباح مساء.
قافلة برية دخلت الى غزة من معبر كرم ابي سالم الفاصل بين الضفة وقطاع غزة تحمل ما يخفف العبء الثقيل صورت في الطريق على أنها تجارة مع دولة الكيان الاسرائيلي الغاصب، وأصبحت قميص إخوة يوسف إلى ابيهم في اتهام الذئب بأنه القاتل ليوسف عليه السلام، وتجار من داخل الأرض المحتلة يبيعون ويشترون للعدو، ويروجون للرواية الإسرائيلية على حساب الدم الفلسطيني والعذابات اليومية، فأي حقيقة تلك التي تروجون لها ؟ واين انتم من جسر جوي وبإنزالات مباشرة لنسور سلاح الجو الملكي، ونحو خمسمائة من مرتبات ونشامى ونشميات الخدمات الطبية الملكية في مستشفيين في قطاع غزة المنكوب يواصلون الليل بالنهار لاداء رسالة إنسانية أخوية، علاوة على ملايين من التبرعات التي ترسل من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية عبر الشقيقة مصر إلى رفح وغزة.
لم يطلبكم الأردن أن تشكروا المواقف والتضحيات، ولكن ضمائركم تطلبكم أن لا تدعوا كذبا وزورا وبهتانا على الدولة التي لم يسبقها احد فيما تقدم، ولم تتخل عن واجبها، ولم تبخل في أن تقتسم المتاح من امكانياتها، لتظل فلسطين البوصلة التي ندعم حقوقها المشروعة في إقامة دولتها العربية على أرضها بكامل سيادتها وبوحدة قيادتها التي احدثت اطماعكم وانقلابكم عليها الشرخ والذي يدفع الشعب البطل اليوم ثمنه، قلبي على فلسطين ودعائي أن يحررها من عدوها، وأن تلفظ العاقين من تجار قضيتها، واذا استمعتم الى صوت العقل الفلسطيني ستجد ان هذا الشكل من الخطاب مرفوض في محتواه وهدفه، لانه خطاب لا يتماشى مع المنطق.