شهدنا في الآونة الأخيرة جهودًا متزايدة سعت لتشويه الأردن والتشكيك بمواقفه الرسمية وفاعلية دوره إزاء دعم الشعب الفلسطيني عموما، وحرب غزه تحديدا، وماهية موقفه الحقيقي لتصدي الأردن للإبادة الجماعية والاعتداءات العلنية الإسرائيلية الواقعه على الغزيين في قطاع غزة، على الرغم من أن الأردن تمسك وحده في المنطقة والعالم بالمطالبة المستمرة في كل المحافل الدولية بضرورة حماية حقوق الفلسطينيين والنظر الجاد في مسأله حل الدولتين وإيقاف عمليات التهويد في الضفة الغربية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة في وقت غير العالم اولوياته وما عاد احد ينظر للقضية الفلسطينية وانشغل الجميع عنها حتى ظهر نتنياهو متحديا بالخارطة الخضراء التي اعتبرها فترة ازدهار اسرائيل في المنطقة وفرض سيطرتهم، إلى أن انفجرت احداث 7 اكتوبر التي تنبأ بها الملك عبدالله الثاني في اجتماعات الامم المتحدة الـ76 بأن تجاهل حقوق الفلسطينيين المستمر سيعني انفجارا كبيرا لا محالة ومقاومة ضاريه تدافع عن شرعية حقوقها على ارضها، ومنذ حرب غزة تمكن الاردن بقيادة الملك بدعم المقاومة ورفض تصنيفها بالارهابية وتقديم المساعدات والانزالات الجوية المعقدة التي جاهد فيها الاردن حتى يتمكن من تنفيذيها، والتي قامت بجهود الملك الحثيثة وتوجيهاته لقيادة القوات المسلحة واستمرار الدولة الاردنية في دعم الفلسطينيين بل ووصلت الى تحشيد الملك والملكة الراي الغربي ودفعه للوقوف الى جانب فلسطين ، ومع ذلك كان علينا كأردنيين مجددا مواجهة محاولة فسخ الراي الاردني والبدء بمحاولة تشويه ممنهجه للأردن ومواقفه الرسمية ومن الجلي انها ل تكن داخلية فقط بل حاولت ان تؤثر على الجالية الاردنية في كل العالم اثر نشر التشوهات والاكاذيب والتحليلات الدنيئة عن الاردن .
ولا تعد هذه المحاولات جديدة علينا كأردنيين إذ ان الموقف الاستراتيجي والتاريخي الإيجابي اتجاه القضية الفلسطنية للأردن اثار لغة الغيرة والحقد لمحاولة تفتيت الجبهة الداخلية وزعزعة الاستقرار في البلاد، لمحاولة الايقاع بالاردن في وحل المنطقة، ولا يبدو ان محاولات التشكيك هذه المره ستفلح بالمطلق وذلك لعقائدية الاردن الاجتماعية التي يؤمن بها الشعب الأردني ويتكاتف فيها مع الجيش والملك.
وقد يبدو ان الانساق المجتمعية في الاردن طرأ عليها التغير بين السلبية والإيجابية وهذا مرده لمحاولات دس السم في العسل الا ان القاعدة الصلبة للاردنيين ترفض هذه التشتيت للجبهة الداخلية وتضليل الرأي العام والتي لن تلقى الا الرفض القوي من قبل المجتمع الأردني، فالأردنيون يدركون تمامًا حقيقة التزام بلادهم بالقضية الفلسطينية، ويرون أن هذا التزام جزء لا يتجزأ من هويتهم وقيمهم الوطنية.
بإختصار يعتبر موقف الأردن في حرب غزة ثابتًا وواضحًا وضوح الشمس لا يقبل الهوان او التشكيك، وتستمر الجهود الحثيثة على كافة المستويات بقيادة الملك للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وانهاء الابادة الجماعية وعملية الابرتايد وايقاف مخطط الترانسفير الصهيوني ومواجهة التحديات والصعوبات التي تحيط بالأردن في ظل استمرار محاولات التشكيك والتضليل، ليظل الأردن ملتزمًا بالقيم الإنسانية والأخلاقية والدبلوماسية السياسية والحزم اللازم في موضعه ووقته تميزه وتبقيه الأقوى ليبقى الأردن رمزًا للأمل والعدالة والاستقرار ولو كاد الكائدون، لأن موقف الأردن من حرب غزة ليس مجرد تصريحات، بل تحرك وخطوات جادة سياسيا وانسانيا واخلاقيا وعربيا إذ ان الاردن يظل يثبت في كل جرح يفتك بالمنطقة انه المدافع عن العدالة والانسانية والوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة في وقت الحاجة.