زاد الاردن الاخباري -
"بأي ذنب قتل؟"، بتلك الكلمات الحارقة يتساءل الفلسطيني شريف معمر، عن سبب مقتل رضيعه عبد الرحمن البالغ من العمر عام ونصف، جراء قصف إسرائيلي على منزلهم في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وبينما يواري الأب الحزين ابنه الثرى، تتساقط الدموع على وجنتيه، ويظهر على ملامحه ألم الفراق الذي يمزق قلبه وهو يحتضن جسد رضيعه الصغير الذي أُرهقت روحه في سن البراءة.
لم يكن الأب يعلم أن لحظات اللعب التي قضاها مع ابنه قبل ساعات من استهداف منزلهم ستكون الأخيرة، وأن فلذة كبدة سيواجه الموت بغارة إسرائيلية.
وترتسم على وجه الأب علامات الأسى والحزن، بينما يلقي نظرات الوداع الأخيرة على طفله، متمنيا أن تكون تلك اللحظات حلماً يستفيق منه فورا، ليستمع مرة أخرى لضحكات ابنه ويرى ابتسامته البريئة على وجهه الجميل.
وفي مقبرة جماعية بمدينة خانيونس، يحتضن الأب المكلوم جثمان طفله الصغير بشدة، في جو مليء بآلام الفراق.
ويحاول أقرباء الأب المكلوم ورفاقه مواساته للتخفيف من آلام الفقد، وتقديم العون للأب الذي يتعرض لمحنة قاسية.
وخلال اللحظات الأخيرة من دفن جثمان طفله، قال الأب: "هذا مش حرام، ما ذنب الطفل يقتل؟!، ماذا فعل؟!، حسبي الله ونعم الوكيل، الله يسهل عليك يابا!!".
وفي حديث، قال معمر: "قصفوا المنزل وقتلوا ابني، بأي ذنب؟ قبل ساعات كنت ألعب معه".
وأضاف: "ما ذنب الأطفال فيما يحدث في غزة؟ الاحتلال يرتكب مجازر بشعة، وينفذ حرب إبادة جماعية ضد الأطفال والنساء".
وتابع: "أين العالم مما يحدث في قطاع غزة؟ الأطفال والشيوخ والنساء يقتلون بلا ذنب".
وأردف قائلا: "طفلي كان يلعب قبل ساعات من مقتله، لا يعرف شيئًا عن الحياة بعد، كيف لي أن أصدق أنه استشهد؟ مع من ألعب اليوم؟".
والاثنين، قصفت طائرات حربية إسرائيلية منزل عائلة معمر بمدينة خانيونس، ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين.
وأفاد شهود عيان، بأن القصف تسبب في دمار واسع في المنزل والمنازل المجاورة، حيث استخرجت طواقم الدفاع المدني العديد من الأفراد من تحت الأنقاض.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول "تل أبيب" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".