زاد الاردن الاخباري -
رأت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أنه "في كل مرة يُلقي فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً جديداً، يقوم بالتهديد بالضغط على الزر الأحمر. وخلال خطابه السنوي الكبير أمام الشعب الروسي، وبالتالي العالم، عبّر بوتين عن غضبه ضد الغرب، قائلاً إنه إذا تجرأ على نشر قوات في أوكرانيا، كما طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع، فسيكون ذلك بمثابة تجاوز للخط الأحمر لإثارة حرب نووية. في الحقيقة، يستثمر بوتين في التكنولوجيا النووية، ولعل أبرزها الصاروخ الذي يحمل اسم "الشيطان 2"، ومن الصحيح أيضًا أنه يعد ترسانة أكبر بكثير من أجل تهديد حلفاء أوكرانيا بها. فهل سيطلق صاروخاً فعلاً؟ الاحتمال ضئيل للغاية".
وبحسب الصحيفة، "كما هو الحال في كثير من الأحيان، فهو يخادع، مرة أخرى. وفي كل مرة خلال العامين الماضيين عندما تسوء الأمور بالنسبة له، يهدد بشن هجوم نووي. وأي شخص لديه أدنى فهم لسياسة حافة الهاوية النووية يعلم أنه لن يستخدم أسلحته النووية، ولن يتمكن من فعل ذلك. سيكون من الجنون بالنسبة له أن يفعل ذلك، مما يضمن نهايته ويضعه في مسار تصادمي مع قواته المسلحة. يستعد بوتين لحرب نووية لأنه يعلم أنها تخيف الشخصيات الجبانة في الغرب وتدفعها إلى التراجع. لقد نجح الأمر مراراً وتكراراً طوال هذه الحرب. فالتهديد النووي هو ورقته الرابحة".
وتابعت الصحيفة، "تعلم أن الأمور جدية في الغرب عندما يكون الفرنسيون وحدهم من يتكلمون بمنطق. كان اقتراح ماكرون بأن نشر قوات برية على الأرض في أوكرانيا قد يكون ضروريا في بعض الظروف القصوى هو الشيء المعقول الذي يمكن قوله، حتى لو كان ذلك فقط هدفه دفع موسكو إلى التفكير مرتين في كيفية تعاملها مع هذه الحرب. ولهذا السبب كان من الجنون المطلق أن يرفض البريطانيون والألمان الفكرة تمامًا. إنه يُظهر الافتقار إلى التفكير الاستراتيجي ويبدو أنه يتجاهل الفن العملياتي للحرب".
وأضافت الصحيفة، "في مثل هذا الأسبوع بالذات، قبل 33 عاماً، تمكن العديد من قادة الدبابات الشباب من هزيمة الغزو العراقي غير القانوني للكويت في عام 1991 بقوات بريطانية وأميركية وفرنسية على الأرض. في الحقيقة، كان من الضروري القيام بذلك. وفي حين أنه من غير المرجح أن نرى ذلك في أوكرانيا، فإن حرب الخليج الأولى لا تزال تقدم "مخططًا" يمكن لأوكرانيا تكراره إذا أعطيناهم الأسلحة التي طلبوها".
وبحسب الصحيفة، "الحقيقة هي أنه من خلال عدم تقديم هذا الدعم العسكري، ومن خلال استبعاد وجود قوات برية على الأرض، يكون الغرب قد تنازل عن المبادرة الاستراتيجية لموسكو. ومن المفترض أن بوتين يدرك الآن أنه لا توجد فرصة لنشر قوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، ما يسمح له بإعادة مضاعفة جهوده، وهذا من شأنه أن يعطي الأفضلية لمخططي الحرب الروس، وبدلاً من تقييد حريتهم في المناورة، فحينها نكون نفعل العكس. فهل كان نابليون أو ولنغتون ليتجاهلوا الفرص المتاحة لإرباك أعدائهم؟"
وتابعت الصحيفة، "هناك الكثير من الأشياء السيئة التي تحدث في الوقت الحالي، من أزمة تكاليف المعيشة إلى تغير المناخ، إلى غزة، إلى اليمن، ولكن هذا لا يقارن بإمكانية الاضطرار إلى القتال في أوكرانيا ومن أجلها. إذا لم نقم بحل هذه المشكلة هذا العام، فسوف يستمر الأمر وسيشمل الدول الغربية جميعها".
وختمت الصحيفة، "يدرك بوتين أن التهديد النووي هو أفضل وسيلة لجعل الغرب يفكر مرتين، لكن لا يجب على الغرب أن يشعر بالخوف. فإذا قام بذلك فإن النتيجة بالنسبة لبوتين مؤكدة وهي النصر".