زاد الاردن الاخباري -
يختلط لدى الكثير من الناس مفهوم الهداية , ولذلك نوضح باختصار شديد ما أمكن هذا المفهوم ليتصوب عند الناس , فمفهوم الهداية في القرآن الكريم ورد بمعنيين, المعنى الأول وهو الإرشاد وهذا عام لكل الناس , حيث ان الله عز وجل أرشد الناس جميعاً للإيمان به ولعبادته من خلال العقل أولاً ثم النقل ثانياً عن طريق الرسل والكتب التي أنزلها مع الرسل الكرام , فهنا واضح لجميع البشرية أن هناك دين اسمه الاسلام تفضلوا وادخلوا تحت لواءه وبرياضهِ , فإن امتثل الناس لهذا فسيحصلوا على المعنى الثاني للهداية وهو التثبيت , أي يثبتهم الله على دينه.
ولذلك يأتي البعض يقول : أن الله لايريد لفلان الهداية ويستدل خطأً بالآية :"والله لايهدي القوم الفاسقين" . فنقول أن المقصود هنا لايثبت القوم الفاسقين لأنهم رفضوا الهداية بمفهومها الأول وهو الارشاد فحُرِموا نعمة الهداية وهو التثبيت , وأما من قبل الهداية بالمفهوم الأول وهو الارشاد فالله سيهديه أي يثبته على الحق لأنه قبل دعوة الله للايمان به ولعبادته.
هذا الأمر العقدي يجب أن يوضح لدى الناس ولا نفهم خطأً أن الله لايريد من البشر أن يكونوا على دينه ,قال تعالى :"ولا يرضى لعباده الكفر" أي لا يحب ربُّنا الكفر لعباده ولكنه يترك لهم الخيار في أن يكونوا مؤمنين أو غير ذلك ,من هنا نرد على القدرية الذين قالوا ان الانسان حرٌّ في ما يختار وان الله لايعلم ماذا سيختار إلا بعد ان يختار الانسان خياره , وهذا كفر ونرد على الجبرية أيضا الذين قالوا ان الانسان مجبر على اختياره وليس له من الامر شيء وهذا كفر ايضا .
لماذا كفر عند القدرية ولماذا كفر عند الجبرية ؟
الكفر عند القدرية في وصفهم للخالق انه لايعلم بالشيء الا بعد ان يحصل , والصواب أن الله يعلم به منذ الأزل لانه لايليق بجلاله إلا ان يعلم به منذ الأزل ولكن.. باختيار الانسان نفسه.
والكفر عند الجبرية بقولهم ان الله أجبر بني البشر على اختياراتهم وهذا مرفوض في العقيدة لان الانسان يختار من تلقاء نفسه ما يريد ان يكون عليه سواء الايمان أم الكفر اختيارية مطلقة , ولكن الله يعلم منذ الأزل ماذاسيختار الانسان بإرادته المطلقة ..
وبالتالي نخلص الى القول أن الله لديه العلم بأهل الجنة أو النار منذ الأزل وباختيارهم هم لأنفسهم مصيرهم الأبدي إما في النعيم وإما في الجحيم .
فليعيد كل منّا حساباته وليجدد النوايا بأن يرضى بإرشاد الله له (الهداية بالمعنى الاول ) ليحصل على تثبيت الله له (الهداية بالمعنى الثاني في القرآن الكريم )على هذا الدين القويم
اللهم اهدنا وثبتنا على صراطك المستقيم وأعنا على ان نختار هدايتك ....آمين
* امام مسجد عبين الكبير ـ عبين عبلين
يوسف المومني