بغض النظر عن بعض الاشاعات الفارغة والهجمات "التشويهية " المبرمجة والموجهة وفق " فقسة الزر" التي تحرك الحملات التي تهدف للنيل من الاردن بكل تفاصيله ومن "ساسه الى رأسه" ،فأن هذه الهجمات قد تعودنا عليها ، وعلى المستوى الشخصي خبرتها منذ كنا اطفالا نهاية الستينيات من القرن الماضي ولغاية الان ، لكن علينا أن ندرك أن هناك أجيالا هم ضحية ما يسمعون ممن يقودون هذه الحملات .
ففي كل مرحلة ارتجاجية او هزة أمنية تمر بها المنطقة خاصة على صعيد قضية فلسطين، وما تعنيه للاردن قيادة وحكومة وشعبا ، يتحرك الظلاميون أصحاب الاجندات الشيطانية التخريبية ومن خلال "فقسة الزرالمعهودة " بطلب ممن يشغلهم من أجل شن حملات لتشويه صورة الجهد الاردني المبذول لدعم الاخوة في فلسطين بكل المجالات وفي كثير من المراحل الى شيطنة هذا الجهد .
فالتصريحات أو الحملات الاعلامية الفارغة التي باتت ترسم ملامح الانحدار الاخلاقي الذي أصاب بعض من يركبون موجة الابحارالبذيء عبر فضاء السوشيال ميديا والمتعلقة بالانزالات الجوية أو الدعم السياسي الاردني للاشقاء في غزة في ظل هذا العدوان الاجرامي الغاشم وهذه الابادة الجماعية التي تمارسها العصابات النازية الصهيونية في عدوانها على غزة وحملة القتل الممنهج التي تقوم بها نفس العصابات في الضفة الغربية ،هي بحجم الوهم الذي يعشعش في عقول من يركبون هذه الموجة ، والاردن ملكا ومؤسسات المعنيون بحال الناس في فلسطين وهمومهم وأوجاعهم ، هم الامل الذي يكاد ان يكون الوحيد في هذه المرحلة بل وفي كل المراحل السابقة ، وهم صوت الناس في غزة وهم من يتطلع اليهم أبناء فلسطين للتحدث بإسمهم ، في وقت سدت كل الابواب أمامهم ، وبصرف النظر عن المزايدات الشعبوية فأن الملك والحكومة والمؤسسات يعملون بكل جد من أجل وقف العدوان الاجرامي النازي الذي تقوم به العصابات الصهيونية على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية ، وايضا المطالبة بالحق المقدس للفلسطيني على ترابه وارضه.
اليوم ونحن نرى بعض من يقودون النظام الرسمي العربي قد دخلوا منذ سنوات في زواريب المناكفات والشعارات البالية، وحروب طواحين الهواء، والتبعية بعناوين وهمية، بل ان كثير من العرب أصبح يرى أن القضية الفلسطينية ليست قضيته ،وهي عبء ثقيل يجب التخلص منها ومن أهلها ، وبالتالي لم يتبقى للاردن الدولة الصغيرة محدودة الموارد أن تواجه كل الضغط الدولي من هذا العالم الظالم الصامت، بل الداعم لعدوان الدولة الصهيونية الارهابية النازية على أبناء شعبنا في غزة ، ولذلك فأن الدولة الاردنية لم تتعاطى مع هذه الهجمات وفق سوق سوداء في البيع والشراء الشعبوي كما يفعل غيرها ،وهذا كان ولا يزال موقف مبدئي وثابت وليس بجديد .
لكن بالمقابل على مؤسسات الدولة أن تعمل لوضع برنامج عمل يتم من خلاله التعامل مع الحالة التي فرضها التطورالتكنلوجي في وسائل التواصل والاعلام الالكتروني لا ترتكز على ردات الفعل ، فهذه الحالة قد ثبت فشلها ، بل يجب ان ترتكز على اساس إعلامي لمجموعة قادرة على المواجهة وتمتلك الحجة والثقافة وسرعة البديهة ، وتمتلك القناعة اولا واخرا بالدولة واهمية الحفاظ عليها واهمية وحدة الداخل في اطار رواية اردنية سياسية واقتصادية واجتماعية تقدم للداخل والمحيط العربي والعالم .
ان الرد على ما يتعرض له الاردن من حملات يجب ان يكون من خلال إستراتيجية سياسية وإعلامية بدلا من الردح والرد على الإساءات بحملات غاضبة لا تسمن ولا تغني من جوع، فما نشهده الان على الساحة الاعلامية العربية على وجه الخصوص هو تراجع مهنة الاعلام لصالح البزنس وهذا ينطبق على بعض السياسيين والاحزاب الذين يتخندقون لصالح مواقف سياسية مدفوعة الاجر من هذا البلد او ذاك .... وعلينا ان نتحرك فما يقوم به الاردن لصالح القضية الفلسطينية تاريخيا اكبر بكثير، ولكنه يحتاج الى سياسة مختلفة لتظهيره للعالم بصورة مختلفة عما جرى ويجري الان فالصورة نتيجة هذه الحملات يقرأها البعض بصورة مقلوبة تحيد بعض النظام الرسمي العربي وبعض المسلم كتركيا............. يتبع