زاد الاردن الاخباري -
قال الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء، إن اتفاقا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين أصبح في أيدي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بينما تواصل وفود لليوم الثالث محادثات دون أي مؤشر على تحقيق انفراجة.
ويجتمع في القاهرة، في غياب وفد من إسرائيل، مفاوضون من حماس وقطر ومصر لمحاولة التوصل إلى أول وقف طويل الأجل لإطلاق النار في الحرب، وهو هدنة مدتها 40 يوما قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
ومن شأن الاتفاق المقدم إلى حماس أن يسمح بإطلاق سراح بعض المحتجزين، وكذلك زيادة المساعدات إلى غزة في محاولة لتجنب المجاعة بينما تعج المستشفيات بأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وكذلك تقديم حماس قائمة بأسماء جميع المحتجزين في غزة.
وقال البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكدا خلال اجتماع الثلاثاء، إن إطلاق سراح المحتجزين المرضى والجرحى والمسنين والنساء سيؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل.
وقال بيان البيت الأبيض "هذه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستمكن أيضا من زيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة وتوفر الوقت والمكان لتأمين ترتيبات أكثر استدامة وهدوء مستدام".
وفي وقت سابق في بيروت، أعاد القيادي في حماس أسامة حمدان التأكيد على المطالب الرئيسية للحركة وهي إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي وانسحاب القوات الإسرائيلية وعودة جميع سكان غزة إلى منازلهم التي اضطروا إلى مغادرتها.
وأضاف حمدان أن أي تبادل للمحتجزين والسجناء لا يمكن أن يتم إلا بعد وقف إطلاق النار، مما يعكس وجهة نظر حماس بأن وقف إطلاق النار يجب، قبل أي شيء، أن يكون خطوة نحو تسوية الصراع.
لكن تركيز إسرائيل ينصب على وقف القتال مؤقتا لإخراج المحتجزين من غزة وإدخال المزيد من المساعدات إليها، وتصر على أنها لن تنهي الصراع قبل القضاء على حماس.
وقال المتحدث باسم حكومة إسرائيل آفي هيمان في إفادة صحفية قبل تصريحات حمدان، إن على حماس أن "تهبط من مواقعها الوهمية وتدور في فلكنا".
وأضاف "تدرك حماس الضغوط العسكرية ونحن نمارسها عليهم".
كما حملت واشنطن، الداعم السياسي والعسكري الرئيسي لإسرائيل وراعية المحادثات، المسؤولية بشكل مباشر على حركة حماس التي تدير قطاع غزة.
وقال بايدن للصحفيين "الأمر في يد حماس الآن. الإسرائيليون يتعاونون. كان هناك عرض عقلاني".
وأضاف "إذا وصلنا إلى الوضع الذي يستمر فيه [القتال] حتى شهر رمضان... فسيكون الأمر خطيرا جدا".
وكثيرا ما تتصاعد أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر رمضان، كما يتزايد العداء تجاه إسرائيل في العالم العربي والإسلامي، الأمر الذي يخلق حافزا قويا لدى القادة للتوصل إلى اتفاق قبل ذلك الوقت.
مقترح حماس
ترى حماس أن موقف الولايات المتحدة محاولة لإبعاد اللائمة عن إسرائيل إذا انهارت المحادثات دون التوصل لاتفاق.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال باسم نعيم القيادي الكبير في حماس لرويترز، إن الحركة قدمت مقترحها بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار إلى الوسطاء خلال يومين من المحادثات وتنتظر الآن ردا من الإسرائيليين الذين غابوا عن هذه الجولة.
وأضاف نعيم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين "نتنياهو لا يريد اتفاقا، والكرة في ملعب الأميركان" للضغط عليه من أجل التوصل إلى اتفاق.
وقال مصدر لرويترز في وقت سابق، إن إسرائيل قاطعت المحادثات لأن حماس رفضت طلبها بتقديم قائمة بأسماء جميع المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة. وأوضح نعيم أن هذا يستحيل بدون وقف إطلاق النار أولا بالنظر إلى أن المحتجزين موزعون في أنحاء منطقة الحرب ومحتجزون لدى فصائل مختلفة.
كما تطالب الولايات المتحدة إسرائيل ببذل المزيد من الجهود للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في غزة، حيث استشهد أكثر من 30 ألف شخص في الهجوم الإسرائيلي.
وقال بايدن "يجب علينا إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "لا بد من التأكد من أنها ستصل إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها. لذلك سنواصل الضغط من أجل ذلك كل يوم لأن الوضع القائم حاليا ببساطة غير مقبول".
ويسيطر الجوع حاليا على قطاع غزة المحاصر حيث تضاءلت إمدادات المساعدات بشدة خلال الشهر الماضي، بعدما تقلصت بالفعل بشكل حاد منذ بداية الحرب. وباتت مناطق كاملة من القطاع محرومة تماما من الغذاء. وتعج المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، والمكتظة بالفعل بمصابي الحرب، بأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.
الهزال يصيب أطفال غزة
يرقد الطفل أحمد كنعان وقد صارت عيناه غائرتين ووجهه شاحبا على سرير في مستشفى العودة في رفح ملتحفا سترة صفراء. وخسر الطفل نصف وزنه منذ بداية الحرب وصار يزن الآن ستة كيلوغرامات فقط.
وقالت عمته إسراء كلخ لرويترز "بتزداد حالته سوءا. الله يستر من اللي جاي".
كما قالت ممرضة إن هؤلاء الأطفال الذين باتوا في حالة هزال يتدفقون الآن على المستشفى بأعداد لم يسبق لها مثيل، وأضافت "بنواجه عدد كبير من المرضى يعانون من هذا الإشي وهو سوء التغذية".
والوضع في شمال غزة هو الأسوأ إذ لا تستطيع وكالات الإغاثة أو كاميرات وسائل الإعلام الوصول إليه. وتقول سلطات الصحة في غزة إن 15 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية أو الجفاف في أحد المستشفيات.
ونفذ الجيش الأميركي بالتنسيق مع الأردن عملية إسقاط جوي لأكثر من 36 ألف وجبة طعام على شمال غزة الثلاثاء، في استئناف لعمليات بدأتها واشنطن الأسبوع الماضي. وتقول وكالات الإغاثة إن هذه الكميات من الطعام ضئيلة جدا مقارنة بحجم الجوع.
وقال بايدن على منصة إكس "الولايات المتحدة ملتزمة ببذل كل ما في وسعها لتوصيل المزيد من المساعدات لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها في غزة. لن نقف مكتوفي الأيدي ولن نتوقف عن بذل تلك الجهود".
وتقول إسرائيل إنها مستعدة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة عبر نقطتي التفتيش على الطرف الجنوبي من القطاع اللتين سمحت بفتحهما، وتلقي باللوم على الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى في عدم توزيع المساعدات على نطاق أوسع.
وتقول وكالات الإغاثة إن هذا بات مستحيلا مع انهيار الإدارة المدنية والقانون والنظام، وإن السماح بدخول الأغذية وتأمين عمليات توزيعها يقع على عاتق إسرائيل التي اجتاحت قواتها بلدات غزة وتقوم بدوريات فيها.
وقالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "لا بد وأن الشعور بالعجز واليأس بين الآباء والأطباء، الذين يدركون أنه يتم منع المساعدات المنقذة للحياة والموجودة على بعد بضعة كيلومترات فقط، هو أمر لا يحتمل".