مع دخول حرب غزة لشهر رمضان دون تسوية تكون المنطقة على ابواب حرب اقليمية محدودة وليست شاملة هذا ما يتوقعه متابعين مع اقتراب العمليات العسكرية من الخطوط الحمراء المحددة ميدانيا في خان يونس وإنسانيا حيث رفح.
الولايات المتحدة قد تعطى الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بإعادة احتلال القطاع إذا لم تنجح عملية الهدنة واسرائيل مستعدة مقابل ذلك من تدمير جسر القرم المركزى للروس على غرار ما قامت به بالسابق بقطع خط نورد ستريم للغاز الواصل بين روسيا وأوروبا وهي مستعدة للقيام بدورها كمحرك فاعل واداة تغيير وظيفي بما يبقيها قائمة على دورها وستقوم بذات الدور المطلوب منها وبتنفيذ جملة البيان إذا سمح لها المواصلة والاستمرار بحرب غزة حسب برنامج العمل الذى يريد نتنياهو مع إجراء بعض التعديلات وهو الطرح الذي ما زال برسم الاجابة وبانتظار فشل يصيب المفاوضات الدائرة في القاهرة حتى يصبح هذا الخيار قائم ويمكن وضعه على طاولة القرار ... فى ظل انسداد الطريق أمام المفاوضات الدائره نتيجة عدم وجود ضمانات تدخل الهدنة من باب تحقيق تسوية.
هذا ما تقوله بعض استخلاصات تحليلية من وحى لقاءات غانتس بالمؤسسات الأمنية فى واشنطن وهى المحصلة التي إن صحت تقديراتها فإنها ستدخل آلة الحرب الإسرائيلية على رفح وتجعلها تجتاح خان يونس ضمن عمليات خاصة محدودة ستقود المنطقة للدخول فى حرب إقليمية محدودة.
ولعل سياسة الإفراط باستخدام القوة التى كانت غير مؤيدة من المجتمع الاسرائيلي بالسابق عندما كان يجنح للسلم والعيش المشترك ويرنو لتطبيع علاقاته مع مجتمعات المنطقة أخذت بالتبدل وحواضنها تتغير باتت "توسعية بدلا من تطبيعيه" وأخذت ما تكون "صداميه اكثر من احتوائيه" وباتت السياسة الإسرائيلية المنتهجة لها حواضن شعبية داعمة داخل المجتمع الاسرائيلي وليست رافضة لها على الرغم من المظاهرات التى تشهدها شوارع تل ابيب ومناداتها بإطلاق الاسرى لكنها مازالت تناصر بذات الجملة اعادة احتلال قطاع غزة والشروع باسرلة القدس والضفة وهذا ما يعزيه البعض للسمة الغالبة على المجتمع الإسرائيلي في الوقت الراهن بعد عملية التغيير الديموغرافي التي طرأت عليه منذ اندلاع حرب غزة.
فالمجتمع الإسرائيلي يعيش حالة تبدل منهجية من سمة "يهودي ليبرالي" الى "حرديم توراتي" بعدما رحل التيار الليبرالي من المجتمع اسرائيل برحيل معظم الشركات ومجتمعات رجال الأعمال والمهنيين والتجار إلى أمريكا وأوروبا حيث أصولهم بعد 7 أكتوبر وأخذ المجتمع الاسرائيلي يغلب عليه سمة التطرف والغلو وتريد غالبيتة مواصلة الحرب على غزة وتدعم التغول بالعمليات العسكرية على الشعب الفلسطيني وتساند سياسة الحصار المفروضة على غزة وتؤيد الافعال الاجرامية التي ترتكبها ميليشيات بن غفير في القدس والضفه وتناصر الوزير غالانت وجيشه فى تنفيذ سياسية الترويع والتجويع فى قطاع غزة.
تلك هى الصورة التى وصل اليها المجتمع إسرائيلي بسمته الحالية بعدما أخذت عناوينه تكون التطرف للبيان الذات من أجل الخروج من الوصاية الامريكية ويجنح للغلو لإظهار القوة لتحقيق السيادة دون تبعية للدول المركز وهو ما جعل من سمورترش وبن غفير لا يمثل جزء من المجتمع الاسرائيلي بل يمثل الغالبية العظمى من رواسيه وصفاته وهو متغير يجب أن يأخذ بجديه عند التعاطي معه ولا يترك دون استراتيجية ردعية تحمى المجتمعات العربية من نتائج الانتصار الذي إن تحقق فى غزة فإن اسرائيل الكبرى لا شك انها قادمه !؟
نجاح تيار التطرف بنقل المجتمع الاسرائيلي من "يهودى صهيوني" الى "حريديم توراتي " جاء بعدما قام هذا التيار بتجسيد هالة حصان طروادة بعنوان حكومة نتنياهو وجعله الوزير الفارس عليه وأخذ يقوده حيث يريد وجعله يصادق على كل السياسات التي يريد تنفيذها بعدما اصبح أسيرا لسرعة مسيره حتى ادخل نتنياهو فى اطار اصبح فيه ليس بمقدوره مواصلة الركوب كونه ليس من الحريديم ولا النزول عن الحصان لأنه سيكون سجين.
وهو ما جعل من نتنياهو يعيش حالة البطة العرجاء التي لا تقوى على السباحة وليس بمقدورها المشي ..! الأمر الذى استعدي تبديله لكن بديله غانتس لن يكون كله خير ... فهو يريد الاستمرار بذات السياسة لكن ضمن سياسات فيها مرونه ولا تقوم على الحدية فى التعاطى و الجمله الوحيده التى يحملها للمجتمع الإسرائيلي هى الحد من أصولية الحريديم التوراتية وهذا ما يجعل المجتمع الاسرائيلي يقف على منعطف قد يحمل عنف وصدام.
ومن الجهه المتممة فان تقديم الولايات المتحدة للمواد الاغاثية لقطاع غزة في رمضان عبر بوارج بحرية سيجعل من القوات الامريكيه تسيطر على ميناء غزة بصفة شرعية لكن بحلة انسانيه الا ان هذا الدخول يحمل تبعات خطيرة تجعل من القوات الأمريكية تدخل معركة رفح بطريقة مباشرة وهو ما يترتب عليها مسؤولية حماية أمن القطاع ومن الاسرله كما يترتب عليها مسؤولية إدارة شؤونه في حال تمت العملية.
وهى العملية التى ينتظر أن تكون شديدة المخاطر لما تحمله من تداعيات اقليمية سيصعب احتواؤها سياسيا و انعكاسات امنية عديدة على كافة الأصعدة الميدانية داخل القطاع وعموم فلسطين كما في الجنوب اللبناني اضافة سخونة الأجواء الشعبية بالعواصم العربية والتى تقوم ببعض الإجراءات الاحترازية بإدخال مجتمعاتها ضمن برامج اشغاليه تستهدف إشغال مجتمعاتها عن موقعه الاقتتال التي ستدور رحاها في خان يونس ورفح اذا لم تعطي الضمانات "للهدنة" وتنهى حرب رمضان !
د.حازم قشوع