بدأت مقالي أكثر من عشر مرات وأنا أبحث عن كلمات تليق بعظمة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وتقديره لجهود جلالة الملكة رانيا العبدالله في يوم يحتفل به العالم بالمرأة، وفي مناسبة هي الأغلى والأهم في قلب وعقل الأردنيين بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالته سلطاته الدستورية، أبحث في لغة ضاقت مفرداتها وتعابيرها عن تقدير ملكي للسيدة التي منحت عطاء لا حدود له ومبادرات بدأت ولم ولن تنتهي، لأم الحسين التي أعطت وتعطي بمتابعة شخصية من جلالتها وبحرص مستمر على العطاء دون توقف.
بالأمس، قلد جلالة الملك عبدالله الثاني، جلالة الملكة رانيا العبدالله وسام النهضة المرصع تقديرا لعطائها المتميز، ودور جلالتها الريادي في النهوض بالمجتمع الأردني وحرصها على خدمة أبناء وبنات الوطن بمختلف الميادين، فهو التقدير الملكي الذي يأتي من الملك والقائد لأم الحسين، لنقرأه جميعا بأنه تقدير لمن أعطت وتعطي دون توقف في كل بيت ومحافظة ومدينة وقرية ومخيم، وتقف على منابر عالمية لتحكي بكل وضوح وجرأة عن كل مظلوم وباحث عن العدالة، بلغتهم، وبمفردات لا تعرف سوى تقديم الحقيقة.
جلالة الملك في اختياره للملكة رانيا أمس أن تتكرم، رسالة عظيمة وعبقرية لكل نساء الأردن ففي تكريم «ستي أم الحسين» تكريم لكل نساء الوطن، فجلالة الملكة حملت على عاتقها مهام ليست سهلة، وصنعت من التحديات فرصا، وكانت تسير بتوجيهات ورؤى جلالة الملك لتحقيق إنجازات لا نبالغ إذا ما قلنا إنها وصلت معظم نساء الوطن، وكل قطاع يجعل من المرأة الأردنية والأسرة الأردنية بحالة تميز استثنائية من خلال مبادرات هامة كانت سببا في حياة مختلفة لآلاف العائلات، وفي مواقف وكلمات كانت سببا في تغيير الحقائق على منابر دولية وعالمية لجهة العدالة والإنصاف.
يوم معطّر عطّرت كلمات جلالة الملك في رسالته لجلالة الملكة بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالته سلطاته الدستورية، يومنا بل أيامنا، لما حملته الرسالة من معان حقيقية تحكي عن أسرة أردنية تعيش للمواطن وللوطن، مخاطبا جلالته أم الحسين «إذ تمر الذكرى الخامسة والعشرون لتحملي أمانة المسؤولية وتولي مهامي الدستورية، استذكر السنين بحلوها ومرها منذ نُصبت خادما أمينا لهذا الوطن، وقد حظيت برفيقة درب سخرها الله، جل جلاله، لتقف إلى جانبي مخلصة لهذا الحمى، وفيّة لبيتها الكبير قبل الصغير»، رفيقة درب الملك تقف مخلصة وفية، هي كلمات حقّا معطّرة تفوح تقديرا وثقة بمن حملت مسؤولية عائلة كأم وزوجة، وملكة في أن تكون شقيقة للجميع في كل بقعة أردنية.
وفي كلمات عظيمة وجّهها جلالته لجلالة الملكة، الأم، عندما قال جلالته «وقد عهدتك زوجة متفانية وأما حنونة لأبنائنا الحسين وإيمان وسلمى وهاشم، وقد أنشأتهم خير تنشئة. فما كانوا إلا ذُرية صالحة تنهل قيمها العروبية من جدهم الحسين الباني وقيمها الإسلامية من جدهم الأعظم رسولنا ونبينا عليه الصلاة والسلام»، هي عظمة الملك وتميّز الملكة، الأم التي يتحدث عنها جلالته وقد جعلت من أسرتها مميزة مختلفة، مليئة بالنجاحات، والتفوق، الزوجة الحنونة والأم المتفانية، هو الكمال في شخصية الملكة، في ظل ما منحته لأسرتها وللوطن من تقديم الأفضل في مجالات شتى، وفي رسالة عظيمة أخرى من جلالته «دون البحث عن ثناء أو تقدير»، فما تسعى له جلالتها الإنسانة والأم الملكة والملكة الأم هو سخاء العطاء هدفا ورسالة ومهمة، لا تبحث عن غير ذلك في مبادراتها وعطائها، فنجاح الملكة رانيا له قيمة.
وفي كلمات حقيقة استثنائية، شكرت جلالتها «سيدنا» على هذا التكريم، وكتبت «سيدنا كم أتشرف بتقديرك السامي، وما من تشريف يضاهي وجودي الى جانبك، ولا مسؤولية أعظم من ثقتك بي. لقد أكرمني الله حين كتب لي أن أقضي حياتي معك، أن أكون أم أولادك ورفيقة دربك يا أعظم الرجال وأنبلهم. قائد جريء في طموحه للوطن، راسخة مبادئه، ثابتة مواقفه، وملهم إيمانه بالأمل»، ليست كلمات عادية، هي لغة عظيمة تليق بتقدير جلالة الملك لجلالتها، تحكي فرحا وفخرا، فهي الملكة رانيا سيدة المواقف والكلمة والحضور تشكر «سيدنا» على هذا التقدير، لنقف جميعا أمام واقع أردني عظيم.
جلالة الملكة رانيا من طوّعت المستحيل وخطت علاماته على أرض الواقع بمبادرات وصلت كافة محافظات المملكة، ومناطق لم يعرفها سوى سكانها، وفتحت قلبها قبل بابها لاستقبال والاستماع لنساء الأردن، وتقديم كل ما يجعلهن أيقونة تميّز ونجاح، وهو ما حدث على مستوى عالمي، سيدة الأردن الأولى رفيقة درب أبو الحسين، ملأت حياة الكثيرين بالنجاح والتميز.