كشفت الخلافات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بحث الطرفين عن طوق نجاة من الغرق في حرب غزة التي وضعت مستقبلهما السياسي على محك الزوال، وهذا يؤيده استطلاعات الرأي والإجراءات والتصريحات والمواقف لكلا الطرفين، فقد كشف استطلاع رأى جديد أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سينا أن جو بايدن يؤشر على ان نسبة الدعم التي يتمتع بها بايدن 43% وهي أقل من منافسه ترامب الذى حصل على تأييد 48% فى الاستطلاع الوطنى للناخبين المسجلين ولتتوالى النتائج السيئة للرئيس الأميركي، جو بايدن، في 4 استطلاعات للرأي جرت نهاية الأسبوع المنصرم، وبالمقابل أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة «معاريف» العبرية هذا الاسبوع ارتفاع شعبية وزير مجلس الحرب وزعيم حزب «المعسكر الوطني» بيني غانتس وحزبه بشكل كبير على منافسيه، وبشكل خاص على رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو وحزبه «الليكود»، ووفقاً لنتائج الاستطلاع الذي أجرته الصحفية إذا جرت الانتخابات اليوم، سيحصل حزب «المعسكر الوطني» على مقعدين إضافيين في الكنيست، ما يخوله الوصول إلى 41 مقعدا عوضا عن 12 مقعدا يمتلكها حاليا فيما سيحصل حزب «الليكود» على 18 مقعدا بدلا من 32، بينما سيحصل حزب «يش عتيد» (هناك مستقبل) بقيادة زعيم المعارضة يائير لبيد على 12 مقعدا بدلا من 24.
قد اتفق أن استطلاعات الرأي الأمريكية يدخل بها العديد من العوامل التي تؤدي إلى تراجع شعبية بايدن مثل ( العمر والقدرة البدنية والعقلية،و الشعور بأن الاقتصاد في حالة صعبة، ومشروع قانون الحدود.. ) الا ان الحرب على غزة تبدو اليوم كارثة أخلاقية وسياسية يتورط بها الرئيس في رأي كثيرين من الناخبين من خلال الدعم والاسناد الأمريكي، وعدم قدرة الرئيس على لعب دور أكثر فاعلية تجاه إسرائيل في الوصول إلى وقف إطلاق النار أو حتى القتل العشوائي وفتح أبواب المساعدات الإنسانية لغزة.
برز ناصحون وهم يرون بايدن وحزبه يغرقون في هذه التحديات، وقدموا له النصح في السعي إلى تحسين الصورة و وضعت له جملة من الإجراءات يمكن أجمالها فيمايلي :-
اولا :- البحث عن شريك سياسي إسرائيلي قادر على التنسيق مع المواقف الأمريكية التالية، وقد وقع الاختيار على بني غانتس وتم دعوته إلى واشنطن، دون التنسيق مع نتنياهو الذي وجد في ذلك استعداء من بايدن له.
ثانيا :- تجميل الصورة الأمريكية والسعي لتقديم مساعدات لأهالي قطاع غزة عن طريق عمليات إنزال جوي وبحث فتح إنزال بحري انطلاقا من قبرص والاساطيل في البحر الأحمر.
ثالثا :- العودة إلى الضغط على بحث الهدنة ووقف إطلاق النار.
رابعا :- التلويح بورقة المساعدات العسكرية المقدمة من واشنطن لإسرائيل كورقة إعلامية وضاغطة على إسرائيل.
نتنياهو يدرك أن وقف الحرب دون تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي أعلنت بعد السابع من أكتوبر والمتمثلة في تحرير الأسرى، والقضاء على المقاومة، وغيرها من تهجير سكان شمال القطاع،، عدم تحقيق هذه الأهداف سيؤدي إلى إعلان هزيمته المتوالية بعد طوفان الأقصى وانهيار صورة واسطورة المنظومة الدفاعية والاستخبارتية العسكرية الإسرائيلية وخسارة معركة غزة، وهذا يعني خسارته وحزبه وحكومته وخروجه شخصيا للمحاكمة امام العديد من التهم التي ربما وفق القانون الإسرائيلي تضعه كما وضعت اولمرت من قبل في السجن وخلف القضبان فمن سيغرق الاخر ؟ أم سيغرقان معا في رمال غزة وبسببها !!؟