بأي حالٍ عُدت يا رمضان !!!!

بقلم : أحمد صلاح الشوعاني - - للعام الثامن وأنا أُخاطب شهر البركة شهر الرحمة شهر المغفرة شهر العبادة شهر العفو و التسامح بالقصص والحكايات الكثيرة التي مرّت على الوطن والمواطن ، حكايات وقصص عربية وعالمية منذ رحيلك يا رمضان حكايات كثيرة وقصص تستحق أن نتحدث عنها ، يا رمضان أحوالنا لم تمشِ بالطريقة الصحيحة فبأي حاٍل عُدت يا رمضان .

هل تعلم يا رمضان أن الأحوال لم تتغير مُنذ رحيلك وأنَّ أغلب العائلات الأردنية لم تملك ثمن شراء الإفطار و السحور ،هل تعلم يا رمضان أنَّ الكثيرين ينتظرون موائد الرحمن التي تُطلقها الشركات والأحزاب التي تتحضّر لخوض الانتخابات النيابية القادمة! .

هل تعلم يا رمضان أن الكيان الصهيوني الأمريكي البريطاني وحلفائهم دمروا قطاع غزة بشكلٍ كامل!!
وأنَّ حصيلةالعدوان الصهيوني وصل إلى 31184 شهيدًا و72889 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي،وفق وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وأن أغلبهم من الأطفال والنّساء !!!
هل تعلم يارمضان أنهم دمروا أكثر من ثُلثي مباني القطاع ومنعوا الماء والطعام عن أهل غزة مُنذ خمسة أشهر وأغلقوا المعابر لمنع المُساعدات من الدخول !! وأنَّ جميع المنظمات الحقوقية التي كانت تدّعي أنها تملك الصلاحيات لدخول أي مكان بالعالم لم تجرؤ على إدخال المُساعدات أو الماء لأهل غزة وأنَّ جميع القوانين الدولية لم تستطع أن تردع الصهاينة من تنفيذ حرب الإبادة الجماعية بحق أهل غزة!!!!!
هل تعلم يا رمضان أنَّ مجلس الأمن لم يجرؤ على وقف الحرب في قطاع غزة بسبب حق الفيتو الذي تستخدمه الولايات المتحدة الصهيونية شريكة الاحتلال كلما طالبت الدول العربية والغربية ، بإصدار قرار وقف الحرب يخرب الفيتو ليقول للعالم أنا من يقرر مصير الأمة العربية والإسلامية لا أنتم يا رمضان!!

هل تعلم يا رمضان أنَّ جلالة سيدنا ومُنذ بداية الحرب الصهيونية على قطاع غزة قام بتوجيه القوات المُسلحة والحكومة وجميع المؤسسات بالدولة بإنشاء جسرٍ جويّ لإيصال المُساعدات الإنسانية والطبية سواءً كانت من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة أو قوافل المُساعدات البرية ولم يتوقف الدعم عند ذلك بل قام بإرسال مُستشفى ميداني جديد في منطقة خان يونس رديفًا للمستشفى الميداني الذي يعمل منذ سنواتٍ طويلة لدعم أهلنا في قطاع غزة وأمر سيدنا بإرسال مستشفى ميداني لمدينة نابلس و بإرسال العديد من المُساعدات إلى الضفة لدعم الأشقاء في دولةِ فلسطين المحتلة !!!!

هل تعلم يا رمضان أن جلالة سيدنا قام بالمشاركة بعمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة وأشرف سُمو ولي العهد بشكلٍ مُباشر على قوافل المُساعدات البرية التي رافقت المستشفى الميداني الجديد في منطقة خان يونس وشاركت سمو الأميرة سلمى بالإنزالات الجوية للمساعدات على قطاع غزة !!!!!!!

هل تعلم يا رمضان أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، نفذت مُنذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع 40 إنزالاً جوياً أردنياً، و49 إنزالاً جوياً بالتعاون مع دولٍ شقيقة وصديقة!!

هل تعلم يا رمضان أن الهيئة المُستقلة للانتخابات أنجزت كافة التحضيرات من أجل الانتخابات النيابية القادمة وستتحضر لإنجاز الانتخابات البلدية واللامركزية ومجالس أمانة عمان بعد الانتخابات النيابية!!!!!!!

هل تعلم يا رمضان أن مجلس النواب شارف على الانتهاء من إقرار جميع القوانين والبرامج التي أقرتها الحكومة وأرسلتها للمجلس ولم يلتفت المجلس لقانون العفو العام الذي يُطالب به الشعب الأردني مُنذ العام 2019 ولم نرَ أي تحرك تحت القُبّة بشكلٍ حقيقي سوى من لجنة الحُرّيات التي كان رئيسها السابق سعادة النائب بسام الفايز الذي وقّع أكثر من مُذكّرة للمُطالبة بالعفو العام بمشاركة بعض السادة النواب !!!

هل تعلم يا رمضان أنَّ الأسواق التجارية لم تتحرك مُنذ شهورٍ طويلة ومع دخول الشهر الفضيل باتت الأسواق في ركودٍ أكبر!!!

هل تعلم يا رمضان أن أسعار الخضار والفواكه واللحوم والدواجن والمواد التموينية الأساسية أصبحت في متناول الأغنياء " ولم تعُد بمتناول الفقراء والعائلات ذوي الدخل المحدود" !!!

هل تعلم يا رمضان أن اغلب العائلات الأردنية لا تملك ثمن العلاج في المستشفيات الحكومية ولولا " الديوان الملكي الهاشمي العامر " يقوم بصرف الإعفاءات الطبية لكان الحال يُرثى له !!!!!

هل تعلم يا رمضان أن أغلب المواطنين الأردنيين غير قادرين على دفع إيجارات محلاتهم ومنازلهم ومصاريف مدارس أطفالهم وأغلب العائلات تُرسل أطفالها للمدارس بلا مصروف !!!

هل تعلم يا رمضان أن معالي وزير الداخلية مازن الفراية قال إنَّ السُجون في المملكة تضُم 23 ألف نزيل، بينما الطاقة الاستيعابية لها تبلغ 13350 نزيل!!!! ، بنسبة إشغال تصل لـ190 % ، وأنَّ نسبة الزيادة في قضايا تعاطي المخدرات وصلت لـ24 % خلال الشهرين الماضيين، في حين وصلت نسبة الزيادة في قضايا الترويج إلى 32%. يا رمضان !!!

هل تعلم يا رمضان أن أهالي الموقوفين والمحكومين ما زالوا ينتظرون أن تفي الحكومة والنواب بوعدهم بإصدار قانون العفو العام الذي انتظره الأردنيون مُنذ سنوات !!!

هل تعلم يا رمضان أن قانون التقنفذ الجديد الذي يسمح بحبس المدين لم يُساعد بالتخفيف من أعداد نُزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل وهناك العديد ممن تم توقيفهم بعد انتهاء جائحة كورونا التي زادت أعداد المُتعثرين والغارمين والغارمات وضاعفت الأعداد بسبب الأوضاع الاقتصادية وتبعيّات كورونا واليوم أعداد الغارمين والغارمات والمُتعثرين الذين أصبحوا مطلوبين وموقوفين يُضاعف العدد قبل جائحة كورونا يا رمضان !!!

هل تعلم يا رمضان أن الأمهات والأطفال والآباء يخرجون كل أسبوع في وقفاتٍ أمام مجلس النواب من أجل العفو العام والحكومة والنواب غير مُكترثين لصَيحات الأمهات والأطفال ،فبأي حالٍ عُدتَ يا رمضان؟!!!

هل تعلم يا رمضان أنَّ الشعب الأردني يستحق صدور قانون عفو عام شامل ومنحهم الفرصة للعودة إلى المجتمع والانخراط معهم !!! وهل تعلم يا رمضان أن العفو يُخفف من الأعباء التي تتحملها الدولة !!! وهل تعلم يا رمضان أن العفو يمنح الموقوفين والمطلوبين الفُرصة للعودة عن الأخطاء السابقة ويُعيدهم لعائلاتهم وللمجتمع بوضعٍ جديد!!!!! .

هل تعلم يا رمضان أننا لم نعد قادرين على مُجاراة الحياة التي أصبحت صعبةً جدًا !!!!

هل تعلم يا رمضان أننا ننتظر ساعات الفرج التي كُنا نسمع عنها ولم نَرها منذ سنواتٍ طويلة!!!

هل تعلم يا رمضان أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أصبحت أصعب مما كنا نتصور ولم نعد قادرين على تحملها!!

اعذرني يا رمضان فقد أطلت عليك الحديث ولكني لم أجد غيرك كي أشكو له هُموم الوطن والمواطن فمن غيرك سيسمع للمواطن الأردني الغلبان و الطفران !!

يا رمضان هذه بعض من أحوالنا التي رافقتنا مُنذ رحيلك العام الماضي حتى عودتك وباتت تُشكلُ كابوسًا مزعجًا جدًا لنا فبأي حالٍ عُدتَ يا رمضان!!!

حمى الله الوطن والقيادة الهاشمية والمواطن .

---