قال الله تعالي في محكم تنزيله (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ( الاية 14-سورة الحشر)، تحقق تفسير هذه الاية الكريمة الآن فيما نشاهده ونسمعه من خلافات دبت بين صهاينة اليهود، لتتجاوز الى المتصهينين من خارج مجتمعهم النتن.
منذ بدء الحرب الصهيوامريكية الهمجية على قطاع غزة وما سبقها ورافقها حتى اليوم من اجراءات تعسفية قمعية في الضفة الغربية، والقتل المتعمد باساليب غير مسبوقة في العصر الحديث، والخلافات البينية تتزايد فيما بين احزابها التي جميعها تتفق على منهجية الاجرام ضد الشعب الفلسطيني بأبشع الادوات، مع ايمانها بحقها في فلسطين التارخية وليس جزءا منها، الا ان هذا التناحر المستعر فيما بينهم والذي ظهر على السطح بشكل غير مسبوق جعل من روايتها عن المظلومية التاريخية للشعب اليهودي اضحوكة عالمية، ومادة للسخرية في احيان كثيرة حتى من اشد الموالين للكيان الغاصب.
دخل مؤخرا على خط التناحر المتدينون «الحريديم» والذين هم كما حشرة البق يعاتشون عالة على مجتمعهم هناك يأكلون ويشربون ولا يجندون وليس لهم سوى دراسة التوارة وتقديم فتاواهم الداعشية للجيش ليمارس ابشع واحقر اساليب القتل ويعملها في الشعب الفلسطيني دون ان ترمش له عين، على اساس انها دولة دينية وليست علمانية ديمقراطية كما يدعون، وليؤكد ساستها على ان يهودية دولتهم هي اساس قيامها ليس الا.
تهديد صريح من اكبر رأس دينية هناك بالخروج من فلسطين في حال اصرار الحكومة الصهيونية على تجنيد الحريديم في الجيش، بالمناسبة يتجاوز عددهم 70 الفا، فيما تستعر النار بين الاحزاب اليمينية المتطرفة والمعارضة والاحزاب العلمانية كما يدعون، وذلك بعد ان بدأت بواعث خلافات تدب فيما بين هذه الحكومة النازية ووليتها الادارة الامريكية التي بحسب تقرير اعلامية امريكية ضاقت ذرعا بتشجنج الحكومة الصهيونية باستمرار الحصار المطبق الذي اساء وشوه سمعتهما عالميا على اعتبار انهما راعيين للديمقراطية وحقوق الانسان حول العالم.
شرر النار الذي حاول الطرفان اخفاءه ومنعه من الظهور الى العلن بات الآن يشكل بارقة امل في فك ما ربطته الادارة الامريكية الحالية في خاصرتها والمتمثل بالحكومة الصهيونية المتطرفة ورئيسها الذي يحرك الاحزاب المتطرفة كما دمى الشطرنج ليبقى في السلطة، ويصرح في نهاية المطاف ان دولته المزعومة ليست جزءا من الحظيرة الامريكية تتحكم بها كيفما شاءت.
عبارات قاسية ضد رئيس حكومة الكيان الصهيونية والذي رد باقسى منها على وجهة النظر الامريكية فيه والتي رأت ان الوقت حان لاستبداله، ليتلفت حوله وليبدأ فعليا لعمله الشيطاني لتبديل احجار رقعة الشطرنج قبل فوات الاون، فهو يعلم يقينا انه منبوذ داخليا وخارجيا، الا ان شغفه لاسالة دماء الفلسطينيين وهوسه في السير في اجساد شهدائه الطاهرة يشفي غلة نفس المتطرفين من اليمين الصهيوني المتعطش للدماء، وهذه ورقة الجوكر التي في يده ويعتقد انه يستطيع اللعب بها كيفما يشاء ومتى اراد.
البغض الشديد فيما بين بني صهيون كما وصفه قرآننا محكم التنزيل وظاهر البيان، يتضح جليا فيما يحصل الآن ويفسر وضوحا بما لا يدع مجالا للشك بأنهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين وهذا الواقع حاليا، فهم لا يستطيعون ان يقروا بهزيمتهم، فيمعنون بالقتل، ولا يدارون مدى كرههم لبعضهم البعض فيمكنون المقاومة من الاستمرار والثبات على عقيدتهم، واصرارهم على موقفهم اظهر هشاشة معتقداتهم المزيفة بانهم شعب الله المختار، ويبدد اسطورة جيشهم الذي لا يهزم ليظهر انه جيش من ورق بالرغم من تمتعه بالامداد الامريكي الغربي غير المنقطع حتى اللحظة امام قوة العقيدة السلمية ووضوح الهدف السامي لدى المقاومة التي تعمل تحت ظل الله عز وجل محمية بشعب ذاق الويلات على مدار ما يزيد على سبعة عقود ايمانا منه بقرب التحرير.