أمس الأول؛ الثلاثاء، وحسب وسائل إعلام محلية، اطلع جلالة الملك عبدالله الثاني، على سير العمل في البرنامج التنفيذي لتحديث القطاع العام، مؤكدا أهمية الشفافية والعدالة والكفاءة في آلية التعيين في القطاع العام، وأشار جلالته، خلال لقائه «معنيين» بقصر الحسينية، إلى ضرورة إجراء تقييم أثر على المشروعات التي نفذت في عام 2023 لضمان التغذية الراجعة.
هذا جزء من خبر «نال اهتمامي»، سيما وأنني شعرت بالإحباط من بقية الخبر، وسبب الإحباط بصراحة هو لغة الخطاب، فهي تأتي بمفردات ومصطلحات واضحة حين يتحدث بها جلالة الملك، وهذه حقيقة يلمسها ويعرفها كل صحفي، يقرأ خبرا متعلقا بتصريح وتوجيه و»رأي» ملكي، بينما لا تجد مثل هذا الوضوح في ردود ومصطلحات وأفعال «المعنيين»، الذين يوجه لهم جلالة الملك الكلام.
ففي الوقت الذي يطالب ويؤكد رأس السلطة، بضرورة ان يلمس الناس الشفافية والعدالة ويلمسون الكفاءة في من يجري تعيينهم، نجد المسؤولين يعلقون على هذا الحديث بحديث يشبه الطلاسم، مقارنة بالمطلوب، حيث يأتي الحديث غارقا بالتعميمات، والكلمات «المترجمة»، التي لا نبض فيها ولا روح، ولا يفهمها من يريد معرفة حدود فرصته الطبيعية في الحصول على وظيفة، وهذا بالضبط ما طلبه جلالته من «المعنيين» وبكل وضوح حين «أكد جلالته» على حد نص الخبر :»وأكد جلالة الملك، وبحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ضرورة تنفيذ إصلاحات جوهرية من خلال خطة 2024 ليلمس المواطنون أثر التغيير في القطاع العام، وشدد جلالته على أهمية وجود مؤشرات نتائج وأهداف واضحة وقابلة للقياس، وإشراك جميع أصحاب العلاقة في مشروع تحديث القطاع العام أولا بأول».. الكلام واضح ومطلوب ونقول مثله، ونطالب به في كل مرة نعلق او نكتب عن همٍّ او نقدم رأيا عاما، بينما ماذا نفهم ونلمس من رد «المعنيين» بالتوجيه والتنفيذ؟!.
يضيف الخبر: :» إن الحكومة عملت على إنجاز أولويات البرنامج التنفيذي لخارطة طريق تحديث القطاع العام 2022- 2025 وفق محاور البرنامج الثلاث؛ محور تطوير الخدمات، ومحور التطوير المؤسسي، ومحور تطوير التشريعات وبحسب المدد الزمنية المحددة.
وتحدث عن نسبة الإنجاز في البرنامج التنفيذي لتحديث القطاع العام، والتي بلغت 90 بالمئة من أولويات العمل المجدولة لسنة 2023»..
هل فهمتم ما أعني؟.. وجود هذه المفردات على لسان الحكوميين، هو سبب مطالبة الناس وعدم رضاهم عما تقوم به الحكومات والمسؤولين، بل حرصهم وقناعتهم بأن يجب أن يعلم جلالة الملك بكل شيء؟.. هل هذا سبب كاف لقولنا حين ننتقد المسؤولين بانهم يريدون من جلالة الملك ان يفعل كل شيء في كل وزارة ومديرية ومؤسسة؟!.
الخطاب الملكي قريب من الناس، وحريص عليهم أكثر من أي خطاب حكومي أو معارض للحكومة.
حقا إن «الملافظ سعد»، ووعد، وثقة بعهد.
وللمرة المليون، ما يريده جلالة الملك أن يلمس المواطن الذي يعاني البطالة، أن هناك جهودا معروفة وواضحة وعادلة، لتعيين العاطلين عن العمل وحسب كفاءتهم وجدارتهم ..