بقلم : الصحفي زياد البطاينه - سالوني....اين انت الان ....وهل تركت خيمتك التي عودتنا على زيارتها كل صباح هل فرغ مداد قلمك ...ام كسرت القلم .. ام مازلت تكتب
فان كان هذا فلمن ولماذا تكتب ؟؟.
اطرقت طويلا عند هذه الجمله ....حتى حسبت اني عجزت عن الاجابه وفجاه انتفضت لاقول مازلت اكتب نكتب او أكتب ....
نعم احبتي ...
فالكتابة قوس قزحي يأخذ مداده من حبر السماء و ينثر أوراقه على بساط الكون لوحات متعددة المواضيع متعددة الآمال متنوعة الآلام..والمحن
ولأن فعل الكتابة هو... تحرير من فعل العبودية لمن لا يستحقها فهناك الحق و هناك الباطل...و بينهما يتربع فعل الكتابة
للامانه أعترف أنني محبط كغيري ممن يسالون إلى درجة أن لا شيء يشدني إلى هذا العالم.وآخره.... لان الكتابة في هذا الزمن الردئ غير مجدية وبت كلما هممت ان اكتب اسال نفسي لماذا نكتب ولمن نكتب؟
فينتابني شعور:بأنني أكتب ضد الوجع الذي في نفسي
!أكتب لأتنفس وقد ضاقت بي رئتاي !!
أكتب من أجل فجر آخر مختلف ،لا يصادره السماسرة ولا الجلادون
نعم .....إنها عملية فكرية معقدة طويلة الأمد... تحتاج إلى كل قلم نير وإلى جهد ضخم من كل التنويريين بمختلف اتجاهاتهم الفكرية ومعتقدهم الديني
والآن أشهد ....أن لا جدوى أن نتدواي من الوجع بالكتابة ...فالوجع أكبر من كل اللغات..
وما جدوى الكتابة في زمن حروب وقتلى وثكالى وايتام وتدمير وخراب وجوع ومرض وبطالة وقهر وعطش وفساد وبطاله ...
فما جدوى الكتابة عندما تتحول إلى ترف حين لا تقول الكلمات ما يجب أن يُقال ...فيصبح الكلام فعلا فاضحا و تصبح الكلمة سراب والكاتب بقايا من وجع !!
آه آه من حزني من عذابات الروح تنخر الروح وتتسلل بين أضلعي ولا املك الا... الاه
الاه ....
التي تطوقني حد الإختناق لشوارع ملبدة بالفراغ مليئة باطفال الشوارع الذين يبحثون في حاويات القمامه ويبيعون العلكة والبالون ويمسحون زجاج السيارات ويمدون ايديهم حتى لو اغلق البعض عليها زجاج سياراتهم ...
..تغمرني مساءاتنا الحزينة بالضجر والخواء يفزعني صليل السلاسل واستغاثات الحناجر في ليالي الدهاليز الطويلة..
.ويدمرني العجز الجماعي..التواطؤ الجماعي
.ولكن هل علينا أن نستسلم ونكسر أقلامنا ونغلق أفواهنا ونحن اصحاب القلم الموكله الينا هذه الامانه والقادرين على تصوير الواقع والحال بحجة أن لا أحد يقرأ ولايعير للكتابه بالا .....
وهل فعلا كتاباتنا لن تغير من هذا الواقع شيئا؟
ان هذا ما يقتلني.... صمتي واشعر... ان الكلمات تتحول في صدري جمرا وصديد ،إن لم اقلها،إن لم أحررها من اساور الخوف...
وعندما آمسك قلمي لأكتب ينفجر في وجهي أ سؤال لمن تكتب!! ماذا بيد القلم أن يفعل.... لاشيء يغري بشيء
واعرف انه حده الصمت .....يقول ما لا تقوله الكلما ت وحدها وحدتنا تعطي معنى لكل شيء!!حين يكون كل شيء بلون الدم !!حين يصبح العالم من حولنا زنزانة واسعةوقارئي سجان بجدران صماء تكتم التوق !!وتغتال كل جمال!!لا يبقى لنا إلا نحر الكلمه من رقبتها كالجمل الذي يذبح كل يوم
انه الصمت ......وأنا لم أختر الصمت...... صدقوني هم الذين اختاروه لاانا.... المطبلون المزمرون المنظرون المنبريون وباعة المديح المزيف أختاروا لي هذا المصير..هم .. القابعون فوق صدورنا واخذوا مطرحنا هم من اختاروا لون الشفق ،وحدود الحلم
وأنا،ياحزني،ريشة في مهب ريح ...... سفاح لا ينام كلنا في الهم سواء...و لنا في الوجع داء...و في الكتابة دواء... سؤال وجيه:
لمن نكتب؟ و لماذا أكتب؟
من أنا؟ و لماذا أكتب ؟
: بإجابة مختصرة...على موضوع بحجم هذا الكون الفسيح...بحجم هذا الغموض الذي يتربع في زوايا حياتنا...بحجم المحبة التي أكنها لكم .......
يا عشاق الكلمة الصادقة و الفعل الجاد و العمل الصالح
الكتابة قوس قزحي يأخذ مداده من حبر السماء و ينثر أوراقه على بساط الكون لوحات متعددة المواضيع متعددة الآمال متنوعة الآلام..والمحن
فأكتب لأن فعل الكتابة هو تحرير من فعل العبودية... لمن لا يستحقها ولمن يستحقها...فهناك الحق و هناك الباطل...و بينهما يتربع فعل الكتابة..
.فانظر لمن تكتب حتى تعلم في أي اتجاه تكتب؟
و إذا وجدت منطقة بين الحق و الباطل فهي منطقة الإنسان الذي يتحلى بالاختيار بينهما العتمة التي تحاج لمن يضيئها حتى تبدو جلية واضحة مشرقة و تنفض عنها الظلام و تتحلى بنور الضياء في النهار و بالسراج المنير في الليل...لكن هذا من باب المنطق و العقل...أما من نافذة الوجدان..
.فالألم يمزق وجودنا و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم..
. فكم طال هذا الليل بثقل أحزانه حتى لم تعد أكتافي تطيقني فأمسيت أضع أكفاني فوق أحزاني و أبتسم للمتربص بي في كل وقت
و تبدو الكتابة في كثير من الأحيان تجديفا ضد العاصفة .و مذاقها المر في فمي أقوى من كل الحبر المراق على أوراقي المكدسة وأعترف أنني محبط إلى درجة أن لا شيء يشدني إلى هذا العالم !!..
وآخره الكتابة في هذا الزمن الردئ.......واسال نفسي لماذا نكتب؟؟ولمن نكتب ؟؟؟ .. وكل مانكتبه لن يغير شيئا من الواقع المرير الذي نعيشه ،فهو كالنحت في صخر الصوان لا يطولهم منه سوى شراره الحارق فلا يغير حالا
حقيقة ....
لا أظن أن أحدا منا نحن الكتاب يدعي بأنه يملك عصا سحرية ليغير الكوناو لسثني الحكومةعن قرار ولا أظن أن عاقلا يدعي بأن كتاباته ستغير الواقع المأساوي الذي بتنا فيه بين يوم وليلة، ولكن ما أستطيع قوله بدون تردد بأن التنوير الفكري معركة طويلة الأمد تبدأ بالكلمة، والكلمة النيرة كالشمعة وحين تتكائر الشموع المضيئة يعم النور في هذا النفق المظلم.فنرى ماحولنا ...
و حين... يطاردني الليل حين أنام فيسرق أوقات ذكري و يتركني في غفلة أستحي فيها من ربي عند يقظتي..
. فتجد أحلامي و أحلام غيري تعتصر دواخلي لأني عاجز عن تحقيقها بكلمات...
عن ترجمتها لأفعال ..
.هي آمالي و آمال غيري...فتجد قلقي و قد ضرب رقما قياسيا في ميزان الضغط العلوي و السفلي...و ما بينهما..
.فتتساقطت الأسئلة تلو الأسئلة كأنها وابل على روحي...فأستغيث بربي ليكشف عني و عن غيري سوء الفهم و عسر الهضم لما نحن فيه و إلى أين يسير مركبنا وسط العواصف التي تتقاذفنا كأوراق الخريف في فضاء من القيم التي غابت مصداقيتها و استبدلت ثوبها بثوب غيرها..
.و أظل بينهما أقلب كفي على وقتي الضائع مني و من غيري دون أن يدري..
. لقد مر وقت كثير لم أقدم فيه كلمةتصل الى هدفها و أبني بها أملالطفل و شيخ و امراة او خريجا او عاملا أو أضع بها لبنة أو أفرج بها كربة...أو... حتى أضيف لرصيدي...إن كان العمل خالصا له جل و علا...و لم تكن أناي المتطاولة على إخلاصي قد شاركت من لا شريك له في الحق...لأنه الحق الذي به أستعين على معرفة الحق من الباطل.
..فالوجع صاحبنا يوم ولدنا فكانت الابتسامة في شكل دموع تحمل فرحة الوجود و بكاء يحمل سر هذا الوجود
pressziad@yahoo.com