لا يمكن للأردن أن يخذل من باتت عيناه ترقبان السماء بانتظار أن تمطر عليه حبّا ووفاء بعهد أردني لدعم أهلنا في غزة، على الرغم من أنه، كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني، ما يقدّم لأهلنا في غزة ما يزال قليلا، لكن هذا الدور الإنساني الذي حمله على عاتق مسؤوليته وإنسانيته، سيمضي به بمزيد من المساعدات والإنزالات، المشبعة بكل الحبّ الأردني.
اتسعت دائرة الإنزالات للأهل في غزة، بجهود بقيادة جلالة الملك، فلم تعد فقط أردنية، إنما أصبحت تشارك بها دول شقيقة وصديقة بشكل يومي، ترافق طائرات سلاح الجو الملكي، تُمطر حبّا ومساعدات لأهلنا في غزة، يقدّمون مساعدات ولو كانت قليلة لكن أهل غزة وهم أدرى بشعاب مدينتهم يرددون أن احتياجاتهم كثيرة وما يصلهم وإن كان قليلا لكنه يسدّ جزءا من حاجاتهم، فقد أفقدتهم الحرب المدمّرة كل مستلزمات الحياة، وكل المساعدات اليوم مهمة بل وحاجة وضرورة لهم.
يوميا تأخذ الإنزالات الأردنية شكلا أكثر عمقا وفاعلية، بداية أصبحت يومية بشكل منتظم، ومن ثم تعددت المواد الإغاثية والإنسانية، وارتفع عدد الطائرات المشاركة بالإنزالات وتعدّدت كونها أردنية، لتصبح عربية عالمية إلى جانب الأردن، وتعمّق مفهوم المساعدات من خلال الإنزالات بعدما ضيّق الاحتلال كافة سبل إيصال المساعدات برا، لتصل يد الأردن بعونها من سماء غزة لأهلها، بتأكيدات أردنية رغم خطورة المهمة وصعوبتها، لتستمر بأعلى درجات الحرفيّة والبطولة سعيا لمواصلة الجهود التي يبذلها الأردن من أجل دعم صمود الأشقاء في قطاع غزة والتخفيف من وطأة الحرب الإسرائيلية المستعرة التي تُلقي بظلالها على أجواء شهر رمضان المبارك.
الأردن مستمر بالإنزالات، ومستمر في دعم فلسطين بكافة مناطقها، وتكون غزة اليوم أبرزها، بكل ما أوتي من حبّ ووفاء ومشاعر يقدمها الأردنيون بسواعدهم المعطاءة بكل سخاء، فالأردنيون يحبّون ويقدّمون ويضحون بسخاء، يضاعف للأهل في غزة وفلسطين، وسيمضي في هذا النهج ولن يتوقف، وبتأكيدات من القوات المسلحة أنها مستمرة بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية عبر جسر جوي لإيصالها من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة أو قوافل المساعدات البرية.
ويرافق هذا الجهد الضخم، جهود أردنية تسعى لتوحيد الجهود الدولية لإيصال مزيد من المساعدات لأهالي القطاع لمساعدتهم على مواجهة الظروف الراهنة لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، لتكون الرسالة الأردنية نموذجية متكاملة، تحمل عمقا في دعم أهلنا في غزة، دعما عمليا، يعيشه ويلمسه الغزيون، بسعي حقيقي لزيادة الإنزالات وتكثيفها، وجعل العالم كافة شريكا حقيقيا في أن يدعم صمود الأهل في غزة والثبات، بتقديم المساعدات، وعلى مدار أيام الأسبوع دون توقف، بل على العكس، بزيادة وعدم انقطاع.
الإنزالات الجوية الأردنية ليست فقط إنزالات، إنما هي رسالة تضامن ووفاء بالعهد للبقاء في دعم الأهل في غزة، وجعلها صيغة يتفق عليها العالم كله لدعم الغزيين، ودعم صمودهم وثباتهم، وهو ما بات حاضرا بصورة حقيقية اليوم من خلال مشاركة عشرات الدول الشقيقة والصديقة بهذه الإنزالات، لتبقى حالة وطنية أردنية يشارك بها العالم على محمَل الثقة بالأردن، وأهمية مساعدة ومساندة الأهل في غزة.