أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الشرطة البريطانية تتعامل مع طرد مشبوه قرب السفارة الأميركية الأرصاد الأردنية : الحرارة ستكون اقل من معدلاتها بـ 8 درجات إسرائيل تتخبط بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت الاردن .. 511 شكوى مقدمة من عاملات المنازل الحاج توفيق: البعض يستغل إعفاءات الحكومة عبر الطرود البريدية للتهرب من الضرائب أبو هنية: سقف الأنشطة الجامعية يجب أن يتوافق مع الموقف الرسمي من غزة الصفدي على ستون دقيقة اليوم أردنيون يشاركون بمسيرات نصرة لغزة والضفة الغربية ولبنان طقس العرب: موجة البرد السيبيرية القادمة ستشمل غزة 6200 لاجئ غادروا الأردن لتوطينهم في بلد ثالث الحرارة ستلامس الصفر في الاردن وتحذير من الصقيع سبعة شهداء جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة حكومة نتنياهو تدعو إلى فرض عقوبات على السلطة دائرة الافتاء تدعو الأردنيين للمشاركة بصلاة الاستسقاء مدير المستشفيات الميدانية بغزة: الاحتلال يمنع دخول الوقود والمياه لمستشفى كمال عدوان غارات تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار اسرائيلي للسكان بالإخلاء إعلام عبري: "إسرائيل" ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام ترمب يخطط لمعاقبة (الجنائية الدولية) الشرطة البرازيلية تتهم بولسونارو رسميا بالتخطيط لانقلاب رئيس وزراء المجر يتحدى الجنائية الدولية : سأدعو نتنياهو لزيارة البلاد
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تأكيداً على ما كتبه الأمير الحسن: رمضان ومشروع...

تأكيداً على ما كتبه الأمير الحسن: رمضان ومشروع النهضة

19-03-2024 10:17 AM

أ.د رشيد عبّاس - جميل أن ننطلق من شهر رمضان المبارك للتفكير بمشروع لأمتنا العربية والإسلامية تحت عنوان (مشروع النهضة), والأجمل من ذلك أن تأتي بذور هذا المشروع من مفكر هاشمي كبير مثل الأمير الحسن الذي نحترمه ونقدّر مواقفه, وليسمح لي الأمير الحسن بقيمته وقامته الرفيعة والقرّاء الكرام أن أؤكد بعض النقاط التي وردت في مقالته التي أحترم فيها انطلاقها من معاني شهر رمضان المبارك لبناء مشروع عربي إسلامي تأخرنا به طويلاً.. مع أن صيام شهر رمضان تكرر مع كل واحد فينا, بقدر ما مضى من سنوات عمره.
بداية أنا كالأمير الحسن متفائل إلى حد اليقين, ودافع هذا التفاؤل هو ما يزرعه فينا صيام شهر رمضان المبارك من معان ٍ عظيمة, أو ما يفترض أن يزرعه فينا من بذور إعادة بناء الثقة بالنفس والنهوض بها من جديد, وأن مشروع النهضة الذي ينادي به الأمير الحسن ليس مغامرة فكرية مؤقته, إنما هو تجديد البيعة مع الله سبحانه وتعالى من خلال إدراك العلاقة بين العبادة والعمل, بعد أن نعي تماماً أن مشروع النهضة هو ترجمة عملية لمعاني صيام شهر رمضان المبارك.
بيتنا الداخلي يا سمو الأمير ما زال غير منظم على مستوى الأمة العربية والإسلامية, وهناك للأسف الشديد مزيد من الملفات العالقة في كل ركن من أركانه الداخلية, ولعل فهمنا الجمعي لمعاني شهر رمضان المبارك يكون خطوة من خطوات تنظيم هذا البيت, وأن الإمكانات الروحية الكامنة لدى الأنسان العربي والمسلم تراجعت بشكل ملحوظ يا سمو الأمير بسبب الانغماس الممنهج بالمادة, وقد نعيد مثل هذه الإمكانات بتحقيق الغاية من صيام شهر رمضان المبارك.
نعم قد يقود شهر رمضان المبارك بطاقاته الهائلة العالم الذي بات قرية صغيرة نحو نهضة إنسانية شاملة الجوانب, وذلك بتعزيز الجانب الروحي, وإعادة النظر في الجانب المادي, والإبقاء على حالة التوازن بين الجانب الروحي والجانب المادي, لتحقيق العدل والمساواة بين شعوب العالم ككل, ومن اجل التحرر من كوابيس العبودية, عبودية الإنسان للإنسان.
مشكلتنا الحقيقية أننا لم نقرأ حيثيات الصيام على انه نهضة روحانية وعملية, وبهذا عطلت الأمة العربية والإسلامية بذلك يا سمو الامير خصائص الإنبات في (الفسيلة), واستبدلناها بالبدع الدينية اليائسة، وضاع أفق الأمل بحركات اليأس المتجددة، فالصيام الحق ينهض بقضايا الأمة العربية والاسلامية كي تصبح قضايا بين ظالم ومظلوم وعن كل قناعة, وكي تصبح هذه القضايا أيضاً مصالح عامة للعرب والمسلمين ككل, وليس مصالح خاصة ضيّقة لأي منهما.
لم نفهم للأسف الشديد معاني صيام شهر رمضان المبارك بعد يا سمو الأمير على أنه شهر إنتاج لا شهر استهلاك, وهنا اتساءل يا سمو الامير: كيف لنا أن ننهض ونحن أمة مستهلكة سلبية, وليست أمة منتجة إيجابية؟ مع أن ما بين خطوط الاستهلاك وخطوط الإنتاج تحصينات قوية, ربما تكون أقوى من تحصينات خط (ماجينو).
وأسمح لي يا سمو الأمير الحسن أن أضيف لمقالتك المحفّزة على النهضة, أن النهضة الحقيقية تبدأ بالرخاء الاقتصادي, والمتمثلة في محاربة الربا بالزكاة, وذلك من خلال ما دعا له كتاب الله عز وجل, وأكدته سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وصدقه صيامنا في شهر رمضان المبارك.
يا سمو الامير الحسن لقد زرع الغرب في أمتنا العربية والاسلامية الفِرق والأحزاب الدينية, فتبعثرت وتشتت وانقسمت هذه الأمة, وزرعوا فينا البدع الدينية كي تختلط هذه البدع لا قدّر الله مع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونتفرق, وزرعوا أيضاً في ارض فلسطين كيان غاصب كشرطي لهم في منطقتنا العربية والإسلامية, وتركوا بين دول أمتنا العربية والإسلامية ملفات نائمة يمكن لهم إيقاظها في أي وقت يشاؤون, ومع كل ذلك يمكن للأمة العربية والإسلامية أن (تنهض) من جديد بعد أن ندرك أن الصوم فيه تربية على العبودية والاستسلام لله جل وعلا، والصوم كذلك يربي في النفس مراقبة الله عز وجل، وإخلاص العمل له، والصوم يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة، وانتظار ما عند الله عز وجل، والصوم يربي النفس على الصبر، وقوة الإرادة والعزيمة، وفي الصوم كذلك تربية للمجتمع، وتنمية للشعور بالوحدة والتكافل بين المسلمين، وبالصوم يتذكر الصائم بصومه الجائعين والمحتاجين، فيتألم لآلامهم، ويشعر بمعاناتهم.. كل هذه المعاني للصوم هي مدعاة لمشروع النهضة.
نعم يا سمو الأمير الحسن, تلك هي بعض معاني هذه العبادة العظيمة، وقد جمعها الله عز وجل في قوله: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون), فالحكمة التي شُرِع الصوم من أجلها هي تحقيق تقوى الله عز وجل، وهي ثمرة الصوم الشرعي ونتيجته، وما لم يكن الصوم طريقاً لتحصيل هذه التقوى، فقدْ الغاية والمعنى الذي شُرِع لأجله، فليس المقصود من الصيام مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والجماع فحسب، دون أي أثر لهذا الصوم على حياة الإنسان وسلوكه.
بهذه المعاني الرمضانية يمكن لأمتنا العربية والإسلامية يا سمو الامير الحسن أن تُأسس لمشروع النهضة التي يطمح لها كل عربي وكل مسلم على هذه البصيرة, من هنا ينبغي للمسلم أن يستحضر هذه المعاني وهو يؤدي عبادة الصوم، حتى لا تخرج العبادة عن مقصدها، وحتى لا تتحول إلى عادة يؤديها مسايرة للبيئة والمجتمع.
وبعد..
اؤكد لك يا سمو الأمير أن هذه الخطوة صعبة لكنها ممكنة, صعبة كونها تتطلب منا جميعاً إدراك وتدبّر المعاني الحقيقية لصيام شهر رمضان المبارك, وممكنة كونها غير مكلفة, كيف لا والأجيال القادمة تنتظر منا (نهضة) من أجل مستقبل أفضل لهم.
دمتم بخير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.د رشيد عبّاس
جميل أن ننطلق من شهر رمضان المبارك للتفكير بمشروع لأمتنا العربية والإسلامية تحت عنوان (مشروع النهضة), والأجمل من ذلك أن تأتي بذور هذا المشروع من مفكر هاشمي كبير مثل الأمير الحسن الذي نحترمه ونقدّر مواقفه, وليسمح لي الأمير الحسن بقيمته وقامته الرفيعة والقرّاء الكرام أن أؤكد بعض النقاط التي وردت في مقالته التي أحترم فيها انطلاقها من معاني شهر رمضان المبارك لبناء مشروع عربي إسلامي تأخرنا به طويلاً.. مع أن صيام شهر رمضان تكرر مع كل واحد فينا, بقدر ما مضى من سنوات عمره.
بداية أنا كالأمير الحسن متفائل إلى حد اليقين, ودافع هذا التفاؤل هو ما يزرعه فينا صيام شهر رمضان المبارك من معان ٍ عظيمة, أو ما يفترض أن يزرعه فينا من بذور إعادة بناء الثقة بالنفس والنهوض بها من جديد, وأن مشروع النهضة الذي ينادي به الأمير الحسن ليس مغامرة فكرية مؤقته, إنما هو تجديد البيعة مع الله سبحانه وتعالى من خلال إدراك العلاقة بين العبادة والعمل, بعد أن نعي تماماً أن مشروع النهضة هو ترجمة عملية لمعاني صيام شهر رمضان المبارك.
بيتنا الداخلي يا سمو الأمير ما زال غير منظم على مستوى الأمة العربية والإسلامية, وهناك للأسف الشديد مزيد من الملفات العالقة في كل ركن من أركانه الداخلية, ولعل فهمنا الجمعي لمعاني شهر رمضان المبارك يكون خطوة من خطوات تنظيم هذا البيت, وأن الإمكانات الروحية الكامنة لدى الأنسان العربي والمسلم تراجعت بشكل ملحوظ يا سمو الأمير بسبب الانغماس الممنهج بالمادة, وقد نعيد مثل هذه الإمكانات بتحقيق الغاية من صيام شهر رمضان المبارك.
نعم قد يقود شهر رمضان المبارك بطاقاته الهائلة العالم الذي بات قرية صغيرة نحو نهضة إنسانية شاملة الجوانب, وذلك بتعزيز الجانب الروحي, وإعادة النظر في الجانب المادي, والإبقاء على حالة التوازن بين الجانب الروحي والجانب المادي, لتحقيق العدل والمساواة بين شعوب العالم ككل, ومن اجل التحرر من كوابيس العبودية, عبودية الإنسان للإنسان.
مشكلتنا الحقيقية أننا لم نقرأ حيثيات الصيام على انه نهضة روحانية وعملية, وبهذا عطلت الأمة العربية والإسلامية بذلك يا سمو الامير خصائص الإنبات في (الفسيلة), واستبدلناها بالبدع الدينية اليائسة، وضاع أفق الأمل بحركات اليأس المتجددة، فالصيام الحق ينهض بقضايا الأمة العربية والاسلامية كي تصبح قضايا بين ظالم ومظلوم وعن كل قناعة, وكي تصبح هذه القضايا أيضاً مصالح عامة للعرب والمسلمين ككل, وليس مصالح خاصة ضيّقة لأي منهما.
لم نفهم للأسف الشديد معاني صيام شهر رمضان المبارك بعد يا سمو الأمير على أنه شهر إنتاج لا شهر استهلاك, وهنا اتساءل يا سمو الامير: كيف لنا أن ننهض ونحن أمة مستهلكة سلبية, وليست أمة منتجة إيجابية؟ مع أن ما بين خطوط الاستهلاك وخطوط الإنتاج تحصينات قوية, ربما تكون أقوى من تحصينات خط (ماجينو).
وأسمح لي يا سمو الأمير الحسن أن أضيف لمقالتك المحفّزة على النهضة, أن النهضة الحقيقية تبدأ بالرخاء الاقتصادي, والمتمثلة في محاربة الربا بالزكاة, وذلك من خلال ما دعا له كتاب الله عز وجل, وأكدته سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وصدقه صيامنا في شهر رمضان المبارك.
يا سمو الامير الحسن لقد زرع الغرب في أمتنا العربية والاسلامية الفِرق والأحزاب الدينية, فتبعثرت وتشتت وانقسمت هذه الأمة, وزرعوا فينا البدع الدينية كي تختلط هذه البدع لا قدّر الله مع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونتفرق, وزرعوا أيضاً في ارض فلسطين كيان غاصب كشرطي لهم في منطقتنا العربية والإسلامية, وتركوا بين دول أمتنا العربية والإسلامية ملفات نائمة يمكن لهم إيقاظها في أي وقت يشاؤون, ومع كل ذلك يمكن للأمة العربية والإسلامية أن (تنهض) من جديد بعد أن ندرك أن الصوم فيه تربية على العبودية والاستسلام لله جل وعلا، والصوم كذلك يربي في النفس مراقبة الله عز وجل، وإخلاص العمل له، والصوم يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة، وانتظار ما عند الله عز وجل، والصوم يربي النفس على الصبر، وقوة الإرادة والعزيمة، وفي الصوم كذلك تربية للمجتمع، وتنمية للشعور بالوحدة والتكافل بين المسلمين، وبالصوم يتذكر الصائم بصومه الجائعين والمحتاجين، فيتألم لآلامهم، ويشعر بمعاناتهم.. كل هذه المعاني للصوم هي مدعاة لمشروع النهضة.
نعم يا سمو الأمير الحسن, تلك هي بعض معاني هذه العبادة العظيمة، وقد جمعها الله عز وجل في قوله: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون), فالحكمة التي شُرِع الصوم من أجلها هي تحقيق تقوى الله عز وجل، وهي ثمرة الصوم الشرعي ونتيجته، وما لم يكن الصوم طريقاً لتحصيل هذه التقوى، فقدْ الغاية والمعنى الذي شُرِع لأجله، فليس المقصود من الصيام مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والجماع فحسب، دون أي أثر لهذا الصوم على حياة الإنسان وسلوكه.
بهذه المعاني الرمضانية يمكن لأمتنا العربية والإسلامية يا سمو الامير الحسن أن تُأسس لمشروع النهضة التي يطمح لها كل عربي وكل مسلم على هذه البصيرة, من هنا ينبغي للمسلم أن يستحضر هذه المعاني وهو يؤدي عبادة الصوم، حتى لا تخرج العبادة عن مقصدها، وحتى لا تتحول إلى عادة يؤديها مسايرة للبيئة والمجتمع.
وبعد..
اؤكد لك يا سمو الأمير أن هذه الخطوة صعبة لكنها ممكنة, صعبة كونها تتطلب منا جميعاً إدراك وتدبّر المعاني الحقيقية لصيام شهر رمضان المبارك, وممكنة كونها غير مكلفة, كيف لا والأجيال القادمة تنتظر منا (نهضة) من أجل مستقبل أفضل لهم.
دمتم بخير.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع