زاد الاردن الاخباري -
" يصادف يوم غد الأربعاء، "اليوم الدولي للسعادة" الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 20 آذار من كل عام، وذلك على هامش فعاليات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 حزيران 2012 تحت عنوان "السعادة ورفاهية المجتمع والنموذج الاقتصادي الحديث".
ويأتي ذلك اعترافا بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.
ويرى معنيون أن مفهوم السعادة في ظل الحرب على غزة هو أشبه بحالة نفسية وروحية تتمثل بالقدرة على الصمود والتكيف مع التحديات الضاغطة للحرب، وتحقيق التوازن والنجاح النفسي رغم الظروف الصعبة.
وقال الثلاثيني وسام الشريف، بالرغم من الحرب على غزة إلا أن "سعادتي تكمن في تحقيق حياة ومستقبل آمن لعائلتي".
من جهتها قالت الاختصاصية النفسية، تالا الركد: إن مفهوم السعادة وفقا لعدة نظريات وأسس علمية، يتركز في عوامل متنوعة، مثل تحقيق الرغبات الحقيقية، وتحقيق التوازن بين جوانب الحياة، وتطوير القدرات الشخصية، مشيرة إلى أن علم النفس الإيجابي يلعب دورا مهما في فهم العوامل التي تسهم في تعزيز السعادة، مثل العلاقات الاجتماعية الإيجابية وتحقيق الأهداف الشخصية، وبشكل عام، يتعلق مفهوم السعادة بتحقيق التوازن والرضا الداخلي من خلال التفاعل مع الحياة وتحقيق الأهداف والرغبات الشخصية.
وتابعت إن السعادة تعتمد على التوازن في نواحي الحياة بشكل شامل، بما في ذلك الأبعاد النفسية والاجتماعية، إلى جانب الأبعاد الاقتصادية والصحية، ويعد تحقيق التوازن في هذه الجوانب مهما لتحقيق السعادة الكاملة.
وأشارت إلى أن ربط علاقة مفهوم السعادة بالمرونة النفسية في ظل الحرب القائمة على غزة يتطلب النظر إلى العديد من الجوانب النفسية والاجتماعية التي تؤثر على حياة الأفراد في هذا السياق الصعب، ومنها المرونة النفسية التي تساعد الفرد على التعامل بشكل إيجابي مع التحديات والصعوبات، ما يقلل من التأثير السلبي على الحالة النفسية.
وبينت أن المرونة النفسية تعزز الصحة النفسية بشكل عام، ما يسهم في تحسين الحالة المزاجية والسعادة، بالإضافة إلى أن الأفراد الذين يمتلكون مرونة نفسية قد تكون لديهم مقاومة أفضل أمام ضغوط الحياة، ما يساعد على الحفاظ على الرفاهية النفسية.
وقالت خبيرة السعادة والإيجابية وجودة الحياة، رولا عصفور: إن البعض يعتقد أن الحديث عن اليوم العالمي للسعادة في هذه الأيام الصعبة التي يعاني منها أهلنا في غزة بمثابة ضرب من الخيال، لكننا بحاجة ماسة خصوصا في هذه الأيام للشعور بالسعادة من أجل تحقيق "التوازن العاطفي" الذي تكمن أهميته في عدم الانجراف وراء مشاعرنا السلبية التي قد تؤدي إلى إصابتنا بأمراض واضطرابات نفسية وجسدية.
وأشارت إلى أننا بحاجة ماسة لتجنب التركيز على المشكلة، والتي بحسب الدراسات تؤدي إلى انشغال الدماغ بفهم الأسباب التي أدت لوقوع كل ما حدث ويحدث؛ وبالتالي يصبح لدى الإنسان ردود فعل سلبية تجعل الدماغ بطيئا في إيجاد الحلول، ولا ينتبه لأي فكرة قد تسهم في إثراء دورنا الذي يجب أن نقوم به.
وتابعت إن اليوم العالمي للسعادة صادف في شهر رمضان الكريم الذي يعد فرصة حقيقية لكل منا للاستبشار بخير آت، وتأمل النعم الوفيرة التي أنعم الله بها علينا والامتنان للأسرة المحيطة بنا، والحرص على علاقاتنا الإنسانية التي تثري حياتنا وتدفعنا للتقدم والنجاح.
وأوضحت أننا في هذه الأيام المباركة بحاجة للشعور بالسعادة من خلال رؤية ابتسامة صادقة، ووجود إنسان يستمع لنا بعمق، ومعاملة بحسن الخلق، وترابط الأرحام، واحترام الآخر، وقضاء حوائج الناس، والتقدير والثناء، وكلمة حب نابعة من القلب.
وقالت إن السعادة شعور معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم أو يشترى بالمال، لأنها شعور ينبع من داخل الإنسان ولا يستورد من الخارج، وكما يقول الحكماء "السعادة هي أن تعرف من الدنيا ماذا تريد، ثم تسعى لتحقيق ما تريد".