بقلم :الكاتب الصحفي زياد البطاينه - كلنا يعلم انه اذا كان اصلاح فساد السياسات معقدا وصعبا وليس قرارا وطنيا نظرا لتشابك الجهات ذات العلاقه فان اصلاح ماتفسده الضمائر الخربه الفاسده امر ممكن خلال اجراءات يمكن ان تتخذها الحكومات
ان لم تكن متورطه بها
فما من أمةٍ من الأمم عبر تاريخها ....
فما من امه من الامم تهاونت تهاونت في محاربه الفساد باشكاله الا وقد حصدت الفوضى والتخلف اللذين يشكلان أخطر عوامل الانهيار ليس الاقتصادي فحسب وإنما القيمي والاجتماعي والفكري
ويصبح لابدّ من معالجة سريعة
لكل الصدوع وإزالة أسبابها وتحصين صروحنا من الأفكار الهدّامة والعقول المظلمة والأيادي
الآثمة التي لايوجد في قاموس أصحابها إلا السلب والنهب والتخريب،
ولا في نفوسهم بصيص من نور أو خير
مما لاشك فيه عندما يتصدع الصرح
الأخلاقي
لأي مجتمع من المجتمعات تتسلل إلى مخزونه الثقافي والتراثي عبر هذه الشقوق فيروسات
خطيرة سرعان ماتظهر آثارها التدميرية في سلوك بعض أبنائه المصابين
بنقص المناعة ضد الأمراض والأوبئة
النفسية.
ولتقوية المناعةوالمهتم بالشان الاردني
والمتابع لكل الحيثيات يرى
انهمع مجيء كل حكومة
يخرج علينا فارسها حاملا رمحه و رايه الحرب معلنا الحرب على الفسادوتقرع طبول الحرب, وتعلو الغبار.
. وتتسابق فرسان الديمقراطيه منهم يعتلي منبر الخطابه
و منهم يستطيع اقناع قاعدته انه الاجدر ومن منهم الاقدر على التمثيل على من اوكل له مهمه الدفاع عنه وعن قضاياه
عن همومه عن ماسيه
ظانا انه المخلص
الذي حمل الامانه والرائد الذي لايكذب اهله ...
.وسرعان ما تنجلي غبار المعركه الزائفه
وتظهر الارض جرداء لازرع ولاضرع دون ان نشهد حربا, ويظل الفارس بالرغم من فشله الذريع وسقوط وجهه الحقيقي يراوح مكانه
رافعا رمحه وصوته الجهوري يجلجل مخترقا اعناق السماء انا البطل ..
. حتى يصبح هو في بؤرة من الفساد يصعب الخروج منها ويبدا صوته ينحسر و يخبو رويدا رويدا حتى نكاد لانسمعه......
وتكون قد اتسعت رقعه الفسادونظل نسال انفسنا ويسالوننا
اي خطاب سياسي نريد اننا نريد الخطاب الذي يحمل الواقع بكل همومه وخيباته وتطلعاته
الذي يدرك اهم التفاصيل
لاخطاب يوحى اليهم لاعلاقة له بالواقع نريد خطابا يرتكز على ثوابت ثقافية وطنية مشكله
من احتياجات الواقع
خطابا معارضا معترفا بالاخر مختلف معه يحاول شده بالاقناع محاور
حطاباغير مقيد باحكام سلفية جاهزة
خطابا غير متكئ على اخر لايحمل ردود فعل لايركع للسلطه ولايحاول تركيعها خطابا محاورا لها متفق على الخطوط العريضه المنسكبه لصالح التطويروتفعيل دور الفردملتفا بالديمقراطيه يمارس النقد بموضوعية على ذاته لايرهب الحقيقة
ولا يتزلف يحوي معرفه شموليه باحتياجات اهله
من هنا
وقد مللنا فرساننا والكذب علينا
والنفاق في وقت اصبحنا احوج مانكون فيه الى الفارس الذي لايشق له غبار من يعلي العام على الخاص من يمثل الشعب كل الشعب لاقاعدته وافراد عائلته الفارس الذي لايركع ولاهمه ان يركع بكسر الكاف الفارس الذي لايخشى بالحق لومع لائم
ولا يبيع الامانه بارخص الاثمان معرضا وطنه واهله للهلاك الفارس ....الذي ان قال فعل لا من يقول ليلا ويغير نهارا
الفارس الذي ييقدص الواجب
ويتذكر اللهوالقسم ان يخلص للوطن واهله للواجب وقدسيته وثقل الامانه وساعه الحساباين حل واين ارتحل وباي موقع حل من اجل تغيير الحال نحو الافضل واجتثاث جذور الفساد
وهذا بالطبع يتطلب.... عملاً جاداً تتضافر فيه كل الجهود وتتشابك الأيدي النظيفة المخلصة التي اعتادت البذل والعطاء والإعمار والإصلاح والبناء، عندها فقط يصبح ممكناً تذليل ماهو صعب وتحقيق ماهو مستحيل، ولا أعتقد أن أي مواطن واعٍ وشريف لايعرف أن استمرار الأزمات لايصب إلا.... في مصلحة الأعداء المتربصين بالوطن والشعب تمزيقاً وتهديماً وقتلاً.
فهل سنرى في المستقبل القريب
خطوات جريئة وجادة من شأنها أن تساعد على التخفيف من وطأة الأزمات المفتعلة
بعد هذا المشوار الذي قطعناه والانجازات التي حققناها والخط الذي وصلنا اليه
وان نرى معركه حقيقية
وفرسانا حقيقيون يرفعون كلمه لنتق الله بالوطن قبل المواطن لاادري ؟!