حياة ملكية حافلة لها بصمتها الخاصة على تاريخ العرش الأردني، وضعت الملكة رانيا حياتها في خدمة المملكة الأردنية الهاشمية. ملكة أحبها شعبها واحترمها قادة الدول والحكومات في العالم أجمع. ملكة قضت فترة حكم ملائكية في تاريخ المملكة الأردنية، عرفت خلالها كيف تجعل التاج الأردني مواكبا للعصر و زادت من تألقه، مؤسسة لحقبة ملكية أكثر حيوية من أي وقت مضى. وهي تعي أكثر من غيرها ما يقتضيه من مسؤولية التربع على العرش الذي اعتلت سدته.
اكتسبت جلالة الملكة رانيا حس المسؤوليات الملكية،حيث عاصرت جلالتها المملكة بحلوها ومرها ، بأفراحها وأزماتها، محافظة على الدوام على ترفعها عن النزاعات السياسية. "دائما ملتزمة، دائما مصممة، دائما محترمة، وتمثل الحكمة والاستمرارية". جابت مملكتها طولا وعرضا وحطت بعدة أرجاء من العالم.
عقدين من الزمن وهي تسطر لوحة من الإنجازات الى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني، من خلال رعايتها الحثيثة للعديد من المبادرات الخلاقة، ودعمها لأصحاب المشاريع الريادية لتأخذ بيد كل طامح لخدمة مجتمعه.
مواقف جلالتها الانسانية كانت واضحة في تمكين المرأة طوال مسيرتها المليئة بالانجازات على مختلف الصعد، في سبيل إحداث تغييرات ايجابية وملموسة في حياة الكثير من السيدات الاردنيات، لتشجعهن على الإبداع والإبتكار ضمن مهاراتهن الخاصة، وبشكل يتناسب وبيئتهن المحيطة ليجسدن مثالا يحتذى به في النجاح والتميز.
ولم تتوانَ جلالتها يوما عن ارساء مفاهيم العدالة الاجتماعية، اذ حرصت دوما على حماية حقوق المستضعفين والفئات الاقل حظا من خلال دعمها لمشاريع تنموية تنفذ من خلال مؤسسة نهر الاردن الرامية الى بناء القدرات المؤسسية لجمعيات خيرية في قرى وبوادي المملكة، لتنفيذ برامج تتوافق مع أولويات المجتمعات المحلية.
وكرّست جلالتها جل جهودها نحو تطوير التعليم بإعتباره أولوية وطنية، وسعت جاهدة الى توفير تعليم نوعي يشجع على التميز والإبداع، لايمانها المطلق بضرورة تطوير العنصر البشري عبر تسليحه بأفضل أدوات التعلم الحديث، ومتابعة كل ما هو جديد في عالم المعرفة وبشكل يتناسب والثورة الرقمية.
وعلى صعيد القطاع الشبابي قدمت جلالتها الدعم للكثير من الشباب المبادرين والناشئين، وليس آخرها لقاؤها مع فريق عمل «وجيز» الذي يوفر ملخصات مقروءة ومسموعة لاكثر الكتب مبيعا من خلال تطبيق الكتروني، ما جعلها ملهمة للكثير من الشباب حيال ابتكار مشاريع ريادية وتنموية لتعود بالريع والفائدة عليهم وعلى مجتمعاتهم.
إضافةلذلك مواقف جلالتها في المحافل الدولية والعربية تعكس شخصية المرأة العربية بعامة والاردنية بخاصة، والتي تقع على عاتقها المسؤوليات الجسام الملقاة على كتفيها لتديرها بحنكة وإقتدار، إذ إستثمرت جلالتها علاقاتها مع المؤسسات الدولية لتحقيق ما ينعكس إيجابا على المجتمع المحلي بأكمله.
مواقف وجهود كبيرة مشرّفة تبذلها جلالة الملكة، في سبيل تحويل التحديات الى فرص ونجاحات، ولتسطر أمجادا جديدة تعكس الصورة المشرقة، عن محورية المرأة الاردنية والعربية التي تتجسد برؤية وحكمة جلالتها.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي