زاد الاردن الاخباري -
رغم مرور 48 ساعة على العملية النوعية التي نفذها الشهيد مجاهد كراجة، قرب مستوطنة "دوليف" غرب رام الله الجمعة الماضية، وأسفرت بحسب اعترافات جيش الاحتلال، عن مقتل جندي وإصابة 7 آخرين، إلا أنها ما زالت تحمل الكثير من الغموض الذي امتزج بالقدرة الفائقة للمنفذ على التخطيط والمواجهة والتنفيذ.
وكشفت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الأحد، تفاصيل جديدة عن العملية، إذ تبين أن كراجة غادر منزله بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة بقليل، وأطلق الطلقة الأولى عند الساعة 5:15 فجرا، وخلال هذه الفترة الزمنية عمل على إعداد وتجهيز المنطقة لمدة 5 ساعات تقريبًا، وقد بنى مواقع إطلاق النار والسدود الصخرية التي ستحميه لاحقًا.
كما أكد التحقيق الأولي الذي أجراه جهاز الأمن الداخلي للاحتلال "شاباك"، مع ذويه أنه لم يخبر أحدا عن نيته تنفيذ الهجوم.
وعن عتاد الشهيد، قالت الإذاعة إن كراجة كان مسلحًا بعبوة ناسفة محلية الصنع، يبدو أنه خطط لرميها على جنود جيش الاحتلال، وكان يرتدي سترة عالية الجودة توفر له حماية إضافية، وقد جهز المنفذ نفسه بحوالي 70 إلى 80 رصاصة لأسلحة القناصة، ما يدل على أنه كان مستعداً لمعركة طويلة وكبيرة.
وتابعت "أثناء محاولات قتله، انطلقت نحوه ما لا يقل عن 3 طائرات مسيرة، إلا أنها لم تصبه مباشرةً"، ويقدر جيش الاحتلال أنه أصيب بجروح طفيفة، لكنه تمكن من مواصلة القتال، وأشارت الإذاعة إلى أن الجنود استهدفوا المنفذ بـ 12 قنبلة خلال الاشتباك.
وقالت الإذاعة إن "المنفذ قتل جنديا من وحدة الكوماندوز على بعد 20 مترًا فقط وبرصاصة قناص واحدة، ما يدلل على إمكانياته العالية في القنص".
أما موقع /واللا نيوز/ العبري، فأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي احتاجت أكثر من خمس ساعات للوصول للمقاوم، الذي نفذ العملية باستخدم بندقية من نوع "كاربين" مزودة بمقراب، ويبلغ مداها قرابة 200 متر.
وأظهرت التحقيقات الأولية كفاءة المنفذ في الأساليب العسكرية للدفاع والهجوم، "وإنه قام ببناء عدد من المواقع الحجرية في منطقة وعرة استعدادا لوصول قوات الجيش الإسرائيلي".
وقال الموقع إن جيش الاحتلال استخدم 3 طائرات مسيرات على الأقل في محاولة لقتل كراجة، ولكنها كانت تصيب الأشجار التي احتمى أسفلها المقاوم، بينما تشير التقديرات إلى أنه قد يكون أصيب بجروح طفيفة بسببها، غير أنه استمر بالاشتباك والمواجهة.
كما ألقى جنود الاحتلال تجاه الشهيد أكثر من 12 قنبلة يدوية من الأعلى، ولكنها أيضاً فشلت بإصابته، ليلجأ الاحتلال إلى قصفه بصاروخ واحد على الأقل بعد تحديد موقعه، ما أدى إلى استشهاده.
وبدأت العملية بإطلاق الشهيد بركات النار صوب حافلة للمستوطنين قرب بلدة "كفر نعمة" غرب رام الله، ومن ثم انسحابه واشتباكه لنحو 5 ساعات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وختم الموقع العبري قائلا إن "طريقة عمل منفذ العملية يوم الجمعة، أعادت للذاكرة عملية الجندي المصري في سيناء في شهر حزيران من العام 2023، وقتل في حينه ثلاث مجندات وجندي".