زاد الاردن الاخباري -
تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة، الثلاثاء، غداة صدور أول قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بين حركة حماس وإسرائيل التي سارعت لإبداء امتعاضها من حليفها الأميركي لعدم تصويته ضدّ القرار كما فعل مرارا منذ اندلعت الحرب قبل أكثر من خمسة أشهر.
وفجر الثلاثاء، أفاد شهود عيان بأنّ غارات جوية عدّة استهدفت أماكن قريبة من رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع على الحدود المغلقة مع مصر والتي تضاعف عدد سكّانها 5 مرات منذ اندلعت الحرب.
كما أفاد شهود عيان بأنّ اشتباكات عنيفة دارت في حي الرمال ومخيم الشاطئ وتل الهوى بمدينة غزة ووسط خان يونس وغربها.
وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة فقد شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليل الاثنين عشرات الغارات الجوية في غزة ورفح ودير البلح وخان يونس والمغازي وبيت لاهيا، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة في القطاع.
ورفح التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح بسبب الحرب مهدّدة اليوم بعملية برية واسعة النطاق يعدّ لها الاحتلال الإسرائيلي ويخشى المجتمع الدولي من مخاطرها على المدنيين الفلسطينيين المكدّسين فيها.
وفجر الثلاثاء دوّت صافرات الإنذار في بلدات تحتلها إسرائيل قريبة من قطاع غزة، وكذلك أيضاً في شمال تلك الأراضي، بحسب ما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بلينكن يحذّر غالانت
والاثنين، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت خلال اجتماع في واشنطن من مخاطر اجتياح رفح، مجدّدا التأكيد على رفض الولايات المتّحدة لمثل هكذا عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إنّ بلينكن "كرّر دعم الولايات المتّحدة لضمان هزيمة ’حماس’، بما في ذلك في رفح، لكنّه كرّر معارضته لعملية برية واسعة النطاق في رفح".
وأضاف أنّ الوزير الأميركي "شدّد على وجود حلول أخرى غير غزو برّي واسع النطاق، وهي حلول من شأنها أن تضمن بشكل أفضل أمن إسرائيل وتحمي المدنيين الفلسطينيين".
من جهته، قال غالانت إنّه "لا يحقّ لنا من الناحية الأخلاقية وقف الحرب طالما أنّ هناك محتجزين في غزة".
وشدّد الوزير الإسرائيلي على أنّ "نتيجة هذه الحرب ستحدّد شكل المنطقة لسنوات مقبلة"، مؤكّدا أنّه من أجل ضمان أمن إسرائيل لا بد من "هزيمة" حماس.
وعُقد الاجتماع بين بلينكن وغالانت في مقرّ وزارة الخارجية في واشنطن بعيد ساعات من إلغاء إسرائيل زيارة كان مقررا أن يقوم بها وفد رفيع المستوى إلى العاصمة الأميركية.
وألغت إسرائيل الزيارة احتجاجا على عدم استخدام واشنطن حقّ الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور القرار الداعي لوقف لإطلاق النار.
غالبية 14 صوتا
ويطالب القرار الذي تمّ تبنّيه بغالبية 14 صوتا مؤيّدا وامتناع عضو واحد عن التصويت هو الولايات المتحدة، بـ"وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ "يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم". كما يدعو القرار إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين".
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بصدور القرار، مشدّدا على أهمية تنفيذه.
وقال في منشور على منصة إكس "ينبغي تنفيذ هذا القرار. إن الفشل سيكون أمرا لا يغتفر".
أما الرئيس السابق دونالد ترامب الذي غالبا ما اعتُبر أكثر الرؤساء الأميركيين تأييدا لإسرائيل، فقال لصحيفة "إسرائيل هايوم" إنّه يتعيّن على إسرائيل أن "تنهي" الحرب في القطاع الفلسطيني لأنّها تخسر "الكثير من التأييد" حول العالم.
من جهتها، رحّبت حماس بقرار مجلس الأمن واتّهمت إسرائيل بـ"إفشال" الجهود الرامية للتوصّل إلى اتّفاق يرسي هدنة موقتة ويتيح إطلاق سراح مجتجزين إسرائيليين وأسرى فلسطينيين.
"يكفي"
وفي قطاع غزة، رحّب سكّان بقرار مجلس الأمن لكنّهم طالبوا واشنطن باستخدام نفوذها على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذه.
وقال النازح من خان يونس بلال عواد (63 عاما) "يجب أن تلتزم إسرائيل بالقوة (بوقف إطلاق النار). يكفي... الحرب مضى عليها ستة أشهر وإسرائيل تقتل الأبرياء، أطفالا ونساء، بدون إنذار وهذا أمام (أنظار) الولايات المتحدة".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الاثنين ارتفاع حصيلة الحرب في القطاع إلى 32333 شهيدا و74694 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء.
ميدانيا، لا ينفكّ الوضع في غزّة يزداد سوءا بالنسبة لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة والذين يخضعون لحصار كامل والمهددين بمجاعة، وفقا للأمم المتحدة ومنظمات دولية.
مستشفيات
وبعد أسبوع على بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، المستشفى الأكبر في قطاع غزة، فرض جيش الاحتلال حصارا على مستشفيي ناصر والأمل في خان يونس.
وليل الاثنين أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّه أجلى 27 من موظفيه إلى مستشفى الأمل بعدما أجلى الأحد النازحين الذين كانوا قد لجأوا إليه.
وشمالي القطاع، اصطفّ في جباليا سكّان كثر منهم من النساء والأطفال، لملء أواني مياه جرّوها على عربات أو حملوها على أكتافهم.
وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا مطبقا على قطاع غزة منذ بداية الحرب.
وتقول وكالات الإغاثة إنّ شاحنات المساعدات المحدودة التي تسمح إسرائيل بدخولها لا تلبّي على الإطلاق الاحتياجات الهائلة لقرابة 2,4 مليون نسمة معظمهم نازحون مهددون بالمجاعة.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنّ إسرائيل منعتها نهائيا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة حيث تقدر وجود 300 ألف شخص بلا ماء ولا طعام.
لكنّ الاحتلال الإسرائيلي قال الاثنين إنها تعمل "مع منظمات الإغاثة ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لتسهيل تقديم كميات كبيرة من المساعدات إلى الشمال".