زاد الاردن الاخباري -
كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية عن وقائع جديدة في الاغتيال اللغز لأحد رموز الثورة الجزائرية وقادتها كريم بلقاسم، والذي عثر عليه مقتولا في فندق بمدينة فرنكفورت الألمانية سنة 1970، أي بعد نحو 8 سنوات من الاستقلال.
وذكر تحقيق المجلة الذي أنجزه الصحافي الجزائري فريد عليلات، أن المعلومات الجديدة التي حصلت عليها جاءت بفضل الحصول على رخصة من السلطات الألمانية للاطلاع على أرشيف التحقيقات المتعلقة باغتيال كريم بلقاسم.
وذكر الصحافي أننا “تمكنا من الاطلاع عليها بعد الحصول على استثناء خاص من دائرة الأرشيف الألمانية، وهي وثائق تقع في 1400 صفحة تدور حول ملابسات الاغتيال والتحقيقات التي صاحبت ذلك.
وتشير هذه التحقيقات التي امتدت من عام 1970 إلى عام 2003، وفق المجلة إلى تعرض كريم بلقاسم إلى كمين من قبل فرقة مكونة من ثلاثة رجال من الجزائر لاستدراجه إلى فندق في فرانكفورت، حيث تم إيهامه بأنه يسعون إلى انقلاب وشيك ضد الرئيس هواري بومدين وطلبوا لقاءه لهذا الغرض. وكان كريم بلقاسم كما هو معروف، لاجئا في الخارج بعد خلافه مع نظامي الرئيس أحمد بن بلة والهواري بومدين من بعده.
وتمكن التحقيق من تحديد الهويات الحقيقية لاثنين من أعضاء الفرقة التي نفذت الاغتيال، والذين قدموا إلى ألمانيا بجوازات سفر مغربية مزورة وتركوا أمتعتهم في محطة فرانكفورت.
تمكن التحقيق من تحديد الهويات الحقيقية لاثنين من أعضاء الفرقة التي نفذت الاغتيال، والذين قدموا إلى ألمانيا بجوازات سفر مغربية مزورة وتركوا أمتعتهم في محطة فرانكفورت.
ويتعلق الأمر، وفق المجلة، بكل من حميد آيت مصباح وهو ضابط في جهاز الأمن العسكري الجزائري وقد عمل تحت أسماء مختلفة. والثاني هو محمد أوسليماني، مسؤول رفيع المستوى في الدولة الجزائرية، سافر تحت اسم مستعار محمد دباي. أما الثالث، فلم يتمكن المحققون الألمان من تحديد هويته إلى الآن ولا يعرفون سوى اسمه المستعار محمد.
وبعد تنفيذ الفرقة للعملية، تقول المجلة إنه تم العثور على كريم بلقاسم ميتًا في 20 تشرين الأول/أكتوبر 1970 على الساعة الثامنة صباحًا من قبل خادمة من أصل يوغوسلافي، ماتيلدا كروغر، التي كانت قد بدأت عملها في الطابق الرابع عشر من فندق إنتركونتيننتال في فرانكفورت وتفاجأت بالرجل ميتا لما دخلت الغرفة 1414 التي كان يقيم بها.
ويعد كريم بلقاسم من أبرز الوجوه الثورية في الجزائر وهو عضو مجموعة الستة التي فجرت الثورة في نوفمبر 1954. كما شغل منصب وزير القوات المسلحة ثم وزير الخارجية في الحكومة الجزائرية المؤقتة، وقاد مفاوضات إيفيان التي أفضت لتقرير مصير الشعب الجزائري. لكن بعد الاستقلال، تحول إلى معارض للرئيس أحمد بن بلة ثم لخليفته هواري بومدين. وفي أبريل 1969، حكمت عليه المحكمة الثورية في وهران بالإعدام غيابياً بتهمة “التآمر على أمن الدولة”.