زاد الاردن الاخباري -
المعلم. محمد أمين عبدالحليم الحياري / مدرسة المهلب بن أبي صفرة الأساسية للبنين / لواء الجامعة - تعتبر السرعة الزائدة في الكلام من المشكلات السلوكية الصفية، ومن العيوب الكلامية التي يعاني منها الصغار والكبار والمصاب بهذه الظاهرة يعرض أفكاره بكلمات وجمل متلاصقة مدغمة في بعضها لدرجة يتحول الكلام إلى فوضى صوتية غير مفهومة بحيث لا يستطيع السامع متابعة المتكلم.
إذ يستطيع المعلم التعرف على الطلبة الذين يعانون من هذه الظاهرة من خلال المؤشرات؛ كسرعة التحدث فائقة ويصعب متابعة وفهم ما يريد. وتتداخل الكلمات وتختلط حتى يصعب التمييز بينها. واختفاء بعض المقاطع من القراءة. ولا يتوقف المتكلم على علامات الوقف أثناء القراءة.
ومن هنا أورد الأسباب المتوقعة لظاهرة السرعة الزائدة في الكلام؛ كتوارد الأفكار وتدفقها على ذهن الطالب المتكلم الذي يعاني من هذه الظاهرة بدرجة يتعذر معها التنظيم والتوافق التنسيقي بين توارد الأفكار وتدفقها وبين عملية التعبير عنها، ومثل هذا الشخص ينطبق عليه "المثل العامي" "فلان لسانه سابق أفكاره".
ومن الأسباب أيضًا؛ تعرض الطالب الذي يعاني من هذه الظاهرة لظروف نفسية في مرحلة الطفولة. ومحاكاة الطالب الذي يعاني من هذه الظاهرة لأحد أفراد أسرته، أو أحد الأشخاص المقربين إليه، أو أحد أقرانه في الحي. وقد يكون أيضًا إصابة دماغ الطالب ببعض الأمراض.
وهنا أورد مجموعة من المقترحات المحتملة لعلاج ظاهرة السرعة الزائدة في الكلام؛ إذ يستطيع المعلم أن يساعد في التغلب على هذه المشكلة من خلال قيامه بالإجراءات؛ بأن يحاول المعلم باستمرار إقناع الطالب الذي يعاني من هذه الظاهرة، بأن الحوار هو لغة الحياة اليومية، وأنه هو الأساس في نموه وتقدمه في المجتمع وأنه لا يمكن أن ينشأ حوار بدون لغة مشتركة، وأن هذه اللغة المشتركة أساسها الوضوح والروية والهدوء. وأن يُكون المعلم لدى الطالب الذي يعاني من المشكلة حسًا إيقاعيًا جديدًا يعتمد على الهدوء والروية في القراءة والحوار على السواء. وحتى يكبح جماع الانطلاق ويهدىء سرعة الطالب الذي يعاني من هذه الظاهرة يستطيع المعلم أن يستخدم قطعة من الورق المقوى، ويقوم بعمل ثقب في هذه الورقة وهذا الثقب يسمح برؤية كلمة واحدة فقط من الكلام المكتوب في الكتاب المدرسي، ثم نضع الثقب فوق الكلمة التي نرغب في قراءتها، ونطلب من الشخص المنوي معالجته قراءة الكلمة بصوت مرتفع وهكذا نفعل مع بقية الكلمات، وهنا يمكن للمعلم أن ينظم عملية القراءة بشكل هادىء وبطيء، ويخفف من الاندفاع والانطلاق في القراءة. وأيضًا التنسيق مع أسرة الطالب الذي يعاني من هذه المشكلة للتعرف على الوضع النفسي له ومعرفة فيما إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من هذه الظاهرة، وإرشاد الأهل في كيفية التعامل مع الشخص الذي يعاني من هذه الظاهرة.