زاد الاردن الاخباري -
كتب خبير الأمن السيبراني المهندس الأردني مجدي القبالين:
لدى الكيان الاسرائيلي متخصصين بتوظيف وسائل التواصل واستعمال علم الاجتماع وعلم ادارة الجماهير لافتعال فتن وبطرق قائمة بالاساس على خلق سيناريوهات كاملة او ما يسمى Controlled Scenario.
بعد دراسة عدد كبير من الحسابات تبين ان ما حدث هو ان الكيان قام بعمل ٣ مجموعات :
١- المجموعة الاولى كان دورها مهاجمة الاردن كنظام سياسي وكذلك التشكيك بمواقف الاردن تجاه فلسطين والاستهزاء بجهود الاردن بشكل عام، تطور عملها لاحقا لمهاجمة الاجهزة الامنية.
٢- المجموعة الثانية وظيفتها الدفاع عن الاردن وعن الاجهزة الامنية عبر ابراز خطاب قائم على فكرة الدفاع عن سيادة الاردن وان المقاومة تريد توريط الاردن .
٣- المجموعة الثالثة وكان دورها نشر ردود الفعل من كلا الطرفين على مستوى بيانات رسمية او مقالات او شخصية فمثلا تم نشر تصريحات لوزير الاعلام الاردني بكثرة على هذه الحسابات وبيانات صدرت عن عشائر وغيرها !
ما يحدث في هكذا حالة ان الرأي العام لا يعلم ان هذه المسرحية مفتعلة ويبدأ هنا اشتباك الناس تدريجيا بمختلف اصنافهم ، ناس عنصرية جاهلة ، ناس عاطفية ، ناس حزبية مؤدلجة دينيا ، ناس حزبية مؤدلجة فكريا ، ناس عندها شعور عام بالغضب من الدولة لاسباب اقتصادية ( فئة كبيرة ) وهمها فعليا التأجيج بغض النظر عن السبب وفئات اخرى كثيرة .
الان كل فئة من هذه الفئات تبدأ الاندماج بالحدث فمثلا الناس الجاهلين بتصير تبحث عن اي مادة متوفرة تعزز وجهة نظره ، مثلا بينشر اي مادة دون توثيق لاي شي ممكن يزيد حدة الموقف ، عندك ناس حزبية فاهمة جزء من الموضوع ولكن من مصلحتها فعليا التأجيج اكثر ، عندك ناس رسميين يصلهم الحالة الموجودة على وسائل التواصل ويعتقدون ( يجب ان ندافع عن الدولة الان ! ) ، عندك فئة ناس مسؤولين سابقا او مشروع مسؤولين ( ناس عندها طموح ) تعاقد انها بخطاب الدفاع عن الدولة ( الي ما اله داعي اساسا ) تسجل موقف ايجابي امام الاجهزة الرسمية !
طبعاً صلاحية هكذا سيناريو تطول حسب وعي المجتمع المستهدف وللاسف اقولها علنا مجتمعنا بيئة خصبة جداً للعنصرية والاشاعة وحتى على مستوى ادواتنا الاعلامية الرسمية التي لطالما قامت بتقييم المشهد بطرق خاطئة تماماً!
الكاتب James Anderson وهو متخصص في علم ادارة الجماهير عبر وسائل التواصل وضع فكرة عامة للتعامل مع هكذا حالات قائمة على ( القيم ) و ( الحالات الفردية ) يعني على مستوى الدولة لا يجوز ان يؤخذ اي خطاي خطأ كظاهرة وانما ( حالات فردية ) وعليه يجب ان يكون رد الدولة الرسمي قائم على ذلك وليس على محاربة فئة كاملة او تيار ( نظرية الضد ) وانما حالات فردية.
وعلى مستوى الفرد والمجتمع نظرية القيم ، والمقصود هنا ان محاربة العنصرية من القيم الاساسية وعليه بما تشوف اي منشور يحرض عليها يكون ردك بانكار ذلك او تجاهلة وليس التعامل معه كموقف من تيار او شخص حقيقي !
قبل ان نصرح بأي شي كدولة يجب ان نقوم بدورنا ( تحليل الظاهرة ، تتبع مصدرها ، دراسة اهدافها ) وان لا يكون قياسنا وفق ردود فعل الناس على ما نعتقد انه ظاهرة !