زاد الاردن الاخباري -
ألقى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كلمة، السبت، حول الأوضاع في قطاع غزة، ووجه خلالها انتقادات للمؤسسات الدولية التي قال إنها تقف مشلولة عن تنفيذ التزاماتها.
وأكد شيخ الأزهر في كلمته خلال الاحتفال بليلة القدر بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: "لعل الأحداث القاسية التي نعيشها صباح مساء، تُثبت -دون أدنى ريب- أن الإنسانية لم تكُن في عصر من عصورِها بحاجة إلى هدي القرآن الكريم، وهَدْي أمثاله، من الكُتب المنزلة- بمثل ما هي عليه اليوم، فقد أصبح واضحا أن عالمنا المعاصر فَقد القيادة الرشيدة الحكيمة، وراح يخبِطُ خبط عشواء، بلا عقل ولا حكمة ولا قانون دولي، وبات يندفع بلا كوابح نحو هاوية لا يَعرف التاريخ لها مَثيلا من قبل".
وأضاف الطيب: "أننا بعد عقود من علاقات الحوار الحضاري بين الأمم والشعوب استبدلنا بها وعلى نحو متسارع غريب علاقات الصراع والصدام، وسرعان ما تحول هذا الوضع البائس أيضا إلى علاقات صراع مسلح تطور أخيرا إلى صورة بالغة الغرابة والشذوذ في تاريخ الحروب الصراعات المسلحة"، حسب قوله.
وأوضح أحمد الطيب أن "أبطال هذه الصورة قادة سياسيون وعسكريون من ذوي القلوب الغليظة التي نزع الله الرحمة منها، يقودون فيها جيشا مدججا بأحدث ما تقذف به مصانع أوروبا وأمريكا من أسلحة القتل والدمار الشامل، ويواجهون به شعبا مدنيا أعزل لا يدري ما القتل ولا القتال، وليس له عهد من قبل بسفك الدماء، ولا برؤية جثث النساء والأطفال والمرضى وهي ملقاة على قوارع الطرقات، أو تحت الركام، وكل ما يعرفه شعب غزة البريئ الفقير المحاصر الفقير هو أن يلقى ربه شهيدا، وشاهدا على جرائم الإبادة والمحرقة الجماعية من طغاة القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد، والذي بشرونا بأنه هو قرن العلم والتقدم والرقي، وقرن الأخلاق الإنسانية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وغير ذلك من الأكاذيب والأباطيل التي انطلَت على كثيرين منا، وحسِبوها حقائق ثابتة من حقائق الأذهان والأعيان".
ووجه شيخ الأزهر انتقادات للمؤسسات الدولية والمواثيق العالمية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقال إنها مؤسسات "نصت على حفظ السلام والأمن وتحريم استخدام القوة أو مجرد التهديد بها في العلاقات الدولية، هذه المؤسسات تقف اليوم عاجزة بل مشلولة شللا رباعيا أقعدها عن تنفيذ بند واحد مما تعهدت بتنفيذه...".
كما وجه شيخ الأزهر رسالة إلى الدول العربية وقال إن "حالة التنازع والتفرق التي درج عليها أبناء الأمة العربية منذ زمن بعيد قد أصابت الجميع بما يشبه حالة فقدان التوازن، وأعجزته عن مواجهة أزماته المتلاحقة مواجهة دقيقة، ومن يدقق النظر في خارطة وطننا العربي والإسلامي يأسى كثيرا لما آل إليه الحال في فلسطين وغيرها من دول عزيزة على قلوبنا".
وأكد الطيب أننا كعرب "لن نستعيد قدرتنا على النهوض والتقدم ومواجهة أزماتنا بمسؤولية، إلا بتحقيق وحدة العرب وتطبيق سياسة التكامل الاقتصادي وتغليب المصالح العامة، والاتفاق على رؤى مستقبلية وخطط مشتركة مدروسة وقابلة للتنفيذ، فتعاملنا مع قضية فلسطين والقدس الشريف لا يعكس حجم ما أنعم الله به علينا من ثروات بشرية وطبيعية هائلة ومن قوة ومن طاقات جبارة لا تنفد".