كل عام و عيونك الواضحات الباقيات الباكيات بخير ..و قلبك المغموس بكل لذائذ الشهادة و المتفجّر حبّا للعدل و الباحث عن الطمأنينة بخير ..بل كل عام و كلّك – يا فلسطين – بخير ..
ماذا عساني أقول لك في العيد ؟ هل أبوس القدم و أبدي الندم ؟؟ منذ الميلاد وأنا في حالة تقبيل لقدميك ..و أما الندمُ فليس الا ندم العاجز
يا أمّ الشهيد ..هذا العيد أحمر ..ابنك الورديُّ سكب عليه دمه و ذهب هناك إلى ربّه يعيش عنده ..دمه هو الشمع الأحمر علينا ..نحن مقفلون ..ممنوعون من الأحلام ..ممنوعون من الابتسام ..ممنوعون من مدّ يدنا إلى الانقاض لاستخراج الشهداء ..
هذا العيد عيدكم ..و صدق من قال : عيد شهيد بدلا من عيد سعيد ..فالذي يفوز بالكرامة يفوز بالعيد ..والذي يملك دمه و يسكبه على وجه الأرض هو من يملك قواعد لعبة العيد و تفاصيله ..
العيد لكم أيها الشهداء ..و أنتم تغادرون الأرض رافعين اصبع السبابة للأعلى ..ها هو الأعلى يستقبلكم ..
كل عام و أحمركم يغطّي ألواننا ..لعلنا نعرف كيف نصفّي الحساب مع أبناء اللقيطة اسرائيل ..أو نعرف كيف نركض إليكم هناك ..