د. فاطمة النشاش - يبدأ صباح العيد بنسمات الهواء العليلة، وأصوات الفرح المتجددة، يستيقظ الناس على وقع طبول العيد وهتافات التكبير، تلبيةً لدعوة الفرح والاحتفال، تنبعث الابتسامات على وجوه الأطفال والكبار على حد سواء. في العيد، تتحول الشوارع إلى مسارح للسعادة والفرح، وتظهر روح الاحتفال والبهجة، يزين الناس منازلهم ويتبادلون الهدايا والتهاني، يجتمعون حول المائدة، يتذوقون الأطعمة الشهية ويشاركون بعضهم البعض قصص العيد وذكرياته.
وفي مكانٍ آخر، في أحضان خيمة بسيطة، يفتح آخرون أعينهم على نور جديد، لا يأتي من نوافذ مضاءة بأشعة الشمس، بل يأتي من داخلهم، من أرواحهم المليئة بالأمل والتفاؤل، يشعرون بالحنين الى بيوتهم القديمة، تُزين الابتسامات وجوههم، يتبادلون التهاني والدعوات لبعضهم البعض بالفرح والسلام. داخل تلك الخيمة، تتجسد قصص الأمل والإصرار، رغم التحديات والظروف الصعبة، يحتضنون داخلها أحلامًا وآمالًا، وتصبح الخيمة مكانًا للقاءات الإنسانية، يتلاقى الجميع تحت سقف واحد، بغض النظر عن الثقافة أو الدين أو اللغة، يتبادلون القصص والضحكات والدروس.
ما بين شوارع الفرح والخيمة البسيطة دعونا لا ننسى أن العيد ليس مجرد حدث اجتماعي، بل هو تجربة إنسانية تتجاوز الحدود والثقافات، فيما نحتفل بأوقات السعادة والبهجة في بيوتنا، لا ننسى أن هناك من يعيش في ظروف قاسية ولا يملك سوى الأمل والإرادة. في العيد، نتذكر أن للأمل جناحين يحملاننا إلى غدٍ أفضل، وأن للإرادة الصلبة قوة تحقق المستحيل. في العيد، نتذكر دائمًا أن الفرح الحقيقي يكمن في قدرتنا على مشاركته مع الآخرين، وأن العطاء هو الطريق إلى قلوب الناس ونجاح العالم بأسره، فلنمضي قدمًا بثقة وأمل، ولنبني معًا مستقبلًا أفضل للجميع، عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.