انه رمضان بلا عيد، وشهر صوم ابدي بلا نهايات، وهو رمضان الاطول في تاريخ امة العرب والاسلام.. وكما لو انه قدر حتمي على غزة، وقطاع منكوب ومحاصر، وما لا يعد ويحصى من ارقام ابادة ومجازر ارتبكها جيش الاحتلال في غزة. ترامب، مرشح الرئاسة الامريكية، قال : ان تل ابيب ارتكبت خطأ كبيرا في ادارة حرب غزة، وذلك لنشرها صور القصف وسقوط القنابل على المباني الاهلة. وبحسب ترامب كان يفترض تحويل غزة الى مقبرة كبرى دون هذا الضجيج الذي عراها الى النخاع. وبعد مئات الاف من اطنان القنابل الامريكية.. وتدمير غزة بقاذفات وصواريخ امريكية وبريطانية والمانية.. فماذا تريد امريكا وبايدين ؟ اقامة دولة ام مذبحة ومقبرة فلسطينية ؟
سياسة الرياء الامريكية ازاء العرب لا تتوقف. أليست حرب غزة من صناعة امريكا، ولا استمرارها بقرار امريكي، ولا امريكا من حمت دولة الاحتلال من الانهيار والسقوط بعد 7 اكتوبر ؟!
وكما لو ان عشرات الاف من شهداء وجرحى غزة لم يسقطوا في صواريخ وقذائف امريكية.
ياروخ مازرل سياسي اسرائيلي، يقول ان الفلسطينيين لا يليق بهم الا مقبرة كبرى !
وذلك في معرض تعليق مازرل على دعوة وزير خارجية امريكا بلينكين لاقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين.
العرب وادارة البيت الابيض بدوأ يعدون جدولا زمنيا لاقامة دولة فلسطينية وفتح ابواب التطبيع العربي الجديد مع دولة الاحتلال. و منذ عام 1993، وتوقيع اتفاقية اوسلو، والعرب في سذاجة بالغة ينتظرون قيام دولة فلسطينية، وينتظرون دولة تولد من وراء ابواب الادارة الامريكية.
ما هو رهان امريكا على احياء عملية السلام ؟ وبايدن حتى لحظة كتابة هذه السطور لم يستطع ان ينتزع من نتنياهو قرارا في فتح المعابر وتدفق المساعدات الى القطاع المنكوب.
وقف اطلاق النار، هل ينتظر العالم قرارا من بن غفير ام سوتمريتش ؟! اليمين الاسرائيلي اكثر حزما وتأثيرا في مصير حرب غزة وادارتها، واذا حاولت امريكا ان تخلع اقنعتها وترتدي اقنعة الحيل والخداع مع العرب. و كيسنجير، قال : ان اي مفاوضات خلاقة، تحتاج ان تقوم وتحيا من فوق مقابر وجثث.
«فلسطينيو غزة» هم الخاسرون، وما تبقى من فرصة للحياة، وما تبقى من ارض لم تحرق وبشر لم يتم ابادتهم، وهم اليوم امام خيار الموت واما الموت، ولا مفر من الموت، واذا لم تمت اليوم، فانت سوف تموت غدا، انه تقسيط مريح للموت وللنهاية على الطريقة التوراتية.
ما نشاهد من اطفال وعجائز ونساء غزة تماثيل للبؤس والعجز الفلسطيني والعربي.. يقرضون بطونهم جوعا، واطفال يموتون عارين، واخر وجبة التهموها من فرط الجوع. الغزيون صاموا ولم يعرفوا في رمضان فطورا ولا سحورا، ولا ينتظرون عيدا.. فهؤلاء لا افطار وعيد لهم الا ما تيسر من قذائف وصواريخ ملتهبة في «نيران توراتية» يبعثها حاخامات اورشليم الى قطاع منكوب. غزة عورة عربية سياسية واخلاقية.. ووسائل الاعلام تتنافس على تقديم صور الدمار والابادة، وصور الموت في مطاردة منطايد المساعدات الجوية.
و صور لا ادري ما العبرة من بثها.. تسلية وكوميديا رمضانية بيضاء. و ليس اكثر من شكوى منتجي برامج رمضان، ومزاحمة اخبار وتقارير غزة لبرامج ومسلسلات الترفية والتسلية في الشهر الفضيل.
من سوف يغفر للعرب ؟ فما من غفران، لا قبل ولا بعد حرب غزة، وغزة تموت وتحترف ويتم ابادتها، والعالم يتفرج وشاهد على المجازر والابادة. غزة عار على الفلسطينيين وعار على العرب، وعار على البشرية.