زاد الاردن الاخباري -
اضطر نائب بريطاني عن حزب المحافظين الحاكم إلى الاستقالة من كافة مناصبه السياسية، وذلك بسبب ارتكابه خطأ على الإنترنت، لكنه سرعان ما انكشف وتبين أنه أضر بعدد من زملائه في الحزب وفي البرلمان، وهو ما أدى إلى الإطاحة به على الفور.
وفي التفاصيل التي نشرتها عدد من الصحف البريطانية، واطلعت عليها "العربية.نت"، فقد استقال النائب المحافظ ويليام وراج من مناصبه المتعددة بما فيها عضويته في مجلس اللوردات عن حزب المحافظين، وذلك بعد أن تبين أنه كان ضحية لعملية ابتزاز تعرض لها عبر تطبيق على الإنترنت متخصص بالتعارف، حيث لم يتمكن من مقاومة عملية الابتزاز وخضع لمطالب المحتالين وأعطاهم أرقام هواتف زملائه من أعضاء البرلمان، بحسب ما تبين لاحقاً.
وحدثت الواقعة على تطبيق هاتفي أميركي متخصص بالتعارف والمواعدة يُدعى "جرندر"، حيث تبين أن النائب وراج تعرف على أحد الأشخاص من خلال التطبيق ومن ثم قام بتزويده بأرقام عدد من أعضاء البرلمان إضافة الى صحافيين وسياسيين.
وقال متحدث باسم المكتب البرلماني التابع لحزب المحافظين: "بعد قرار ويل وراج بالتخلي عن أدواره في الحسابات العامة ولجان 1922، أبلغ أيضاً بأنه يتخلى طوعاً عن تمثيل المحافظين في البرلمان".
وادعى وراج أنه تعرض للابتزاز لمشاركة معلومات شخصية عن زملائه بعد وقوعه ضحية لعملية احتيال على تطبيق المواعدة.
وقال النائب إنه كان "خائفاً" من أن المحتال قد يقوم بالإساءة إليه، وتم الضغط عليه لمشاركة أرقام الهواتف الشخصية لأعضاء البرلمان وموظفي مجلس العموم وأحد الصحافيين السياسيين.
وفي حديثه لصحيفة "تايمز" البريطانية قال وراج: "لقد كانت لديهم أشياء يُمكنهم المساومة بها. لن يتركوني وحدي. كانوا يسألون عن الناس. لقد أعطيتهم بعض الأرقام، وليس جميعها. قلت له أن يتوقف. لقد تلاعب بي والآن قمت بإيذاء أشخاص آخرين".
وأضاف: "لقد تحدثت مع رجل عبر أحد التطبيقات وتبادلنا الصور. كان من المفترض أن نلتقي لتناول المشروبات، ولكن بعد ذلك لم نفعل ذلك. ثم بدأ يسأل عن عدد من الأشخاص".
وتابع: "لقد آذيتُ الناس بكوني ضعيفاً. كنت خائفاً. أنا مذعور. أنا آسف جداً لأن ضعفي قد تسبب في إيذاء الآخرين".
وقالت شرطة "سكوتلاند يارد" في لندن إنها تحقق في تقارير عن عملية احتيال بعد أن تردد أن 12 رجلاً على الأقل في الدوائر السياسية تلقوا رسائل غير مرغوب فيها، مما أثار مخاوف أمنية.
ويقال إن المحتال المجهول استخدم الأسماء المستعارة "تشارلي" و"آبي" أثناء إرسال رسائل لإقناع النواب بإرسال صور فاضحة، بحسب ما نقلت جريدة "مترو" البريطانية.
وأضافت الصحيفة أنه تمت الإشادة بالبرلماني المستقيل وراج لشجاعته في الكشف علناً عن عملية الاحتيال، حيث أشاد المستشار جيريمي هانت بقراره ووصفه بأنه "شجاع".
لكن الضغوط تصاعدت في الأيام الأخيرة وسط مخاوف بشأن الأمن البرلماني، حيث شكك المنتقدون من مختلف التيارات السياسية في سلوك وراج.
وقال رئيس حزب المحافظين ريتشارد هولدن إن وراج كان "على حق" في الاستقالة من منصبه، لكنه امتنع عن التعليق أكثر عندما سأله أحد الصحافيين عما إذا كان قد تعرض لضغوط لاتخاذ هذا القرار.