إن دور حركة حماس في حماية التعايش الديني بين المسلمين والمسيحين في قطاع غزة والمنطقةكبير جدا، تعد " حماس حركة مباركة في الحياة السياسية الفلسطينية والعربية والإسلامية".
كمان إن المهام الملقاة على عاتق حماس أصبحت كبيرة ، "فنحن بأمس الحاجة لحركة إسلامية سياسية مثل حماس تعمل في حقل الحوار في واقعنا الراهن، في ظل ما نعيشه من حروب".
إضافة لذلك" مثلت حماس صمام أمان للتعايش الديني بين المسلمين والمسيحين في غزة، وهي تمثل فكرًا نهضويًا في الامة على عكس من سعى لتدميرها وعمل على تفتيتها".
لذلك إن دور حماس لم يعد مقتصرًا على غزة، "فهناك قضايا أخرى تستوجب تدخلا من حماس، وأدوار عظيمة ندعوها للقيام بها لثقتنا بمقاومتها ودورها وصدق قادتها".
إن حماس تملك أرضا خصبة لفعل ذلك، لكونها تمثل نقطة اجماع في الأمة بين المسلمين والمسيحيين.
كما أكد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، إن "معركة طوفان الأقصى الأخيرة، أثبتت أن حماس صمام أمان للأردن وأمنها واستقررارها، وسياجا حاميا لها من مشاريع التوطين والتهجير والتعدي على سيادته ودوره في القدس والأماكن المقدسة".
فقد الأردن وقف بكل حزم بوجه المخططات الإسرائيلية بفرض التهجير القسري على الشعب الفلسطيني من أراضيه بالضفة الغربية وغزة، مستغلة بذلك معطيات وظروف عدوانها على قطاع غزة.
إن موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، كان واضحا منذ بداية العدوان وأعلنها بكل صراحة بأنه ضد التهجير القسري للضفة وغزة، معتبرا ذلك "خطا أحمر" وبمثابة إعلان حرب.
كما أن الأردن هو صمام الأمان للأمة العربية كاملة، لذلك يجب العمل على تشكيل وعي ووجدان عربي موحد لتحقيق العدالة الإجتماعية والسياسية للشعب العربي عامة والفلسطيني خاصة.
إن الحرب على قطاع غزة لم تكن كمثيلاتها السابقة، إذ ولأول مرة في تاريخ العدوان بدأت إسرائيل تظهر في صورتها الحقيقية أمام العالم، بفعل فقدان الغرب التفرد بالإعلام.
إن ما قامت به إسرائيل من اللجوء إلى الولايات المتحدة للحصول على دعم وحماية، استطاع أن يثير شبهات أمام العالم بشأن قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها من جانب، ومن جانب آخر إيجاد شك حتمي بقدرة الكيان الإسرائيلي بتنفيذ دوره بالمنطقة كركيزة إستراتيجية وعسكرية في الشرق الأوسط".
إن محاولات إسرائيل للقضاء على حركة حماس لن تتحقق، فالحركة تجسّد فكرا ولا يمكن أن تُقتل، إضافة للدعم الشعبي الذي تلقاه من الشعوب العربية وتلك المؤمنة بحقها ونهجها في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي.
و أكد جلالة الملك عبد الله الثاني، رفض المملكة لأي محاولة من شأنها فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، منبها أن كليهما إمتداد للأراضي الفلسطينية.
وقال جلالة الملك، إن "الحرب على غزة التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء يجب أن تتوقف، فقيم الأديان السماوية كافة وقيمنا الإنسانية المشتركة ترفض وبشكل قاطع قتل المدنيين وترويعهم"
وشدد جلالته على أن "حرمان أهل غزة من الماء والغذاء والدواء والكهرباء، جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، وإستمرارها يعني مضاعفة تدهور الوضع الإنساني هناك، فلا بد من تكثيف جهود المنظمات الدولية والإنسانية للعمل مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لضمان تقديم المساعدات في غزة وفي كل مناطق عملياتها".
وجدد جلالة الملك رفض الأردن لأي "سيناريو أو تفكير بإعادة إحتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها، ولأي محاولة للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فهما إمتداد للدولة الفلسطينية الواحدة".
وأشار إلى أن "القضية الفلسطينية، هي البوصلة، هي القضية المركزية للأردن، وسنواصل الوقوف الكامل إلى جانب الأشقاء في فلسطين من أجل نيل حقوقه العادلة والمشروعة غير القابلة للتصرف.
لقد أعربت حماس في أكثر من تصريح وفي مناسبات عدة عن تقديرها للجهود التي يبذلها جلالة الملك لدعم صمود وثبات الشعب الفلسطيني، مثمنة الخدمات التي يقدمها المستشفى الأردني العسكري الميداني في قطاع غزة، إلى جانب مبادرات جلالة الملك المختلفة، ورعاية مشاريع الأعمار في القدس بصفة جلالته الوصي على القدس والمقدسات بشقيها الإسلامية والمسيحية.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي