المطلوب من مدير الامن العام اللواء عبيدالله المعايطه- ان كان تقيا - الاسراع بدعم ادارة مكافحة المخدرات ومضاعفة امكانياتها المادية والبشرية اضعافا مضاعفة.وان يرينا كيف أطاع التوجيهات الملكية لمكافحة الظاهرة.
المادة تنتشر بشكل جنوني واغلب العائلات المبتلاه بالآفة تتستر على ابنائها، وفي كل بيت اصبحنا نسمع قصة او حديث عن حكاية، واينما تولي وجهك فثمة تاجر او مدمن، وتسود الان حالة تذمر شعبي غير مسبوقة من انفلات الظاهرة، وفقدان السيطرة عليها رغم ان الادارة تعمل بكافة طاقتها وامكانيتها، لكن الامكانيات لا تلبي متطلبات الحد الادنى لوقف تمدد المخدرات الى منازل الناس واصبحت هاجس مرعب، ومصدر قلق يومي، ومشكلة وطنية تفوقت هذه الايام على كل مشاكل الفقر والبطالة.
نساء واطفال وطلاب مدارس وجامعات وموظفين دخلوا عالم المخدرات عنوة تحت طائلة الخدع والاغراء واساليب التضليل والتوريط الشيطانية التى تجعل من الشباب فريسة سهلة للادمان دون قصد او سابق معرفة بتعاطي المادة القاتلة.
المرة الاولى جرعة مجانية، والثانية والثالثة بثمن بخس فيدمن ثم يستمر على مدى العمر بالتعاطي مقابل ثمن يومي باهظ يفقر العائلة ويحيل معيشتها الى معيشة ضنكى.
لا شيء يعكر صفو الامن ويهدد الاستقرار والطمأنينة حاليا سوى المخدرات، السير والترخيص والشرطةالمجتمعيه والادارات اللوجستية التى تمارس اعمال مكتبية تحظى بنصيب الاسد وفائض في الامكانيات، مع انها لا تكاد تساوي صفرا بجانب اهمية مكافحة المخدرات اللحوحة.
الارقام المرعبة المعلنة لحجم الظاهرة متناهية الصغر بالمقارنة مع الارقام الفعلية لأن المخفي أعظم في هذه الجريمة بالذات، وهي تمارس برضى الاطراف، وضمن جدول الجرائم غير المبلغ عنها، ولا يوجد فيها طرف مشتكي يظهرها الى حيز الوجود ، ويتم اقترافها بالاتفاق سرا بين الشركاء ، مثل جرائم المقامرة وممارسة اعمال الرذيله مما يرفع نسب المجهول وغير المكتشف منها، ويُفقد الاحصائيات الجنائية دقتها والثقة بالقرارات المترتبه عليها.
لقد شاهدنا ذلك التراص بين رجال السير في اواخر شهر رمضان المبارك، وكانت معالم المبالغة واضحة في الانتشار الامني المكثف، فهل يا ترى تم رفع جاهزية مكافحة المخدرات بذات المستوى من ذلك الاستنفار العظيم!؟.
ما المشكلة في ان نتأخر دقائق وسط ذروة الزحام؟ . ليست مشكلة ذات اهمية كبرى. المشكلة العظمى في ذلك المُرَوج الذي يختبيء بالازقة على مقربة من رجال السير ويتقاطر عليه المدمنين.
لا يهمنا معرفة حجم امكانات ادارة المكافحة الحالية. كل ما نعرفه انها لم تكف للحد من ظاهرة المخدرات وكبح جماحها بدليل تناميها المتسارع، ونحن على يقين ان توجيهات جلالة القائد الاعلى اذا تم تنفيذها كفيلة بحل المشكلة.