لأول مرة، بعد 45 سنة من قيام جمهورية الملالي في إيران، أطلق الملالي عملية «الوعد الحق» على إسرائيل !!
لقد اتخذت حكومتنا قرارَ منتهى الحكمة والمسؤولية، بإغلاق مجالنا الجوي حمايةً للمسافرين الأردنيين والأجانب، جواً من الأردن وإليه.
إن عدم التدفق إلى المخابز والمولات والبنوك وعدم تخزين الأطعمة، مؤشر على ان المواطن الأردني لم «يقبض» ما اشيع من تهديدات، ولذلك لم نلمس أدنى درجات الهلع.
لم يكن في وسع إيران ان تستخدم وكلاءها للرد، فذلك يهبّط هيبتها، ولذلك جعلت الرد منها ومن وكلائها الحوثيين وميليشيات الطائفيين العراقيين !!
من اجل قصف عمارة في ريف دمشق، أطلقت إيران على الكيان الإسرائيلي، لأول مرة في تاريخها، مسيّرات وصواريخ لم تخدش حتى مستوطِناً، رغم أن إيران تملك صواريخ أسرع وأشد فتكاً، لم تستخدمها !! لكنها لم تطلق فتاشة من أجل 160 ألف مبنى في قطاع غزة.
ان مكانة إيران ووكلائها عند بعض العرب، مبعثها أنها ستحارب إسرائيل (أتذكرون ما بعد بعد حيفا؟)، وقد تجلى انها لا تفعل. وتجلى انها دمرت اليمن والعراق وسورية، وتعاونت تعاوناً كلياً مع الشيطان الأكبر لإسقاط نظام صدام حسين القومي، ألد أعداء إسرائيل، وهو يرحمه الله، من قصف إسرائيل قصفاً فعلياً لا قصفاً مرسوماً على البيكار، مصمماً مع اميركا، عبر وسطاء عرب، بحيث لا يستدعي رداً إسرائيلياً في العمق الإيراني.
من جهة أخرى، فإن التنديد الدولي بالهجوم الإيراني على إسرائيل، يجب ان يوازيه تنديد بجرائم الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الفلسطينية، وتنديد بالاغتيالات في سورية ولبنان وإيران.
لقد أطلقت إيران مقذوفاتها إلى الكيان الإسرائيلي منتهكة سماءنا وأمننا وسيادتنا، وكان بإمكانها اطلاقها عبر حدود حلفائها ووكلائها في لبنان وسورية، واعترض الكيان الإسرائيلي، مسيّرات وصواريخ ايران في سمائنا، مما يستوجب الاحتجاج على إيران وإسرائيل بخصوصه والتعهد بعدم تكراره.
إن كل ما فعلته إيران، هو انها حجبت مأساة غزة المروعة، عن الاهتمام العالمي، وجعلت الاهتمام للحديث عن تهديداتها لإسرائيل، وهو الوضع الذي يناسب السفاح نتنياهو، لأنه أعاد حنو المرضعات عليه، وجدد الدعم السياسي والعسكري الغربي، وبرّد حوله الأجواء السياسية الداخلية !!