أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا تسكين بكالوريوس دكتور في الطب بجامعة اليرموك ابو صعيليك: حوار مثمر يدل على شعور بالمسؤولية نتنياهو: إسرائيل لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية دول أوروبية: نلتزم باحترام قرار محكمة الجنائية الدولية توقف مفاوضات تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو إذا زار إيطاليا أردني يفوز بمنحة لدراسة نباتات لعلاج ألم مزمن دون إدمان منتخب الشابات يخسر أمام هونغ كونغ العفو الدولي: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي العراق يرحب بإصدار"الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت الهاشمية تنظم فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري الأردن يستضيف دورة الألعاب الرياضية العربية 2035 مشاجرة في مأدبا تسفر عن مقتل شخص واصابة آخر
الأردن بين عولمة الصراع في المنطقة والثبات على الهوية الوطنية.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الأردن بين عولمة الصراع في المنطقة والثبات على...

الأردن بين عولمة الصراع في المنطقة والثبات على الهوية الوطنية.

15-04-2024 11:51 PM

ثمة مواقف وتصرفات سياسية للعديد من الدول العربية حيال الصراع العربي الصهيوني أو الصراع الدولي على المنطقة لا يمكن فهمها إلا من خلال الريادة الفكرية للصراع. الذي تخوضه لحماية نفسها وهويتها الوطنية.وما اعنيه بالريادة الفكرية للصراع هنا هو القدرة على تحديد الأهداف الاستراتيجية لهذا الصراع والتكتيكات المناسبة لهزيمة الأعداء فيه أو احتوائهم وتغيير وجهة الصراع من أصلها ومبناها والتخفيف من حدته واحتدامه. لذلك علينا أن نعترف اولا_
ان المرحلة التاريخية التي باتت تحكم الصراع على بلادنا العربية في مرحلة سيطرة القطب الواحد عالميا هي مرحلة العولمة وأن الحروب والأزمات التي تعيشها البشرية في هذه المرحلة هي حروب وأزمات العولمة وكذلك فأن الثورات التي تخوضها الشعوب المظلومة هي ثورات العولمة التي يحكمها عصر السرعة والإلكترون وثورة الإتصالات والمعلوماتية تفكيرا واستخداما وتصورات.
ثانيا: إن الفهم الموضوعي لما يجري في مرحلة العولمة يؤكد دون أدنى شك خضوعها هي الأخرى لقانون الجدل المعروف وحدة وصراع الاضداد وحمل لشيء لنقيضه في كل البنى والتشكيلات الاجتماعية وعناصر الطبيعة ومسارات الحياة وبالتالي تنقسم العولمة موضوعيا الى قسمين على النحو التالي:-
أ__العولمة العسكرية الاقتصادية التي تقودها وتغذي نشاطها العدواني على شعوب العالم الشركات الإحتكارية الغربية العملاقة العابرة للقارات والتي هي الشركات المتحكمة في السياسة الخارجية للدول المسيطرة والمهيمنة على العالم حيث تشير كل مراكز الأبحاث والدراسات المتخصصة في هذا الشأن أن 25 شركة من الشركات المذكورة أعلاه تملك ما يعادل الدخل القومي لـ ( 182) دولة من دول العالم وأن الدخل السنوي لشركة( أوكسو) على سبيل المثال يعادل كل الدخل القومي لدول منظمة اوبك النفطية عربا وأجانب وبالتالي تعتمد هذه الشركات على الأدوات الإمبراطورية الغربية في بسط نفوذها على العالم ونهب ثرواته واستغلالها والتي هي الجيوش والاساطيل والبوارج الحربية والاسلحة والمعدات القتالية الفتاكة ثم السياسات والإجراءات الإمبراطورية العدوانية المساعدة للآلة الحربية المستثمرة في هذا الشأن وتتخذ من سياسة الطحن والتفكيك لكل الكتل المركزية المانعة لسيطرتها على الثروات النفطية والطبيعية والمواقع الجغرافية في قارات العالم طريقتها في التعامل مع الآخرين واسلوبها في عقد التحالفات والصداقات مع الأنظمة والهيئات المحلية وبناء القواعد والحاميات العسكرية على أراضي الغير والإنفاق عليها من ثرواتهم الوطنية ولا نقول سرا في هذا الاطار من الاشارة والتوضيح لخطورة هذه العولمة على الأردن والدول العربية كافة إذا ما ذكرنا هنا أن للولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال ما يزيد عن ( 700) قاعدة وحامية عسكرية خارج حدودها الجغرافية ومياهها الإقليمية الى جانب مئات الأنظمة والهيئات الرسمية المتحالفة معها والمرتبطة بها والتي تقوم بحماية نفوذ ومصالح العولمة العسكرية الاقتصادية الغربية بين شعوب العالم.
ب__العولمة المعرفية وثورة العلم والإتصالات والعلاقات الإنسانية التي حولت العالم الى قرية صغيرة ونقلت العلاقات الافتراضية بين عناصره ومكوناته الى علاقات حقيقية نشأت في سياقها انماط جديدة من التفكير والتصور الإنساني ومصالح وثقافات جديدة بين شعوب العالم ومنظمات وهيئات نضالية جديدة ايضا أخذ الجزء الفاعل منها في دول العالم يناضل ضد العولمة الأولى ويعمل على تحشيد العالم من حول مقاومة عنفها واستغلالها لثرواته الوطنية ويتفاعل مع بقية قضايا الشعوب الأخرى ويتقدم يوما بعد يوما الى كل قارات العالم ويعبر عن دوره في هذه المقاومة عبر حركات الشباب والقوى الأكاديمية والعلمية في كل مكان من العالم وهو الأمر الذي يعيد الى الأذهان ما كان يجري من تشكل موضوعي في الدول الغربية خلال تنامي المرحلة الرأسمالية العسكرية الأولى بعد انتصار الثورة البرجوازية في أوروبا وما كان يبرز فيها من أحزاب ومنظمات أهلية ونقابية وأفكار ومعتقدات ثورية شكلت في نهاية المطاف البنية المتناقضة مع البينة الرأسمالية الاحتكارية الصاعده وأدوات النضال الإنساني في مواجهة استغلالها وانقضاضها على ثروات العالم والخطوط البحرية والتجارية.
ثالثا : ان الحركة العالمية لمناهضة العولمة العسكرية الإقتصادية ستأخذ بالتأكيد نفس المسار الذي أخذت به قوى النضال والثورة في بنية الرأسمالية الإستغلالية السابقة وسوف تقوم في سياق نضالها المتواصل بإنشاء التنظيمات والحركات السياسية والفكرية لخوض كل أشكال النضال المشروع لصالح البشرية جمعاء على غرار ما أخذت به الاحزاب والحركات الثورية في دول اوروبا الغربية على اعتاب اندفاع العالم نحو الحرب العالمية الأولى واعتبار مقاومة هذا الاندفاع شرطا من شروط النضال الإنساني وواجبا كفاحيا يأخذ في مجرياته الكادحين في كل بلد من بلدان العالم زمام المبادرة لتنظيم الجماهير والإنخراط في الكفاح والثورة على طريق التغيير الجذري في العلاقات الإستغلاليه السائدة داخل المجتمعات البشرية وتدمير البنية الرأسمالية الإستغلالية وإقامة علاقات ما بعد الرأسمالية على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات والإنتفاع المشترك من الثروات الوطنية وحق الأمم والشعوب في الحرية وتقرير المصير.وهو الامر الذي ادى الى ولادة عالم جديد متعدد التكتلات والاقطاب اخذ يندفع الان نحو التعاون الدولي والعدالة الدولية التي ستكون هي السمة الاساس لهذا العصر الجديد والقوة الدافعة لانكفاء العولمة العسكرية الاقتصادية الغربية وغروبهاوهزيمة كل ادواتها الاستعمارية في العالم بما فيها الصهيونية العالمية وكل القوى والهياكل الفاشية والعنصرية المتخلفة بين شعوب العالم.
رابعا: ان عالمنا العربي شعوباً وحكومات مطالب في هذه المرحلة التاريخية المفصلية أن ينظر لما يجري في العالم من تحولات بعيون ثاقبة وعقول متفتحة وبصيرة واعية تضمن له التحالف الراسخ والأكيد مع الحركة العالمية لمناهضة العولمة العسكرية الإقتصادية والإنخراط في نضالاتها المستمرة في كل بلد من بلدان العالم والإنتفاع بالحجم والآفاق المفتوحة من العولمة المعرفية والإعتقاد بمعتقداتها لإحداث التغيير المطلوب في ريادته الفكرية وكافة مسارات نضاله الوطني واستخدام ادواته الفاعلة في الدعوة والعمل والتحريض والتنظيم لقواه الحية وحملها على استخدام أدوات العصر ومعتقدات المرحلة التاريخية التي نعيش ومن ثم التوقف عن الإتكاء أو الإستناد على الأدوات القديمة محليا وعالميا التي لم يعد لها تأثير في المرحلة القائمة بل لم يعد لها وجود من أصله على خارطة الأحداث والوقائع الجارية لا سيما أطراف حركة التحرر الوطني القديمة والدول والهيئات الدولية الحامية لوجودها عربيا وعالميا والمعتقدات والأفكار التي كانت تعتقد بها.
خامس : اعتراف الوطن العربي بتغير العالم من حوله وعيا وادراكا و ريادة فكرية وكل ما برز فيه من علاقات وتصورات وما تعايش في إطارها من دول وهياكل ومنظمات والتأسيس على هذا الإعتراف لبناء بنية جديدة تتلائم مع معطيات العصر وتستجيب لشروط المرحلة التاريخية وأساليب حياتها وتصوراتها عن المستقبل والحياة وبالتالي تأهيل هذه البنية وتمكينها من استملاك الأدوات اللازمة لحماية هويتها الوطنية وبناء ريادتها الفكرية الجديدة في المجتمع المحلي وعبر خطوات تنفيذ واضحة ودقيقة تمكن هي الأخرى من تحديد أهدافها الوطنية بنفس الدقة والوضوح خلال نشاطها المتنامي.
سادسا: اعتراف العالم العربي والدولة والمجتمع الأردني الفلسطيني بقواعد الشروط الكونية للتغيير في هذه المرحلة وتلاشي الدور الفاعل لأدوات الماضي وموضوعات انشغال العقل والإعتقاد بها وحلول الشرعية الانتخابية مكان شرعية التعيين والتكليف في إدارة المرافق العامة التي تجاوز عنها التاريخ هي الاخرى في هذه المرحلة( نظرا لدور العولمة المعرفية وتأثيرها العالمي) وضرورة الأخذ بهذه القاعده في إعادة تنظيم العلاقات الداخلية والخارجية لكل دولة من الدول العربية على حدى وعلاقات الناس مع انفسهم وعلاقتهم بالامة التزاما ومعتقدات. واعتماد قاعدة العالم متعدد الاقطاب في اعادة تنظيم علاقة الاردن بمجملها مع الاطارين العربي والإسلامي وضرورة دفعهم نحو انشاء الكتلة الاقتصادية العربية الإسلامية الموحدة والمشاركة في تكتلات العصر الذي بات يسمح بذلك ويرى فيه خطوة فاعله لكسر العولمة العسكرية الاقتصادية وقاعدة انبثاق العمل العربي الإسلامي المشترك لمواجهتها في المرحلة المقبلة وسمة من سمات النهج والتفكير السائد بين اوساط الشباب والمثقفين والمفكرين العرب في هذه المرحلة. ثم البناء على كل ما تحقق من إنجازات حضارية في سائر الأقطار العربية لنهج جديد ضد القمع والاستبداد الداخلي وضد التجزأة السياسية والاقتصادية القائمة و ضد الغزو والعدوان الخارجي والانطلاق من جديد نحو مستقبل عربي مستنير يعيد الامة العربية الى دورها الفاعل في التاريخ ومكانتها العظيمة بين الامم والشعوب الإنسانية.
أن المتتبع لنمو وتطور الدولة والمجتمع الأردني الفلسطيني الموحد في إطارها السيادي يتلمس بوضوحا تام ارهاصات فعلية لمشروع تنموي تقدمي عروبي وحدوي واضح ودقيق يسعى إلى تكريس الإستقلال الوطني للدولة الأردنية واستملاك مشيئتها وارادتها القومية في إطار مشروعية الاهداف والامال القومية ومنع استلاب أي حق من حقوق الأمة في سيادتها على ترابها العربي الطهور واسترداد حقوقها في تحرير أراضيها المحتلة وأراضيها المستلبة من دول الجوار العربي خلال المرحلة القادمة من النضال العربي وذلك دون السقوط في وهم الشعارات والخطابات النارية. لاسيما وأن الأردن الدولة والمسار السياسي والحضاري المعاصر قد بني تاريخياً على التوازن في المواقف والتصرفات أثناء الأزمات والمنعطفات الخطيرة وهو التوازن المطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى.
تحريرا في 15/4/2024
الكاتب والمفكر الفلسطيني
العميد يونس سالم الرجوب








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع