زاد الاردن الاخباري -
في ظل تزايد التوترات والاعتداءات على اللاجئين السوريين في لبنان، حيث يعيش العديد منهم في ظروف صعبة ومعاناة يومية، توفي شاب سوري يُدعى علي عبد الباقي منذ أيام في منطقة شتورا في البقاع شرق البلاد، متأثراً بإصابات تعرّض لها نتيجة التعذيب من قبل مجهولين، بعد فقدانه قبل 15 يوماً.
وانتشرت صور للشاب السوري بعد العثور عليه، وآثار التعذيب على جسده، وسط موجة انتقادات لموجة العنصرية التي تتنامى ضد اللاجئين.
فيما لف الغموض تفاصيل مقتل علي وتضاربت الروايات.
في حين أوضح شقيقه بسام عبد الباقي الذي يسكن في إدلب لـ"العربية.نت" "أن علي فُقد منذ 15 يوماً ولم تتمكّن العائلة من الوصول إليه، إلى أن اتصل بها مخفر الشرطة في بيروت، منذ أيام بعد أن عممت صوره على معظم المخافر، وذلك من أجل استلامه بعد العثور عليه مرمياً في أحد شوارع العاصمة وهو بحالة صحية متردية، وبحاجة ماسة للعلاج".
كما أضاف قائلا إن "شقيقه تعرّض للتعذيب من دون رحمة وآثار ذلك كانت واضحة في معظم أنحاء جسده، لاسيما في رأسه، وللأسف لم يتلقَّ العلاج اللازم في المستشفى على عكس ما أبلغنا مخفر الشرطة، فما كان من والدي إلا أن أخذه إلى بيتنا بشتورا في البقاع، لكنه فارق الحياة يوم السبت متأثّراً بجراحه، وهو ما أكّده تقرير الطبيب الشرعي الذي كشف على جثته، وأفاد بأن قلبه توقّف نتيجة التعذيب والكدمات القوية التي تلقّاها وسبّبت له نزيفا داخليا".
تعرّض لاعتداء سابق إلى ذلك، أشار إلى أن "علي تعرّض في وقت سابق لاعتداء على يد شبّان لبنانيين بدوافع عنصرية، ما تسبب بفقدانه للذاكرة بعد أن كان يمارس الأعمال الحرّة ليتمكن من إعالة العائلة التي لجأت إلى لبنان في بداية العام 2012 هرباً من الحرب في سوريا".
وسأل "ما الذنب الذي اقترفه شقيقي ليحلّ به كل هذا؟ مرّة بفقدانه ذاكرته ومرّة بخسارته لحياته نتيجة التعذيب الذي تعرّض له؟".
كما أردف قائلا: "هربنا من نيران الحرب في سوريا لنُقتل في لبنان".
وتابع: "علي أصبح جسمه نحيلاً وضعيفاً جداً بعد أن تعرّض لاعتداء على رأسه منذ سنوات أفقده الذاكرة، ولم يعد يتصرّف كأي إنسان طبيعي. فكيف طاوعهم ضميرهم بالاعتداء عليه وضربه حتى الموت، وهو لا يستطيع أن يدافع عن نفسه؟ فحتى الكلاب مهما فعلت بأي إنسان لا يُعذّبها كما فعلوا مع شقيقي".
العودة الطوعية وكانت منظمات حقوقية منها مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة دانت ما تعرّض له لاجئون سوريون من أعمال عنف، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها.
كما أكدت المفوضية أنها تدعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية وطوعيا إلى وطنهم الأم، متى اختاروا ذلك، وفق المبادئ الدولية وعدم الإعادة القسرية".
تأتي هذه الحادثة في وقت شهدت مناطق لبنانية عديدة هذا الأسبوع حملات تحريض وأعمال عنف ضد اللاجئين السوريين بعد مقتل مسؤول في القوات اللبنانية على يد عصابة سرقة سيارات أفرادها من اللاجئين السوريين وتم توقيفهم بحسب الرواية الرسمية.
فيما جددت بلديات عدة إجراءاتها لضبط اللجوء السوري ضمن نطاقها الجغرافي، منها عدم التجول مساءً إلا في حال الضرورة القصوى يجب الحصول على إذن تجول من شرطة البلدية، الالتزام الكلي بالقوانين المرعية الإجراء، ومراقبة عقود الإيجار (منزل أو محل تجاري) وتسجيله في البلدية.
كما انتشرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتضمّن دعوات غاضبة من لبنانيين في مناطق عدة لترحيل السوريين بالإضافة إلى تحرّكات ضدهم.
وأمس انتشرت أيضا معلومات عن إقدام سوريين على قتل أحد المواطينن اللبنانيين في منطقة عاليه (جبل لبنان)، بعدما قيّدوه وسرقوا شقته.
وأدّت الجريمة بحسب المعلومات إلى غضب عارم في صفوف الأهالي في المنطقة، وقام بعضهم بمهاجمة بيوت اللاجئين وإجبارهم على تركها.
وفي كلّ مرّة يتصدّر ملف اللجوء السوري واجهة الأحداث، ترتفع أصوات مواطنين لبنانيين وحتى رسميين بترحيلهم، لأنهم برأيهم يُشكّلون خطراً أمنياً واقتصادياً وحتى ديموغرافياً على لبنان، خصوصاً أن عدد اللاجئين ن تخطّى المليون ونصف المليون، ومعظمهم بحسب هؤلاء سقطت عنهم صفة اللجوء، لأن وجودهم بلبنان ليس إلا "طمعاً" بالمساعدات التي تُقدّمها المنظمات والجهات الدولية.