زاد الاردن الاخباري -
ارتدت الطفلة ملاك هنية ملابس العيد وسرحت شعرها وخرجت والفرحة تملأ وجهها مع والدها وأعمامها للمعايدة على أقاربها في أول أيام عيد الفطر، ليباغت صاروخ إسرائيلي تلك الفرحة ويقتلها.
ويقول أحمد سالم جد الطفلة ملاك (3 سنوات ونصف)، إنها كانت الناجية الوحيدة من مجزرة عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، إذ استشهد ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده وسائق المركبة، إثر استهدافهم من طائرات الاحتلال "أثناء جولة معايدة على أختهم وأرحامهم وتفقدهم للفقراء والمحتاجين".
ويوضح سالم أن شدة الصاروخ ألقت بملاك- حفيدة رئيس حركة حماس- بعيدًا عن مكان الاستهداف ما أدى إلى إصابتها في الرأس وجميع أنحاء الجسم، "فاعتقدنا أن هذه الملاك لن تتركنا، إلا أنها أبت أن تفارق والدها وصعدت روحها إلى بارئها".
ويضيف بصوت يملؤه الحزن على فقدان ابنته لزوجها وابنتها "وصلت الطفلة ملاك إلى المشفى وهي تعاني من نزيف في المخ وتورم في الدماغ وكسر في الجمجمة والذي كان يضغط على الأنسجة والخلايا؛ فأجريت لها عملية جراحية بالغة أوقفت النزيف، ولكنها سرعان ما لحقت بالبقية".
ويشير سالم إلى أن "كل ما يتم إجراؤه من عمليات جراحية هو بالعين المجردة وبالخبرة السابقة وليس بناء على أسس علمية، فلا يوجد جهاز سي تي ليحدد طبيعة الإصابة بشكل دقيق وتبعاتها بعدما أجريت العملية الجراحية"، معرباً عن صدمته وشدة حزنه لفقدانها.
وينوه إلى أنه سبق وأن انتشر فيديو لها وهي تطلب الطحين من الطائرات التي تسقط المساعدات، "فأهداها الاحتلال صاروخًا بدلاً من ذلك الطحين".
ويشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف المدنيين، متابعًا "تم استهداف السيارة بالصاروخ الأول ما أدى إلى استشهاد اثنين من أبناء السيد هنية، ونجاة زوج ابنتي محمد الذي حمل أبناء أخيه ليبتعد بهم عن الخطر وإذ بصاروخ آخر لاحقهم حتى ارتقى جميعهم باستثناء ملاك التي طارت بعيدًا عنهم، لتلحق بهم بعد عدة أيام".
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، قال في تصريحات سابقة: "إن اغتيال أبنائي ليس غريبًا على العدو الذي استهدف 40 ألفًا من أبناء شعبنا، وتضحياتنا جزء من تضحيات شعبنا وصموده في كل مكان".
وأضاف "توقيت الجريمة يشير إلى اعتقاد الاحتلال أنه يستطيع الضغط علينا لانتزاع مواقف خلال المفاوضات وهو واهم في ذلك".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، استشهد نحو 34 ألف مواطن، وأصيب نحو 77 ألفًا، أكثر من 70% منهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة، عدا عن تدمير نحو ثلثي المباني السكنية، والبنية التحتية والخدمية، والمنشآت الاقتصادية.