خاص - عيسى محارب العجارمة ابو المنتصربالله - بادئ ذي بدء اود ان انقل من خلال وكالة زاد الاخبارية الاردنية خبر موافقة مبدئية لي انا كاتب هذه السطور من قبل الحزب الوطني الاسلامي ( زمزم سابقا) لترشيحي للانتخابات البرلمانية المقبلة ان شاء الله تعالى ضمن القائمة الوطنية العامة للحزب ، حيث طرحت علي الفكرة من عدة احزاب الا انني فضلت الانخراط في صفوف هذا الحزب الناهض بعون الله تحقيقا للرؤى الملكية السامية بدفع قيادات حزبية جديدة ضمن الكوتا الحزبية الوطنية للاحزاب داخل البرلمان .
وان قدر لي التوفيق وخضت المعمعة الانتخابية عن حزبي الراشد فلا بد ام امهر حملتي الانتخابية بهذا البيان الذي انقله حرفيا عن شيخنا المفضال الغائب الحاضر فضيلة الشيخ علي الحلبي رحمه الله وتغمده بواسع رحمته والذي ارى فيه مواصفات غاية في الرفعة والسمو للنائب الذي نريد ، راجيا من الله العون والتوفيق لخدمة قيادتنا الهاشمية الملهمة وحزبنا العظيم فعلا لا قولا ان صدقت الهمم بعون الله ونكون عند حسن ظن شعبنا الكريم في الوصول لقبة البرلمان لنكون خادما مدنيا لكل منهم راجيا العون والمؤازرة من الجميع وبالله التوفيق يقول فضيلته رحمه ويا لجمال ما قال :-
في كثيرٍ مِن مواسم الانتخابات البرلمانية(مجلس النوّاب)، وفي الكثيرِ مِن البلاد العربية-وغير العربية-، والإسلامية-وغير الإسلامية-: يتكرّر السؤالُ مِن عددٍ ليس بالقليلِ مِن الناس-عامّتِهم، وخاصّتهم-حتى بعضِ طلبة العلم-:
"(هل ننتخبُ؟!)، و: (مَن ننتخبُ؟!)..*
وقبلَ كلّ شيْ؛ ينبغي أن نذكرَ (ضابطَ الجواز والمشروعية) لأصل مسألة "الانتخاب" في (المجالس النيابية)-العصريّة-؛ حيثُ إنّ بعضَ الغُلاة-للأسف الشديد-يحكم بكفر هذه المجالس-والعياذُ بالله-!
وهذا قولٌ باطلٌ-جداً-، لا نَشغَلُ أنفسَنا بردِّه وإفسادِه.
ومِن المعلوم لكلِّ أحد: أنّ المجالسَ النيابية-في أكثر بلاد العرب والمسلمين-هي(أساساً) مجالسُ خدمات-بالدرجة الأولى-، وهذه مصلحةٌ راجحةٌ للمواطنين وأبناء البلد-أجمعين-وفّقهم الله-تعالى-إذا سارت الأُمورُ على الوجه الأكمل-.
وقد قال شيخُنا الشيخ محمد ناصر الدين الألبانيّ-رحمه الله-في"فتاويه"(3/147)-متكلّماً عن بعض أنواعٍ مِن هذه المجالس، وصُورها-:
(هذه وسائلُ محدَثة، وهذه الوسائلُ المحدَثة-ما لم تكن لها علاقةٌ بالتعبُّد-أي: بالزيادة[أو النقص]في الدين-؛ فلا نرى منها مانعاً: لأنّها تكونُ-والحالةُ هذه-مِن المصالح المرسَلة..).
ثم قال:
(..فحينئذٍ؛ لا أرى مانعاً للمشارَكة في هذه الانتخابات-إذا كانت تحقّق مصلحةً شرعيّة-؛ لأنّها ليست مِن التعبُّديّات، وإنّما هي مِن العاديّاتِ، والعاديّاتُ: الأصلُ فيها الإباحةُ-ما لم تُخالِف حُكماً شرعيّاً-).
ثم كانت الخُلاصةُ الجامعة-منه-رحمه الله-في قولِه(3/152):
"ما كان مِن هذه الوسائل يحقّق "مصلحةً شرعيّة،* أو غرَضاً مُباحاً-شرعاً-؛ فنحن نتبنّاه.
أمّا إذا كان يُؤدّي إلى ما هو مخالفٌ للشريعة؛ فنرفضُه رفضاً باتّاً".
قلتُ:
نعم؛ النوّابُ-مِن حيث هُم-في أنفسِهم-! ومِن حيثُ تقديمُهم الخدمات-لغيرِهم-: درَجاتٌ متفاوِتون! فمنهم: مَن لا يهمُّه إلا المنصبُ وشخصُه وجاهُه! ومنهم: مَن لا يهتمّ إلا بحزبه وحرَكتِه! ومنهم: مَن لا يهتمّ إلا بقبيلته وعشيرتِه! ومنهم-وهو الأقلُّ-معَ عظيم الأسَف!-: مَن يهتمُّ بالمصلحةِ العامة للوطن، وهُموم عُمومِ أبناء الوطن-مِن غير أيّةِ تفرِقة، أو تفريق-.
وفي "صحيح مسلم"(2326)عنْ أَنَسٍ-رضي الله عنه-: أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ-صلى الله عليه وسلم-: «يَا أُمَّ فُلَانٍ؛ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ: حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ»...
..هذه هي(أخلاقُ) النائب التي نريدُ -سُلوكاً، وتطبيقاً- ولو جُزءاً منها!-مِن غير تَعالٍ! ولا استعلاء!-!
وبالمقابِل؛ فلْننظر إلى ما تندّر به بعضُ الظُّرفاءِ-ممّا يُعبّرُ عن حالِ شريحةٍ غيرِ قليلةٍ(!)-مِن النوّاب-، قال:
خاطَبَ أحدُ أبناءِ الشعبِ بعضَ الـمُرَشّحين البرلمانيّين-قائلاً-: (إذا أعطيتُك صوتي-الآنَ-؛ ماذا ستعطيني-إذا نجَحتَ-؟)، فقال له المرشَّحُ البرلمانيُّ: (سأُعطيك ظهري!)!!
..واأسَفاه!
وما تقدّم مِن تأصيلٍ-كلُّه-ماشٍ على نحوِ ما قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميّةَ-رحمه الله-في"مجموع الفتاوى"(28/254):
"اجْتِمَاعُ الْقُوَّةِ وَالْأَمَانَةِ فِي النَّاسِ قَلِيلٌ؛ وَلِهَذَا: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-يَقُولُ: (اللَّهُمَّ أَشْكُو إلَيْك جَلَدَ الْفَاجِرِ، وَعَجْزَ الثِّقَةِ).
فَالْوَاجِبُ-فِي كُلِّ وِلَايَةِ-: الْأَصْلَحُ -بِحَسَبِهَا-؛ فَإِذَا تَعَيَّنَ رَجُلَانِ؛ أَحَدُهُمَا: أَعْظَمُ أَمَانَةً، وَالْآخَرُ: أَعْظَمُ قُوَّةً؛ قُدِّمَ أَنْفَعُهُمَا لِتِلْكَ الْوِلَايَةِ، وَأَقَلُّهُمَا ضَرَرًا-فِيهَا-..".
وقال-رحمه الله-في(28/259)-مُوضّحاً أكثرَ-:
"يَجُوزُ تَوْلِيَةُ غَيْرِ الْأَهْلِ- لِلضَّرُورَةِ-إذَا كَانَ أَصْلَحَ الْمَوْجُودِ-، فَيَجِبُ-مَعَ ذَلِكَ-السَّعْيُ فِي إصْلَاحِ الْأَحْوَالِ؛ حتّى يَكْمُلَ فِي النَّاسِ مَا لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ-مِنْ أُمُورِ الْوِلَايَاتِ، وَالْإِمَارَاتِ-وَنَحْوِهَا-".
ثمّ إنّي أقولُ-بعدُ-:
لقد كان جوابي الوحيدُ-منذ نحو عشرينَ سنةً-على ذَيْنِكَ السؤالَينِ المطروحَينِ-ابتداءً- (هل ننتخبُ؟!)، و: (مَن ننتخبُ؟!) -بما يلي:
(نعَم، انتخبوا) ..لِمَا يترتّب على واقع الانتخابات مِن مصلحة عامّة: للبلد، والمواطنين، وبخاصّةٍ أنّ سائرَ الانتخاباتِ انتخاباتٌ لازِمةٌ-قائمةٌ ولا بُدّ-كيفما كان الأمرُ-.
وإذِ الأمرُ كذلك؛ فـ(علينا أن نختارَ مَن إذا كان في "البرلمان"-ما أقولُ: يكونُ خيرُه أكثرَ مِن خيرِ غيرِه!-وإنّما يكونُ شرُّه أقلَّ مِن شرِّ غيرِه)-كما هو نصُّ كلام شيخنا الإمام الألبانيّ-رحمه الله-في"فتاويه"(3/145)-.
قلتُ:
فإذا كان(خيرُه أكثرَ مِن خيرِ غيرِه)-أيضاً-؛ فـ"نورٌ على نور"، وهو-بلا شكّ، ولا ريبَ-الأفضلُ والأجدرُ..
وما ذلك كذلك-كلُّه-؛ إلا لأنّ "مَدَارَ الشَّرِيعَةِ عَلَى قَوْلِهِ-تَعَالَى-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}-الْمُفَسِّرِ لِقَوْلِهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}-، وَعَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ..)..وَعَلَى أَنَّ الْوَاجِبَ تَحْصِيلُ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلُهَا؛ وَتَعْطِيلُ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلُهَا.
فَإِذَا تَعَارَضَتْ:
كَانَ تَحْصِيلُ أَعْظَمِ الْمَصْلَحَتَيْنِ-بِتَفْوِيتِ أَدْنَاهُمَا-، وَدَفْعُ أَعْظَمِ الْمَفْسَدَتَيْنِ-مَعَ احْتِمَالِ أَدْنَاهَا-: هُوَ الْمَشْرُوعَ"-كما في"مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميّة"(28/284)-رحمة الله عليه-.
نعَم؛ (انتخبوا) الأكثرَ نفعاً لكم، ولجميع أبناء الوطن-قاطِبةً-..
(انتخبوا) مَن يسيرُ بحوائجكم، ومَن يمشي بقضاياكم-دون مَن لا ينظرُ إلا إلى محضِ مصالحه الشخصيّة! ويميّزُ(!) على أساس الحزبية، أو العشائريّة-الخاصّة-!
(انتخبوا) الأصلحَ لأنفسِكم، ومجتمَعِكم، وبلدِكم؛ دون أن تَغُــرَّكم بَـهْرَجةُ الشعارات! أو تَجُــرَّكم الأشكالُ والشكليّات! أو تُؤثِّرَ فيكم الدعاياتُ والإعلانات-الاستغلاليّةُ! الاحتكاريّة! -المبنيَّةُ على أساليبَ شتّى(!)مِن الترغيب والترهيب-وما وراءَها!-بكافّة صُورِها-!
..وفّق الله-الجميعَ-لِـما فيه طاعتُه ورِضاه، وحَفِظ الوطنَ، ووليَّ أمرِه، وإيّانا، وإيّاكم: مِن شرّ كلِّ ذي شرّ، وهيّأ لنا-أجمعين-أسبابَ النجاح والنجاة-في الدنيا والآخرة-بمنِّ الله-سبحانه-وكرَمِه-، ودفَع عنّا، وعنكم-جميعاً-البلاءَ، والوباءَ، وكُلَّ داء.
كتبَه
عليّ بن حسن الحلبيّ
عمّان-الأردن
ضُحى يوم الأربعاء
11/ربيع الأول/1442هـ
issamhareb1967@gmail.com