اسرائيل اوهن من « بيت العنكبوت « ليست امنية او حلما او دعوة شيخ وخطيب جامع بل انها استراتيجية حرب، وقرار لما بعد الرد الايراني على الهجوم الاسرائيلي لسفارة دمشق.
ليلة الاختبار. وحقيقة، ادركنا كم ان اسرائيل كيان هش وكيان من ورق. و بقاء اسرائيل هو رهين للوجود الامريكي في الشرق الاوسط. استوقفني حديث لسياسي امريكي عن العلاقة مع اسرائيل.. وقال يفترض بالرئيس الامريكي ان يكون اسرائيليا، وحتما صهيونيا، وقبل ان يكون امريكيا.
و بايدن واوباما وترامب، وجورج بوش الاب والابن، قالوا بصراحة ان الكتاب المقدس يأمر في ذلك.
اسرائيل تبرم صفقة اديولوجية مع امريكا، وهي صفقة مع « الله « ويهوه التوراتي، وانها صفقة ابعد من تعقيدات حسابات الاستراتجية والجيوسياسية في العلاقة بين تل ابيب وواشنطن.
بايدن، وان حاول الهروب من اشباح ترامب في الشرق الاوسط، ولكنه في حرب غزة بدأ، وكأنه يسير على خطى ترامب ووصايا كوشنير، وفي ادارة تبذل اقصى جهدها في السياسة والحرب من اجل اقامة ميثاق ابراهيم والسلام الابراهيمي « التطبيعي « ؟ امريكا هي اسرائيل اولا واخيرا.. ولا داعي لترسيم واقامة خطوط وعوارض فاصلة في العلاقة بين تل ابيب وواشنطن..
الرئيس بايدن عندما قرر الانسحاب من سورية، والاستدارة الاستراتيجة الامريكية نحو شرق اسيا و بحر الصين، فقد جاء الانذار من تل ابيب، وهددوا بحسم مصير بايدن، فلن يكون اكثر من رئيس بجثة هامدة في البيت الابيض.
الوجود الامريكي في سورية والشرق الاوسط حيوي وضروري لاسرائيل. و لربما ان ليلتي 7 اكتوبر وليلة الصواريخ الايرانية كشفا عن السر الايدولوجي والاستراتيجي في العلاقة بين تل ابيب وواشنطن.
كيف كان ممكنا وضع اسرائيل ؟ فما بالكم، اسرائيل من شهور تعيش حالة هلع ورعب من صواريخ الحوثيين وحزب الله، وصواريخ المقاومة في غزة.
عندما ضربت صواريخ ايران اسرائيل، ووصلت الى اهداف عسكرية في تل ابيب والنقب، بدا الى امريكا ودول الغرب لو ان ايران تضرب واشنطن وهوليود، وتكساس، ولندن وقصر بكنغهام، وليست اهدافا عسكرية اسرائيلية. و ليلة الصواريخ الايرانية الغرب وقف خلف اسرائيل بقوة اكثر من 7 اكتوبر، واي وقت مضى.. في منظور العلاقة الاسرائيلية /الامريكية والغربية لا يحتمل تعرض اسرائيل الى اي خطر مهما كان مصدره.
اسرائيل في مأزق وجودي، وتواجه اليوم تحدي البقاء من العدم. من 7 اكتوبر، واسرائيل اوهن من «بيت العنكبوت «، واسرائيل القوية ذهبت هناك ما قبل 7 اكتوبر، وما قبل العري والانكشاف العسكري والاستخباراتي الاسرائيلي،
و ما قبل تكون اسرائيل اصغر واقل من محمية امريكية.. وان اعترض الوزير اليميني المتطرف «بن غفير» على تدخل واشنطن في قرار الحرب والتفاوض والهدنة في مجلس «كابتيل «، وقال : اسرائيل ليست الولاية ال52 الامريكية.
فلولا امريكا لكانت صواريخ ايران قد وصلت الى غرفة نوم نتنياهو، وصراخ الإسرائيليين دب في مقابر و عظام بن غورين وجولدا مائير.. و اسرائيل في ضعفها تمارس جنونا وهستيريا عسكرية بالابادة والقتل والتدمير اشد فتكا من لحظة شعورها بالقوة.