تحمل زيارات جلالة الملك عبد الله الثاني للمحافظات رسائل ومضامين غاية في الأهمية، تحضر بها كافة الملفات والقضايا الجوهرية محليا وإقليما وحتى دوليا، إضافة بطبيعة الحال لحرص جلالته الاستماع من المواطنين عن واقع حالهم منهم مباشرة، بتفاصيل كاملة من إنجازات أو تحديات.
الميدان، والقرب من المواطنين والاستماع منهم أكثر أدوات الإدارة الصحيحة والإيجابية وذات الطابع العملي وملموس النتائج، وطالما أكد جلالة الملك على أهمية العمل الميداني والالتقاء بالمواطنين والاقتراب منهم ليكون المنتج دوما منهم ولهم، وهو ما يحدث في جولات جلالته التي تتضمن جانبا هاما يضاف لكل ما سبق، بأن ينعم جلالته بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في هذه المحافظات ويشرّف شخصيات بتكريم جلالته لهم، وفي ذلك أيضا حالة نموذجية من الحث على الكثير من التميّز والإبداع بعطاء لا محدود للوطن.
بالأمس، جلالة الملك زار مادبا، لتحضر هذه المدينة المميزة بتفاصيل هامة لجهة العيش المشترك والعطاء، وصورة مثالية للتنوع في الأردن، ولجهة سياحية هامة جدا، واقتصادية وزراعية وتنموية، واضعا جلالته رؤى ملكية هامة للمدينة وقطاعات حيوية وهامة بها، مستمعا من أبنائها، لجوانب متعددة تؤشّر لإيجابيات تؤكد أن أهل مادبا أدرى بشعابها، ليكون القادم منهم ولهم.
ومادبا، محافظة من محافظات متعددة زارها جلالة الملك، وجولات جلالته التي تتضمن في مجملها رؤية ملكية عبقرية مبنية على الاستماع للمواطنين، والقرب منهم ومن قضاياهم، من فرحهم وتحدياتهم، تدفع باتجاه تعزيز التلاحم ما بين القيادة والشعب، وتؤكد أن علاقة جلالة الملك بشعبه استثنائية متميزة لا تشبه سوى الأردن والأردنيين وهي سرّ أردني من أسرار تميّزه، وقوّة جبهتنا الداخلية المرتكزة على علاقة استثنائية ما بين القائد والشعب.
طالما انحاز جلالة الملك للمواطنين وقضاياهم، وفي هذه الزيارات رسالة ملكية هامة بانحياز جلالة الملك للمواطن، ولقضاياه ولنبض الشارع، ورؤى المواطن وتطلعاته، بالقرب منه بشكل مباشر، ودون أدنى شك هذا الحرص من جلالة الملك ينعكس على المواطنين وحتى على مسيرة الوطن بثقة كبيرة أن القادم أفضل ويحمل الكثير من الإيجابيات للوطن والوطن، سيما وأن حالة من القلق تشوب الشارع نتيجة للحرب على أهلنا في غزة، تجعل من رسائل جلالته ضرورة في هذه الأثناء.
في زيارات جلالة الملك دلالات كبيرة وهامة، تشكّل للمواطنين أهمية بالغة، ودوافع نحو التنمية والتميّز والعطاء، سيما وأن جلالته يحرص على زيارة مشاريع مقامة وستقام، ولذلك أثر على الواقع التنموي وكذلك الإبداعي، والالتقاء بالمبدعين ورمزية الأماكن التي يلتقي بها جلالته المواطنين، كل ذلك وأكثر تتضمنه زيارات جلالة الملك الهامة.