دوائر صنع القرار الضيقة في الدول تشهد بإستمرار تغييرات، يستبعد فيها أشخاص، ويؤتى بآخرين، وهذه التغييرات تفرضها التطورات والمتغيرات، ومن أجل تلمس طرق إنجاح السياسات وتفادي الأخطار، وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات.
نسمع، من حين الى آخر عن تغييرات لدوائر صنع القرار في هذه الدولة أو تلك، فلا إحتكار للمواقع والمهام، والشعوب ليست بعاقر، وضخ الدماء الجديدة والنظيفة يحمي الدائرة المقررة، ويبعد ما يحاك من كمائن وينصب من مصائد، ويقطع الخيوط ويمنع الإمتدادات من جوانب مختلفة، وإحداث التغييرات في دوائر صنع القرار يحمي القادة، ويمنحهم سلامة النهج، وتنفيذ السياسات التي تخدم شعوبهم، وقبل كل شيء تبعدهم عن دوائر الاستغفال والتغييب والحصار ورفع الجدران.
في الأردن إحتكار دوائر، والدائرة الضيقة، دائرة صنع القرار باتت متجذرة، يصعب تغييرها ونجح من فيها في إغلاقها، وأوصدوا الأبواب في وجوه الجميع، وتحولت من دائرة لصنع القرارات السليمة الى مزرعة إحتكار يمنع الإقتراب منها، أو مجرد التفكير باحداث تغييرات فيها.
في هذه المرحلة، هناك تحديات صعبة، وأخطار مرعبة، وخطط لفرض تطورات شنيعة، تضع الحقوق في مهب الضياع والتصفية، وتهدم المشاريع الوطنية والثوابت المقدسة، وبالتالي، الإقدام على تغيير كلي أو جزئي، أو على الأقل إضافة لشخوص جدد، ضرورة ملحة، تفرضها طبيعة الأحداث وإتجاهاتها.
في الساحات القريبة، نشهد تغييرات في مواقع رفيعة، في لحظات مفصلية.. فرض أحداث هذه التغييرات، وهذا شأن طبيعي، وخطوة جيدة، تشهدها الدول ودوائر صنع القرار، الباحثة عن النجاحات ودرء الأخطار.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تشهد الساحة الأردنية مثل هذه الخطوات والتغييرات في دائرة صنع القرار الضيقة ، وفي الكثير من دوائرها وملحقاتها المتفرعة عن الدائرة المركزية؟!
وللتذكير في هذا المقام، إن اعلى وارفع المناصب في الدول الناجحة والمتقدمة فإن المسؤول لا يبقى لاصقا في كرسيه طوال عمره ومسيطرا عليه مدى حياته.
حمى الله الأردن أرضا وملكا وشعبا من كل مكروه وأدام الله عليها نعمة الأمن والإستقرار وأن يظل الأردن أرض الشموخ المكلل بغار الكبرياء و الإباء أمد الدهر .
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي