مرحلة سياسية هامة واستثنائية تبدأها المملكة، بأمر جلالة الملك عبدالله الثاني، امس إجراء الانتخابات لمجلس النواب وفق أحكام القانون، حيث تجري الانتخابات بصيغة جديدة وفقا لرؤية التحديث السياسي التي أطّرت الحياة السياسية بتشريعات جديدة انتخابيا وحزبيا.
بأمر جلالة الملك اجراء الانتخابات النيابية، توضع قاطرة الماراثون الانتخابي على مسارها ليمضي الأردن البلد الذي يصرّ على النهج الديمقراطي بزمن التوَت به الأعناق بحثا عن الاستقرار، منطلقا لإجراء الانتخابات بعزيمة أردنية فريدة، منتزعا حضورا مختلفا، انتخابيا وديمقراطيا وسياسيا.
يتجه الأردن لتجربة استثنائية في ظروف استثنائية لإجراء الانتخابات، ففيما يعيش العالم اضطرابات بدأت ولم تنته، وظروفا صعبة إن لم تكن الأصعب منذ سنين، يمضي الأردن في طريق التحديث والإصلاح السياسي بإجراء انتخابات ستكون الأولى بقانون الانتخاب الجديد، الذي سيفرز شكلا مختلفا لمجلس النواب تحديدا فيما يخص المرأة والشباب، والأحزاب، بشكل سيفرز صيغا نموذجية للمجلس نيابي مختلف بتفاصيل انتخابية كثيرة.
اليوم بعد أمر جلالة الملك إجراء الانتخابات، وبعد قرار مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب تنفيذا للإرادة الملكية السامية بإجراء الانتخابات النيابية، أن يكون العاشر من أيلول المقبل موعدا ليوم الاقتراع لانتخابات مجلس النواب العشرين، تتجه بوصلة المشهد المحلي نحو العبدلي ومن سيكون نواب المجلس القادم، باستعدادات شعبية الى جانب الرسمية والحزبية، فهو الحدث الذي يؤكد أن الأردن قوي وقادر على الاستمرار في مسيرته التنموية والإصلاحية، والتحديث دون توقف وفي ظل كافة الظروف، فهو درب تمضي به الخطى بتوجيهات ملكية ومتابعة من جلالته دون توقف أو حتى اتكاء على الانتظار أو التأجيل، هو وطن وتستمر المسيرة.
الانتخابات النيابية الحدث الأهم ليس فقط في بعده الانتخابي، إنما أيضا في بعده الاجتماعي والسياسي، ففي إجرائه تأكيد على قوّة الأردن، هذا البلد العظيم الذي يمضي في إنجازاته بقوة وفي ظل أمن واستقرار يجعله متقدّما على غيره في الكثير من تفاصيل الحياة تحديدا التطويرية منها والإصلاحية، يمضي محققا إنجازات لا تتوقف، لا يتأثر بظروف إقليمه و»قدره» الجغرافي، بل على العكس تشكّل دافعا للمزيد من العمل والانجاز وإن كان في أغلب الأحيان ينتزع انتزاعا.
في إجراء الانتخابات النيابية للمجلس النيابي العشرين مرحلة جديدة في الحياة السياسية الأردنية، وكذلك في وقت استثنائي نظرا لما تشهده المنطقة من أزمات متتالية، أساسها الحرب على أهلنا في غزة وأثرها على حال المنطقة والأردن بطبيعة الحال، لتكون انتخابات هامة بحجم واقع المرحلة، يلازمها ضرورة بأن تكون ناجحة بمشاركة في الانتخابات بنسب الاقبال على صناديق الاقتراع، حتى نصل لمجلس نيابي «20»، مختلف ويليق بتجربة الوطن التحديثية.