من عاشوا فترة أحداث عام 1989 بكل تداعياتها الاقتصادية والسياسية بعدما قرر الحسين رحمه الله ان يذهب للحل السياسي والانفتاح وإلغاء الأحكام العرفية والانتخابات النيابية المختلفة، كان البعض يتخوف من التحول، لكن مما تم نقله عن الحسين رحمه الله انها فرصة لتخرج المرحلة كل ما في داخل المجتمع او كما يقال "خلي المغرفة تطلع اللي في القدر"، وهي فرصة بين مرحلة واخرى ان تقرأ الدولة التغيرات في داخل المجتمع او تتذكر وجود عيوب اعتقدت انها غابت.
المراحل ليست متشابهة لكن كل مرحلة غير عادية تأتي بعد سنوات من مرحلة غير عادية تكون فرصة لإعادة قراءة الداخل الأردني، لأن المراحل العادية يستطيع البعض من قوى اجتماعية وسياسية او أفراد تقديم نفسه بصورة غير حقيقية، او تؤدي الرتابة إلى ترهل بعض مفاصل الدولة، او يطفو على سطح الدولة من يحصلون على ثقة الدولة لكنهم عند الاختبار إما يظهر ضعف قدراتهم او ضعف ارتباطهم بالدولة وان المواقع هي مكاسب لاعلاقة لها بإيمانهم بالأردن.
مرحلة الحرب على غزة مهمة لها جانب متعلق بالعدوان الاسرائيلي وتدميره كل شيء والقتل والتشريد، وهي قضية يقف كل الأردنيين رافضين لها منددين بالعدوان وساعين لتقديم يد العون لأهل غزة سياسيا وانسانيا ودبلوماسيا.
لكن الشق الآخر يتعلق بالتفاعلات الداخلية في الاردن، وهذه التفاعلات نوعان الأول وهو الغالب تفاعل صادق متضامن مع أهل غزة يرفع صوته مساندا لشعب غزة في مواجهة العدوان، وهذا هو الموقف الصادق للأردن رسميا وشعبيا.
وهناك محاولات من القلة لأخذ الامور لمصالح تنظيمات في الداخل والخارج، واستغلال صدق أغلبية الناس ومساندتهم لأهل غزة، او محاولات لفرض مسارات او افكار لم تكن تجد فرصة للقبول لكن المراحل غير العادية فرصة لإعادة انتاج تلك المسارات والمشاريع غير المقبولة بأسماء حركية او تحت غطاء وطني او عروبي مع الاحتفاظ بجوهرها البعيد عن العروبة والوطنية.
مرحلة العدوان على غزة التي ما تزال مستمرة أظهرت ذلك الاعتدال الكاذب لدى بعض القوى السياسية والاجتماعية، وكشفت عن ود المزعوم داخلنا وحولنا والذي أخفى وراءه عداءً عميقا بل وتآمرا على هذا البلد، وأظهرت لمن لم يكن يصدق ان مشكلة الأردن والأردنيين مع البعض ليست في مواقف الأردن بل في حقد كان يحتاج موسما سياسيا ليخرج، فما تفعله دول اخرى يتم اغلاق العيون عنه بينما يتم البحث عن افتراءات يتم تسويقها ضد الأردن واهله وقيادته.