كثيرة هي المواقف التي نفهمها خطأ أو يفهمك فيها الكثيرون خطأ.. والمشكلة حينما نبني مواقف ونتخذ قرارات على ذلك الفهم..
سأروي لكم حكاية قصيرة؛ ليس للتسلية فقط؛ ولا للإضحاك أيضًا؛ ولكن ليعقوب الذي في نفسه دائما حاجة لا تنقضي:-
قبل رمضان الفائت كان «أبوي» في «المدينة الطبيّة» بحالة صحيّة فوق المتوسطة وتحت السيئة بقليل.. وأبوي من أرتب الأشخاص الذين قد يمرون عليك من ناحية النظافة والأناقة.. كان ينام ويصحو على سريره في المستشفى بين الحقيقة والوهم.. في تلك اللحظة جاءه أخي الأصغر «هشام» وقال له: يلّا عشان يصوروك.. رفض أبوي بشدة التصوير.. وعصّب على هشام الذي كان يحاول إقناعه أن التصوير ضروري جدًا.. ولكن أبوي مصرٌّ على موقفه .. اتصل بي هشام وأخبرني.. فاتصلتُ بأبوي الذي جدّد رفضه للتصوير.. فألححتُ عليه بقول السبب.. فقال لي: مش جاهز؛ امعيني وسخة.. وكلمة امعيني تعني ملابسي وهناك من يقول أواعي.. فضحكتُ وقلتُ له: وما دخل وساخة الملابس بتصوير صدرك صورة طبية ضرورية؟! فتفاجأ وقال لي: هم ودهم يصوروا صدري.. أنا فكرت ودهم يعملوا معي مقابلة أو يصوروا بمسلسل واختاروني.. ضحكنا كثيرًا.. وتصوّر أبوي وهو راغب بالصورة بشدّة.. بعد أن تم إزالة الفهم الخاطئ.
لو استخدم هشام الألفاظ المناسبة لما حدثت تلك الحكاية.. لو قال له: ودهم يصوروا صدرك عشان الدكتور يشوف الصورة.. لما حدث الفهم الخاطئ.. ما أجمل الوضوح خصوصًا أن الكلمات مجانية وليس عليها ضرائب ..!