أمس أمضيت يومي على التلفاز.. لا يوجد شيء سوى احاديث محمد حسنين وتصريحات (ضاحي خلفان) قائد شرطة دبي.
الفارق بين محمد حسنين هيكل وضاحي خلفان ان الاخير يقدم التفاصيل مدعوما بوثائق وافلام.. فهو يشرح كيف دخل (كيفن) قائد العملية الى دبي.. وكيف تمت مراقبة (المبحوح)... ومتى تم الاغتيال بالمقابل (محمد حسنين)... يمضي.. الوقت وهو يخلع النظارة ثم يعاود ارتداءها وقد احصيت البارحة عدد المرات التي خلع فيها النظارة ثم اعاد ارتداءها وبلغت (36) مرة.
(ضاحي) مختلف.. فصوته يظهر على الفيديو... وهو يشرح دخول الجناه ويعرض صور (جوازات السفر)... ولا مجال للشك بكلامه او دحض الرواية فكل شيء مسجل وموثق... والاهم انه لا يبدأ كلامه بالقول:ك « عاوز أئول حاجة مهمة أوي».
لنتفق أن (ضاحي) اصبح نجما عالميا.. لسبب واحد انها المرة الاولى في العالم التي يتم فك رموز قضية بهذه السرعة وهذا الاحتراف وبالتوثيق.. والرجل محترف في عمله الى الحد الذي احرج فيها دولا اوروبية عريقة.
بالمقابل فالحج (محمد)... للان لا تستطيع ان تثق بكلامه او رواياته الى درجة التصديق.
أمضيت نهاري امس بين محمد وضاحي.. وأقسم ان (ضاحي) أعجبني اكثر.. هو لا يملك مؤلفات ولكنه يملك حجة تجعل بريطانيا تشعر بالعار.. وضاحي ايضا وإن كان شغوفاً في سباقات (الهجن) والبعارين.. ولكنه كان أسرع من أكثر السيارات حداثة في فضح الجناة وتعرية (الموساد) والاهم من كل ذلك.. ان ضاحي متواضع وزاهد فهو لا يقول:«أنا أئلت للريّس ما يصحش كده يا ريّس».. هو يقول فقط ما يؤمن به.. وأكد انه لا يستبعد تورط (الموسادْ).
للعلم حديث واحد (لضاحي خلفان) على قناة دبي.. أثّر في الوضع العربي والدولي أكثر من كل مقالات وأحاديث هيكل منذ أن عمل في الصحافة.
أنا لا أقدم مقارنة بين الرجلين لاني لا أريد أن أظلم (ضاحي خلفان) ولكني أقدم نظرية مفادها أن الحقائق حين تعرض على الشاشات تكون أكثر اقناعاً من (حك الخشم) وارتداء (النظارات).
«ضاحي.. عاوز أوئلك حاجة مهمة أوي أوي أوي.. دنا بحبك يا راجل».
hadimajali@hotmail.com