زاد الاردن الاخباري -
قال الممثل السوري سامر إسماعيل إنه ليس هناك أي موضوع لا ينبغي الحديث عنه في الدراما، بما في ذلك التابوهات، طبعاً مع حرص صناع الأعمال على معالجة القضايا وأسلوب الخطاب، وأن يكون لديهم مسؤولية تجاه الحساسيات، وأن يقدموا موضوعاتهم بطريقة تراعي تلك الحساسية.
وعن الانتقادات التي وجهت لمسلسل "ولاد بديعة" في تناوله لبعض تلك الحساسيات الدينية والاجتماعية، أوضح سامر في حواره مع برنامج المختار أن المُرائين الدينيين والمجتمع المنحل أخلاقيًّا كانوا طرفاً من المعادلة، وفي مقابله طرف آخر لديهم انتماء ديني حقيقي، وسويين على المستوى الاجتماعي، وأنه بين المزيفين والحقيقيين دار العمل ككل، وتم تصوير أماكن العبادة بأنها تقبل كل الناس المؤمنين والخطائين وهذا هو الواقع.
ووصف إسماعيل "أولاد بديعة" بأنه مشروع مرهق لأنهم بدؤوه متأخرين، إلى جانب التأخر بكتابة الحلقات ما جعل ظرفه الإنتاجي صعب جدًّا، حتى أن التصوير استمر حتى أواخر أيام شهر رمضان، لافتاً إلى أنه مع ذلك كان سعيداً جدًّا بمجموعة النجوم المشاركين.
ولفت سامر أنه بعد انتهائه من تصوير دور البطولة في المسلسل التركي "الدخيل" الذي استمر لسنة وشهر، وضع في ذهنه الراحة، إلا أن مقولة العمل وشراكاته الإبداعية ضمنه دفعته للتخلي عن راحته والبدء بالتصوير، حتى أنه يطلب من الكاتبين والمخرجة بأن يقتلوا شخصيته في الحلقة العاشرة، أو أن يخففوا عدد مشاهده.
"شاهين
وعن شخصيته "شاهين" قال "إنه ابن الحياة بلحظة قد ينقلب على المبادئ التي يلتزم بها، وأكثر ما أثار اهتمامي هو تقديم الناس الذين يوصفون بمجهولي النسب، وبحثهم الدؤوب عن الاحترام والتقدير الإنساني، وهذا حقهم، فليس لهم يد بكيف ولدوا، وأين ومن هم أهلهم؟ كان ذلك مفتاحي للتعامل مع تجسيد هذه الشخصية، إضافة إلى علاقتها مع الأب والأخ والحياة والأهداف.
وأضاف: "صور العمل مجهولي النسب على أنهم بشر طبيعيين، عندهم سلوكيات سيئة وأخرى جيدة، وجوهر القصة تتمحور حول علاقة الأخوة، والإخلاص والحب بينهم، مبيناً أن هذا الجانب الإنساني والعاطفة الإنسانية بين الأخوة الذين لديهم سيل من المشاكل هو سبب نجاح العمل، بالإضافة لوجود عدد كبير من النجوم".
"لا يعنيني الكم"
وعن المفاضلة وآلية اختياره لأدواره قال: "لا يعنيني كم الأعمال ومقدار الظهور، وإنما أن يكون ما أقدمه يشبهني، والحياة سهلت لي ذلك بطريقة جميلة ومريحة، فبعد "عمر" مع المخرج حاتم علي، ثم الولادة من الخاصرة، وكسر عضم، مع رشا شربتجي، إلى جانب العديد من الأعمال في السينما والمسرح وورشات العمل لم يكن لدي وقت كبير بين مشروع وآخر، لكن القصة ليس لها علاقة بالدور، وإنما بما يضيفه لي، ليس على صعيد الظهور وإنما الأثر، والمتعة والاستفادة، وأن يكون شركائي فنانين مهمين.
الدراما التركية
وأوضح الفنان السوري أن ما يهمه كثيراً هو المشاركة في مشاريع وأنواع فنية مختلفة ومن جنسيات عديدة، بما في ذلك من سفر ومقابلة ناس ومشاركة عدد كبير من الفنانين والفنيين حياتهم لأشهر كاملة، كل ذلك غنىً يكسبه إياه العمل بالتمثيل، والتجربة الإنسانية هي من يعطي هذا الغنى، وهو من يزيد خبرة الممثل ويعطي قيمة حقيقية لحياته.
وقال سامر، إن ذلك تحقق له في الدراما التركية، وأفلام عربية من مثل "يوم أضاءت ظلي" لسؤدد كنعان الذي شارك في فينيسيا ونال جائزة، وأيضاً فيلم "المختارون" مع علي مصطفى الذي صور في رومانيا، وبعد ظهوره على غلاف مجلة "سكرينز داي" تواصلت معه شركة أمريكية بعد قراءتها المقال الذي كتب عنه، فضلاً عن صفحته على منصة IMDB العالمية التي تقدم ما يشبه سيرة الممثلين بطريقة احترافية، والتي أتاحت له العديد من الفرص.
وقال إسماعيل، إن محبة الجمهور تحمله مسؤولية كبيرة؛ ولذا يحاول قدر الإمكان العمل على شيء يرضي ضميره أولاً، ويكون مفيداً وممتعاً للمشاهدين وغير مكرر، لافتاً إلى أن تجربته المتواضعة جعلته يدرك أن الجمهور لديه درجة كافية من الوعي ليميز بين الجيد والرديء، وكل من يحترم عقولهم وفيه حد أدنى من الأمانة، يحبه الناس ويقدموا له مشاعر المحبة.
العائلة والطفولة
وعن زوجته قال الفنان السوري: "زوجتي مايا شريكتي في كل نجاح أحققه، فإن لم يكن بيتك مريح وفيه تفهُّم ومشاركة إبداعية حقيقية لن تستطيع تحقيق النجاح المطلوب، فضلاً عن أن رأيها صادق وصريح وأحياناً يكون حادًّا، وتشاركني في قراءة النصوص وتساعدني في الاختيار الصائب".
وبالحديث عن طفولته أوضح: "في طفولتي لم أكن مسالمًا جدًّا، على العكس أهلي كادوا يخجلون بي؛ لأنني لم أكن مريحاً لهم نهائيًّا، إذ إن صحبتي مع الدراسة ليست جيدة، وبكالوريتي الصناعية لم أنلها بسهولة، وكان تصنيفي "الفاشل" دائماً، ولم تتعدل الصورة حتى عرفت ما أحب، وهو التمثيل، وناضلت حتى دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية بعد تقديمي عليه للمرة الثالثة، وكنت في ذلك مثل والدي متمرداً على كل شيء وعاشقاً للحياة.