مهم جدا أن نذكر لهذه الحكومة ولرئيسها الدكتور بشر الخصاونة إنجاز الانتخابات النيابية السابقة، وهي تسير الان بالبلاد نحو الانتخابات التي ستجري في الشهرالتاسع من العام الحالي، وهي أيضا انجزت العديد من الاصلاحات بالرغم من رجمها بكل سهام التعطيل لافشالها، ونذكر لها أنها قادت البلاد في مرحلة صعبة وحساسة على كافة الصعد، من إدارة ملف وباء كورونا القاتل الى ما يجري الان من عدوان وحرب إبادة على غزة وعلى الشعب الفلسطيني من قبل النازية الصهيونية، كما عمل الدكتور بشر الخصاونة وقلة من وزراء حكومته ومستشاريه على ترميم الملفات السياسية الداخلية والاقتصادية والاجتماعية ،حيث جاءت حكومة الخصاونة على أنقاض ما خلفته بعض الحكومات السابقة، وخاصة حكومتي الدكتورالملقي والدكتورالرزاز من فراغ بالعديد من الملفات لانها إتبعت سياسة التغول على جيب المواطن وترحيل الملفات لا حلها ما زاد فقدان الشعب الثقة بمؤسسات الدولة برمتها.
اليوم والبلاد تدخل الى مرحلة جديدة بشكل هاديء نحوالاستعداد للانتخابات النيابية التي تقرر أن تجري في الشهرالتاسع من العام الحالي،( مع العلم ان الحكومة ستقدم استقالتها قبل الانتخابات) فإن هذا الهدوء لا يعني أن البلد بخير.. إذ يكفي المواطن ما ينوء تحته من أعباء اقتصادية ومعيشية واجتماعية تعجز الجبال عن تحملها، كيف لا وقد تأكلت القيمة الشرائية لرواتب الموظفين نتيجة إرتفاع الاسعاربشكل جنوني دون تدخل الوزارات المعنية ، إضافة الى إرتهان غالبية الرواتب للبنوك التي تغولت على المقترضين القدماء والجدد من خلال رفع أسعار الفائدة خلال الاعوام الماضية " فترة كورونا وما بعدها" من دون تدخل وزارة المالية اوالبنك المركزي لمنع هذا التغول فأدى ذلك كله الى شل البقية الباقية من القدرة الشرائية للمواطن .
قال أحد الفلاسفة قديما " إن الخطيئةَ الكبرى هي خطيئةُ الإمعان في تَكرارِالخِيارات الخاطئة التي تؤجلُ مواجهة الحقيقة ونتائجِها ولا تُلغيها، وعلى هذه القاعدة فأن المتابع لحالنا وأحوالنا يرى أن صناع القرارات في مؤسساتنا الرسمية يمعنون في كل يوم بإتجاه الخيارات الخاطئة ، ما لا يعطي الوطن والمواطن الفرصة للاصلاح والخروج من ازمات الملفات المتراكمة ومن ثم التقاط الانفاس قبل طلوع الروح،وهذا يعود بإعتقادي لتعيين بعض القيادات من خلال طبق المحاصصة أوالمصالح أوالجهوية أوحتى الشللية أوتنفيذا لرغبات قد تكون خارج إرادة رئيس الحكومة كالضغط من خلال المكاتب المتعددة التي تتدخل بالتعيينات ..!.
إن ما يتمناه المواطن الاردني من الانتخابات القادمة أن تكون الانتخابات ليس كما قبلها، حيث أن الإنطباع الذي تكوّن وموجود عند الناس لغاية الان ومن خلال التجارب الانتخابية وافرازاتها ان المقاعد النيابة تركب لهذا الشخص أوذاك بما أنتج نوابا هزليين ضعفاء، ولم يحدث دخولهم أي أثرتحت القبة بما ينعكس ايجابا على وضع المواطن وحياته ، ومن يتابع المشهد السياسي الان للاحزاب العقائدية التقليدية التي تملك برامج يمكن تنفيذها على أرض الواقع أوالاحزاب المستحدثة لاشخاص لم يعرفوا العمل الحزبي بل كان غالبيتهم من اشد اعداء العمل الحزبي "قبل أن يأتي اليهم ضوء اخضرمن مكان ما"..!، نلاحظ حالة من الارتباك في طرح نخبة من المرشحين القادرين على إقناع الناخب بالتصويت لهم أو لحزبهم ، وهذا قد يفشل التجربة التي نريد منها افراز مجلس نيابي قوي متمكن من اداواته .
اليوم ونحن نسمع عن اختيار العائلة الفلانية لهذا الشخص ليكون مرشحا لاجماع العائلة .. وهناك نسمع عن أن هذا الشخص مطلوب من مؤسسات الدولة ليكون مرشحها .. اوأن فلان يملك من المال ما يجعله قادرا على الانفاق على حملته الانتخابية .. أو أن علان وظف وجوده في البرلمان الحالي من أجل الحصول على دعم مالي من مؤسسات الدولة لمجموعة من الاشخاص اوإعفاءات طبية ، او قام بتوزيع شنط مدرسية مع بداية العام الدراسي خاصة انه كان قد حصل على عطاء من هذه الجهة الحكومية أوتلك، وغيرها من ممارسات تمت ،وهي أبعد ما تكون عن العمل النيابي الرقابي والتشريعي نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من تكرار التجارب الماضية، والتي أثرت على البلاد والعباد ووسعت من هامش انعدام الثقة المتصاعد بين المواطن ومؤسسات الدولة ,
إن ما يحتاجه الاردن اليوم نخبة أردنية قادرة على التعاطي مع التحديات التي تواجه البلاد من حيث كميتها ونوعيتها ، ونحتاج الى الاحزاب التقليدية لكن مع تطوير خطابها وبرامجها وآليات عملها، كما أن الاردن يحتاج الى احزاب جديدة تستطيع ان تبتعد عن فكرة الشخص المؤسس وارتباطها به ، بحيث لا ينفرط عقدها بعد الانتخابات كما حصل بتركيبات الاحزاب في مطلع التسعينيات من القرن الماضي .
الاردن الان أحوج ما يكون الى قيادات فاعلة تبدأ من المجلس النيابي وحتى تعيين الحكومات والوزراء الذين كل ما انجزوه في فترة عملهم وما زال بعضهم هي الحروب الدينكوشيتيه التي عنوانها الصراع مع الرياح بسيوف خشبية، ما إنعكس سلبا على الوطن برمته،... فهل من يسمع ..؟... يتبع