زاد الاردن الاخباري -
كشفت رئيسة جمعية الغذاء والتغذية الأردنية المهندسة فاديا عيد عن وجود عدة أسباب مهمة لارتفاع معدلات السمنة في الأردن أهمها غياب السياسات التي تدفع باتجاه تناول الطعام الصحي.
وبينت أن السياسات في الأردن لا تدفع باتجاه تشجيع تناول الطعام الصحي، بل على العكس تماما تشجع على تناول الطعام غير الصحي، مشيرة إلى أن الجمعية حاولت أكثر من مرة التواصل مع جهات مختصة عديدة لوضع سياسات لضبط الموضوع لكن دون جدوى.
وأشارت عيد إلى وجود الغش التجاري في بعض المواد الغذائية، فعلى سبيل المثال الخبز الأسمر يضاف إليه صبغات معينة مما يفقده فائدته، وبالتالي فإنه لا يختلف عن الأبيض، ويتم بيعه على أنه خبز أسمر اصلي، إلا أنه ليس كذلك، حيث كانت محاولات ونداءات لضبط هذه المخابز التي تغش لكن لم يتم ذلك، لافتا إلى أن الخبز الأبيض هو أحد مسببات السمنة لدينا ولا بد من وجود سياسات لتقليل السكر فيه.
واعتبرت أن تناول المشروبات السكرية، لها دور كبير بانتشار السمنة في المملكة، حيث أن المواد المضافة إليها كبيرة جدا، ومنوهة إلى أنه في دول عديدة العصير الطبيعي أقل تكلفة من الصناعي، وهذا ما يفترض أن تقوم به الجهات المعنية لدينا لتشجيع الناس على شرب العصائر الطبيعية وتقليل الضرر من المصنعة التي تعتبر أحد مسببات السمنة.
وأوضحت أن تناول الأجبان بكثرة يسبب السمنة، سيما المغشوشة التي تحتوي على دهون مهدرجة والتي تغير تركيبة الهرمونات في الجسم، مؤكدة أنه لا يوجد فحص دوري على الأجبان لدينا إلا إذا كان هناك شكوى معينة، وبالتالي فإنه لا توجد رقابة على المصانع، مما يجعلهم يضيفون المواد التي يرغبون بها حتى لو كانت مهدرجة.
أما بالنسبة لتطبيقات توصيل الطعام الجديدة، فوفق عيد هي أحد أهم أسباب انتشار السمنة بالمجتمع، حيث أصبح الشخص يستطيع الحصول على الطعام وأغلبه وجبات سريعة بأي وقت وبطريقة سهلة، ناهيك عن الإعلانات والدعايات للمطاعم التي يقوم بها مشاهير مواقع التواصل، التي تشجع على تناول الطعام وطلبها لتجربتها وتذوقها حتى لو كان الشخص تناول طعامه.
وأشارت عيد إلى تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2022، والذي ناقش الأسباب البيئية المؤدية للسمنة في المجتمعات، إذ تم مناقشتها بشكل موسع ومعمق، والتي لا يتم أخذها بعين الاعتبار عادة، إلا أنه لها الدور الأكبر بانتشار السمنة بشكل أكبر.
واعتبرت أن السياسات بالمملكة تقوم على فرض الضرائب على الطعام الصحي أضعاف الطعام غير الصحي، ولا يوجد مبرر لذلك إطلاقا، ومن المفترض أن يحدث العكس، متساءلة لماذا عند شراء الشخص لخبز النخالة مثلا يدفع أضعاف سعر الخبز العادي، فيما يجب أن يكون هناك تشجيعا لتناول الطعام الصحي؟
ونبهت إلى وجود شروط تعجيزية للأشخاص الذين يرغبون بفتح عيادات تغذية بالمملكة، مع ان لها الدور الكبير في توعية الأشخاص تجاه الأطعمة الصحية والمحافظة على الصحة، مؤكدة أن أشخاصا كثر ليس لديهم الثقافة حول ما يجب أن يتناولوه أو الابتعاد عن الأطعمة الضارة.
وفيما يتعلق بالأطفال، بينت أن هناك ارتفاعا بالسمنة لديهم، نظرا للسلوكيات الخاطئة من أهاليهم، حيث يتم وضع الساندويش والعصير والشوكولاتة والشيبس في علبة حفظ الطعام الخاصة بهم قبل الذهاب لمدارسهم، بالإضافة لإعطائهم مصروفا ليشتروا به أيضا أشياء ضارة لصحتهم.