الطريق ما بين الاردن وحماس. من الناحية الواقعية سياسيا، ثمة مصلحة اردنية لترك الباب مفتوحا لبناء تفاهمات وتنسيق وخطوط اتصال مع حماس.
حماس قوة سياسية صلبة ومتماسكة، وتمسك في ايديها اوراق القضية الفلسطينية.
وبعيدا عن اوهام أوسلو وحل الدولتين، وخيار التطبيع، وخيارات السلام القديم والجديد فلسطينيا واقليميا. خيار حماس ورقة اردنية، لماذا لا ؟!
وطنيا ما يؤرق الاردنيين اليوم هو سيناريوهات امريكية واسرائيلية تدفع باتجاه خيار حل وتسوية القضية الفلسطينية على حساب الاردن.
امريكا واسرائيل تلعبان القط والفأر في حرب غزة والقضية الفلسطينية.
و لا اظن ان سياسي اردني عاقل قد يثق بالامريكي او الاسرائيلي. نعم، قد يُجامل الامريكي من جانب دبلوماسي وسياسي بحت. و لكن، من العبث ان نضع بيضات الاردن في قبان السياسة الامريكية، وخصوصا في ظل توابع وتداعيات حرب غزة. الاردن قادر ان يناور سياسيا في ملف احياء واعادة ترتيب العلاقة حماس.
و في تاريخ العلاقة الاردنية مع حماس، الصفحة ناصعة وبيضاء. وعلى خلاف فصائل فلسطينية اخرى، وحماس ليست الاخوان المسلمين. و فكت حماس ارتباطها مع التنظيم الاخواني.
ضحكت، وانا اتابع نوابا من اخوان الاردن يبيعون ولاء لحماس من تحت مظلات التنظيم الاخواني.
اكثر ما في وسع قيادة حماس، ان لا تصد من يبادلها موقفا تضامنيا، وان كان مشطورا ومجروحا.
وفي العلاقة الاردنية / الحمساوية، وفي دعوة الحركة وفتح طريق الى الاردن.
فمن الضروري الانتباه، ان حماس في تاريخها لا تريد بناء تنظيم في الاردن. و حماس ورقة فلسطينية في يد الاردن لفرملة زعزعة واضعاف الموقف الاردني.
في منظور الصراع الفلسطيني / الاسرائيلي، وما بعد حرب غزة، لا اظن ان المشروع الاسرائيلي سوف يقف هناك على شواطئ غزة. و قد آن الاوان، ومن بداية حرب غزة ان نقول كلمة اخرى في العلاقة الاردنية مع حماس.