زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية في هذا التوقيت الهام، والذي يشكّل الأكثر حساسية ودقة منذ سنين، تحمل من الأهمية الكثير، وتعدّ الحدث الأهم خلال المرحلة الحالية حيث تعيش المنطقة والعالم واقعا خطيرا يحتاج حسما عمليا وعقلانيا، ورؤى ثرية كما هي رؤية جلالة الملك وحنكته.
الزيارة الهامة التي جاءت في إطار جهود الملك الكبيرة التي يبذلها جلالته لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفح وبقية المدن الفلسطينية، بناء على أسس واضحة وعملية، مبنية على الشرعية الدولية، والعدالة التي تقود لسلام حقيقي وشامل وعادل، لتكون زيارة تحمل الكثير للصالح الفلسطيني ونيل حقوقهم الشرعية، والوصول لصيغة سلام حقيقية، وهو ما ركزت عليه مباحثات جلالته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وصولا لوقف الحرب على غزة، والهجوم على مدينة رفح.
زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن، والمباحثات التي أجراها جلالته مع الرئيس الأميركي جو بادين، وضعت الإدارة الأمريكية بصورة الحقائق كاملة، بكل وضوح وبلغة حاسمة وعملية، بعيدة عن أي ضبابية أو حتى إخفاء للحقائق، فما تشهده غزة ورفح والضفة الغربية، مجازر يرتكبها الاحتلال يجب ايقافها وحتما للولايات المتحدة الأمريكية دور هام وقوي بهذا الأمر إن لم يكن دورا أساسيا.
جلالة الملك والذي لقيت زيارته للولايات المتحدة اهتماما عربيا وعالميا وأمريكيا كبيرا، دعا الرئيس الأمريكي «للضغط على الإسرائيليين لوقف الهجوم على رفح ، والتي يسكنها ما يزيد على 1.4 مليون فلسطيني، محذرا جلالته من خطورة حدوث مجزرة جديدة تضاف إلى المجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين»، والسعي بشكل حثيث وعملي لوقف إطلاق النار في غزة، مع التأكيد من جلالته على ضرورة توحيد الجهود لكل هذه الخطوات التي من شأنها وقف حرب تصل أضرارها للعالم بأسره.
هي زيارة بحجم حساسية المرحلة، والحاجة الماسة لإيجاد سبل عملية لوقف إطلاق النار على غزة، واتخاذ قرارات دولية في مصلحة الشعب الفلسطيني الذي يعيش مواجها لآلات الحرب الإسرائيلية، دافعا ثمنا باهظا لحريته ولعدالة قضيته، ولتحقيق السلام، لتكون الصورة أكثر وضوحا وحسما بضرورة توحيد الجهود من أجل إيجاد آلية ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لوقف الحرب على غزة ورفح، ووقف قتل المدنيين والأبرياء، ودعوة المجتمع الدولي لإقرار ما فيه مصلحة الفلسطينيين، حتى لا يجد العالم نفسه أمام كرة ثلج تكبر بمرور الأيام لتصل حدّا لن يقوى أحد على السيطرة على كوارثها.
في واشنطن، وضع جلالة الملك الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية بواقع الحال في غزة ورفح والضفة الغربية، وأن الهجوم على رفح يشكل مجزرة جديدة، كما تناول جلالته نتائج ما تشهده غزة ورفح على المنطقة والعالم، وحتما سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع بالإقليم، كما شدد جلالته على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للأهل في غزة باستمرار في ظل الحاجة الملحة لها، لتكون كافة التفاصيل كما هي بوضوح كبير على طاولة الإدارة الأمريكية.
وفي الزيارة والمباحثات التي أجراها جلالته مع الرئيس الأمريكي شكر الرئيس الأمريكي، جلالة الملك على دور الأردن القيادي في جهود تقديم المساعدات لغزة، وجهود الأردن في العمل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، فهو الدور الأردني بقيادة جلالة الملك الذي بات الأقوى والأكثر عملية في مرحلة تحتاج حسما وأولويات يؤشّر لها جلالة الملك ورؤى تحتاج اجماعا دوليا لتكون واقعا، ويكون السلام أولها وآخرها، بتأثير من الولايات المتحدة التي كما أكد جلالته تملك الدور المهم «في الدفع لإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل».